(عَدَار)
بقلم/الزين عبد الرحمن محمد احمد
كنت في العام 2022م قد نشرت مقالاً في جريدة الانتباهة الغراء أعادها الله إلى سابق عهدها وأدام الصحة والعافية لرئيس تحريرها الأستاذ/ احمد يوسف التاي وكنت أتيه من السوق العربي بعد كتابة مقالي وأنا في عز الهجير ويقابلني بود ومحبة لطيب معدنه للامانة والتاريخ لا تجمعي به لا زمالة ولا صلة قرابة إلا صلة الحروف وهم الوطن والمواطن وكان الناس تتنسمون عبق الحرية والأمن والأمان وكنا نكتب متفائلين حالمين بأن نقطف ثمار حصادنا ولكن دارت بنا الأيام وخانتنا أمانينا.
كان عنوان المقال (عدار ) وقد كتبته وأنا أعيش ظرفاً نفسياً عصيباً ففاضت قريحتي بذلك المقال..
ذلك (العدار ) نبت في الخريف المطير طويل على غير هيئة أترابه من الزرع ولكنه خادع المنظر وبالنتيجة بلا ثمر..
يمكن أن تحكمك الاقدار وتصير كالأعمى لا يستبين الطريق وتقول ما لي أنا دون خلق الله تسكنني الحظوظ المنثورة فوق الشوك في يومِ عاصف الريح في دورة متعاقبة من الانتكاسات بلا انقطاع ومع أناس لا حول لهم ينظرون إليك وأنت تحترق بخطاك وخطاياك .
هذه الدنيا قد يعيش فيها الإنسان سعيداً متفائلا محققاً جميع ما يصبو إليه وقد يحيا تعيساً ( أصلو العمر كان درباً مشيتو كسيح وكان غرساً سقيتوا بكا وقبضت الريح) .
عدما يكون الجفاء سائداً وعدم الاحساس بالأخر وأن تتحكم في العلاقات الإنسانية المصالح فقط دون غيرها من الفضائل الاجتماعية والخلقية التي تبنى بها الشعوب وحدتها وتماسكها وتصدح بلحن واحد فإن البذرة تنفر من تربتها وتنتج بواراً بلا ثمرة ( عدار يطول ويسمو تحسبه حبات مثمرة لكنه عدار جميل المنظر المنظر عالي القصبة هو … عدار … عدار … عدار… فقط هو الانسان قد يكون عداراً بلا ثمر وقد يكو قصبة مثمرة مفيدة تشع بخيراتها على من حوله في بيته وحييه وولايته ووطنه في نهاية المطاف.
فالمؤجر الذي يعتقد أنه مالك العين المؤجرة وحق الأجرة ويزيد على المستأجر كلما نظر إلى عمران بيته في أي وقت دون مراعاة لظروف المستأجر وكثير منهم يطلب منه المغادرة متى ما شاء ينتهي بهم الخلاف إلى المحاكم والمبازرة بين المحامين في النظر في الثغرات والمخارج كل يسعى لنصرة صاحبه .
الغني الذي انعم الله عليه برزق وفير ومال كثير لا يراع في أفراحه ومناسباته من حوله فيبذر الطعام والأفراح.
والمحتكر وتاجر العملات الذي يأكل عرق المساكين والفقراء بمضارباته كم شهدت صالات المناسبات من يوزعوا العملات الاجنبية والوطنية على رؤوس القونات وبيننا طفل يحتاج إلى رعاية صحية أولية وأسرته لا تملك ذلك وأنت يا صاحبي توزع المال في غير موضعه في لحظة طيش زائف ؟!!!
أما فيما يخص المواصلات ففيها مواويل محزنة ومخيفة في تقطيع خطوط المواصلات واختراع خطوط جديدة كل هم السائق أن يملأ جيبه في نهاية اليوم ويصحب في سيارته الكمساري فهذا في حد ذاته له تصرفات غريبة مع الركاب ينظر إليهم كأنهم أعداءه وإذا قدر الله لم يكن لديك قيمة المواصلات فأنت معرض للاستغناء عنك وتنزل في أي مكان في الطريق ؟؟!
كل هؤلاء وغيرهم كثير لا يتسع المجال لسردهم و كل هذه السلوكيات خارجة عن الفضائل الخلقية والشرع وكل من وجده نفسه في مزرعة العدار هذه عليه أن يخرج منها وعلى الدولة بسلطانها جبروتها أن لا نر مثل هذه الظواهر السالبة أن تشرع القوانين وأن تنشر بأدواتها التوعوية الفضائل في المجتمع لإخفاء مثل هذه الظواهر .