
بقلم / محمد السماني
علينا ان نعلم حكومة وشعبا ان التنمية والإعمار هى مستحقات ومطلوبات بل حقوق يجب ان تعطى من قبل الدولة حبا ورضا وطوعا بدلا من أن تنتزع وتؤخذ غلابا بالحرابة وحد السيف إذن في الأساس لماذا قامت الحكومات فى بلدان العالم أليس من أجل الإنسان وتوفير الحياة الكريمة التى يستحقها فى بلاده وأرضه فإن لم تقم بالتنمية والإعمار والبناء والأمن فبماذا تقوم؟ هل هى حكومات فقط لتصريف وإدارة شئون الشعوب تلهث وراء الجبايات وجمع المال ثم تصرفها على العاملين فى الدولة والامن وتترك إنشاء المرافق العامة من مدارس ومراكز الشفاء والعلاج والخدمات للشعب بالمعونات والقروض والجهد الشعبي الذاتي وإن ساهمت تساهم بالنذر اليسير وياليت هذه المساهمة والمنح والمعونات الداخلية والخارجية توجه نحو مناطق الموارد والثروات الحقيقية الظاهرة حتى تقفز قفزات كبيرة فى ثراء الدولة ومن ثم ترفع معها المناطق التى توجه لها المشاريع الخدمية سابقا وحاليا من طرق ومطارات وكهرباء ومدن صناعية ومشاريع زراعية كلها للأسف تنشأ من الصفر فى حين أن هناك مشاريع جاهزة تحتاج الى لمسات يسيرة فى التمويل والخدمات من توفير طرق ومواصلات وخدمات صحية وتعليمية ومطارات وإعادة تأهيل للسكك الحديدية لتعطى الوطن خيرات تبنى بقية كل أجزاء الوطن وتنقله للرفاهية ورغد العيش وتحقق معه جودة الحياة.
حقيقة طيلة الفترات السابقة كانت برامج خطط التنمية والإعمار تذهب لمناطق تحتاج لمجهودات جبارة وتمويل باهظ حتى تصل إلى وضع تلك المناطق الجاهزة التى تحتاج إلى قليل من العناية والرعاية لتعود للإنتاج وتقدم للبلاد أكثر مما قدمت من قبل ومثال لتلك المناطق أواسط السودان القديمة ولاية الجزيرة ، سنار ، النيل الأزرق ، والنيل الابيض مضافا إليها ولاية القضارف وولايات كردفان فهذه لو وجدت ما تستحق من توجيه التنمية نحوها لعبرت هى وكل ولايات السودان المتبقية بفضلها وخيراتها ولكن ما عسانا ان نقول فيما أبتلينا بهم في من يوكل إليهم الأمر إلذين ظلوا يقدمون التنمية لترضيات سياسية وجهوية تارة كعربون للسلام وإسكات البنادق وتارة بذرائع التهميش والإهمال فاختاروا حواضر ولايات إختيار خاطئ لكثير من ولايات السودان فاختاروا مثلا مدينة تكون حاضرة لولاية ما ، تحتاج لبناء من اول وجديد بينما هناك مدينة فى نفس الولاية تحتاج للقليل لتكون حاضرة مشرفة تستحقها تلك الولاية ومن ثم تتطور تلقائيا بقية المدن دون تكلفة باهظة وبنمو تدريجى… وكذلك نفس الحال فى مشاريع زراعية أقيمت فى صحارى ومناطق غير مأهولة بالسكان بينما هناك مشاريع زراعية ضخمة تحتاج فقط لضخ اموال قليلة لتعطى أكلها الوفيربإذن ربها قمحا ووعدا وتمنى ، وكذلك قامت طرق فى مناطق دون تخطيط استرتيجى ودون جدوى إقتصادية او تنموية او خدمية للشعب سوى ربط مناطق اقل كثافة سكانية ( لا اقول غير مهمة ) ولكن الاولوية يجب ان تكون لمناطق الإنتاج والصادر والوارد وذات كثافة سكانية عالية فمتى ينعدل هذا الحال المعوج فى ترتيب الاولويات فى المشاريع التنموية ؟؟؟!!!
ولتعلم عزيزي القارئ أنه على إمتداد النيل الأزرق والنيل الأبيض عبر الجزيرة لايوجد مطار واحد يحقق الاستقرار والتنمية وينقل الصادرات الزراعية البستانية والحيوانية لدول الإقليم التى تفضل وترغب ان يكون السودان أمن غذائي لها بدلا من أن تستورد اللحوم البيضاء والحمراء من أوروبا والبرازيل فالسودان عبر ولايات الوسط وجنوب الوسط يستطيع ان يوفر لها منتجات متغذية على أعلاف عضوية طبيعية كالذرة وغيرها وبرؤوس أموالهم المستثمرة فيها فيصدر إليها مباشرة عبر مطارين يتوسطان النيل الأزرق فى منطقة سنار ( النورانية) أو منطقة ( العزيزة ) بين السوكى والدندر والاخر يكون فى النيل الابيض فى مدينة تكون وسط وبفضلهما تستلم دول الإقليم منتجات طازجة فى غضون ساعات قليلة كما ان هذان المطاران ستخدمان كل السودان لانهما سيكون ان دعم مباشر وقوى لمطار الخرطوم وتخفيف العبء على ولاية الخرطوم ولكل السودانيين إذا كانا مطارين دوليين تستقبلان الرحلات الدولية من شتى بقاع العالم بحيث يستطيع كثير من مواطنى وزوار السودان من مستثمرين وسياح خاصة الزائرين لحظيرة الدندر من القدوم والمغادرة دون المرور بالعاصمة الخرطوم مما يوفر الوقت والمال والجهد ويتيح فرص كبيرة لتواجد كبريات الشركات فى تلك المناطق مما يوفر نمو اقتصادى وفرص عمل واستقرار أكثر فى مناطق هى مستقرة بطبيعتها ولم تشهد نزاعات او صراعات وليس لديها نزعات إنفصالية او إستقلالية عن الوطن ولا موقعها يمكنها من ذللك.
اللهم هل بلغت فاشهد.
وقفة
الفرصة الأن مواتية لتعديل الوضع المقلوب خاصة مع رغبة كثير من الدول الشقيقة والصديقة فى إعمار السودان فدعونا نبدأ هذه المرة البداية الصحيحة بتنمية وإعمار كل الوسط وهو قادر فيما بعد بإعمار باقى كل الوطن فالثروات التى تمتلكها بإمكانها إعمار كل إفريقيا ناهيك عن السودان ولكن من يلفت إليها.