سيل من الرصاص العشوائي يقتحم بيوت المواطنين بمحلية الدندر والأزقة والميادين؛ وبينما كانت بعض الأسر تقيم أفراحاً لأبنائها وبناتها كانت أخرى تقيم صراخاً وعويلاً بسبب الرصاص المنهمر على أسقف المنازل والميادين والأزقة..
وبسبب هذه الظاهرة المزعجة عاش قطاع واسع من المواطنين بمحلية الدندر في ولاية سنار خلال الايام التي تلت العيد؛ حالة من القلق والتوتر بسبب تزايد ظاهرة إطلاق الرصاص في المناسبات التي أقيمت في خامس وسادس أيام العيد والذي اُطلق بشكل عشوائي ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين في أماكن متفرقة داخل منازلهم وفي الطرقات وبملاعب الأطفال.
*± عملية جراحية:*
ويقول المواطن فتح الرحمن عبد الكريم عتبة أنه وبينما كان في طريقه من المسجد الى منزله فإذا بطلق ناري يصيب قدمه اليسرى حيث تم اسعافه الى مستشفى الدندر ومنها الى سنجة حيث أظهرت صور الأشعة استقرار طلقة بندقية كلاش داخل القدم وقد قرر الأطباء عملية جراحية تكلفتها (300) ألف جنيه.
*± الرصاص يلاحق الأطفال:*
فتح الرحمن عتبة لم يكن وحده الذي عاني من ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي أثناء المناسبات ؛ فقد اقتحم الرصاص عالم الأطفال المرح فأحاله إلى بكاء وهلع وخوف وحزن عميق عندما انطلقت رصاصات لتخترق إحداها كتف صبي يافع وتُحدث الأخرى خدشاً كبيراً برأس طفل آخر وتستقر ثالثة في باطن الارض التي اتخذوها أطفال الحي الشرقي بمدينة الدندر سكناً لهم وميداناً وملعباً..
*± العناية الإلهية تنقذ “مودة”:*
وفي محطة أخرى انقذت العناية الإلهية ابنة المواطن شمس الدين محمد جلي وتُدعى “مودة” من موت محقق عندما اخترق طلق ناري سقف المنزل واستقر المقذوف في ارضية الغرفة ولم يكن بينها وبين “مودة” إلا سنتمترات ؛ وكادت إن نصيب كليتها..
أحداث مماثلة نقلها الرواة حدثت في عدد من قرى الدندر شمالها وشرقها وجنوبها وغربها إلا أنه لم تتوفر لنا إحصائيات دقيقة لما حدث؛ في وقت ترددت فيه انباء عن إصابة شخصين آخرين من قرية نجم الدين بطلق ناري توفي احدهما..حيث اطلق مسلح اعيرة نارية على الضحايا في قرية كاجا.
*±مفارقات:*
من المفارقات أن لجنة الأمن بمحلية الدندر كانت تعلن عبر مكبرات الصوت ومن داخل المساجد قبل العيد عن عقوبات صارمة لمن يطلق الرصاص في المناسبات سواء اكان من النظاميين أو غيرهم ؛ومنعت اللحنة ذلك رسميا وحذرت منه وقضت بالعقوبة مليون جنيه والسجن لمن يخالف الأمر؛ إلا ان الظاهرة ماضية في تزايد دون إكتراث لقرار الجهات الأمنية في الولاية والمحلية .. فاصوات الرصاص لم تهدأ يوما حتى فجر اليوم الإثنين ؛سواء أكان في مناسبات أو بدون مناسبة بينما السلاح منتشر بين المواطنين وعلى قفا من يشيل دون ضبط اوربط..
ثمة اسئلة فرضت نفسها بقوة : ماذا فعلت لجنة أمن المحلية وأمها الكبرى لجنة أمن الولاية حيال مايحدث؟ وما هو دورها ؟ وهل تحققت عن إصابة مواطنين بالرصاص في يوم واحد؟ وهل عاقبت من خالف اوامرها وارتكب الجرم ؟ وهل ساعدت في علاج المصابين؟..
*±رئيس لجنة الأمن يجيب على الأسئلة الحائرة:*
طرحنا الأسئلة أعلاه على رئيس لجنة الأمن بمحلية الدندر؛ المدير التنفيذي للمحلية الضو أحمد يعقوب؛ والذي أكد أن لجنة أمن المحلية قامت بإجراء اللازم إزاء هذه الأحداث وأجرت تحريات دقيقة فيما جرى وتوصلت اللجنة إلى الحقيقة كاملة ؛ وتبين لها أن قائد رفيع في الجيش برتبة لواء من خارج المحلية كان قد حضر مناسبة زواج واطلق الرصاص ابتهاجا بالمناسبة مما تسبب في إصابة البعض من على بُعد ، وأضاف الضو :جاء الضابط وقدم اعتذارا للجنة الامن؛ وشددت اللجنة وحذرت كثيرا من استمرار إطلاق الرصاص في المناسبات.
وأكد الضو يعقوب أنه ومنذ تلك الحادث توقف إطلاق الرصاص في المناسبات تماماً.
وعن أصوات الرصاص التي سمعها المواطنون في الساعات الأولى من فجر اليوم الإثنين ؛قال يعقوب أن هؤلاء جنود ومستنفرين خارج المحلية جاءوا عابرين كان قد تم الإفراج عنهم من الأسر واطلقوا اعيرة نارية عند دخولهم المدينة.