مقالات الرأي

إنها حرب ضد الحضارة والمدنية والتطور وفي مواحهة منظومة التعليم و المرافق الصحية

5Ws-service

بقلم / الهنا حميدان حسن

كما قيل ان السودان كان ولزمن ليس ببعيد أرض هجرات ، فقد استقبل كل الوافدين من كل دول أفريقيا، الذين كانت اغلب هجراتهم للحج والبحث عن الكلأ والهروب من الفقر والضنك ببلادهم فوجدوا في أرض الخير ضالتهم وآثروا البقاء في السودان واضحوا جزءاً من المكونات السكانية وبالرغم من عدم أصالة هذا الجزء ومع إنفرادهم وإنعزالهم، وذلك يرجع الي الإختلاف الثقافي والاثني والعرقي ومع كل هذا ولأن طبيعة إنسان السودان المضيافة الكريمة تم تقبلهم في المجتمع واصبحوا يتمتعون بكافة الحقوق المكفولة للمواطن السوداني ولذلك قصاد هذه الحقوق هنالك واجبات على المواطنين تقديمها للبلد من محافظة على النظام وعلى المرافق العامة والبعد عن كل الأسباب التي تؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار البلد ، كل هذه الواجبات معلومة بالضرورة ويُعمل بها بكل محبة فالوطن للجميع وللأجيال القادمة ، فالوطن ليس للكيزان وحدهم ولا للدعم السريع ولا للقحاطة ، لذلك الواجب يحتم علي الجميع المحافظة عليه وعلى جميع مرافقه الحيوية ، ولكن كما قد وضح للعيان بعد انتهاء القتال في معظم المناطق التي كان بها الصراع ان هنالك من كانت له وجهة نظر غير ذلك ، فقد كانت حرب الدعم السريع ضد الحضارة والمدنية و التقدم والتطور ، وضد منظومة التعليم و المرافق الصحية ، حرب لتدمير إقتصاد البلد وبنيته التحتية ، في المجمل اتضح انها ضد المواطن السوداني لايوجد تفسير آخر غير ذلك ، فقد قاموا بتخريب كل المرافق التي يستفيد منها المواطن من جامعات ومكتبات ودور البحوث العلمية و النشر ، ودمروا المصانع والمستشفيات و الأسواق، لم يبقوا على شيء ، أرادوا ان يرجعوا السودان لما قبل التاريخ فكانوا تتار العصر الحديث ، ويمكن تفسير هذا السلوك بأنهم لا يملكون اي ذرة انتماء للسودان كأنهم لم يعيشوا فيه ولو يومآ واحدا ، ليس مرتزقتهم ومن فزعهم من البلدان الاخرى وحدهم من فعل ذلك لو كان هذا مبررهم ، فالقادة كما هو معلوم من أبناء الوطن المكلوم .
في بداية الأمر كانت صدمة المواطنين كبيرة فهم ليس لهم خبرة عن الحروب فالعاصمة المثلثة و الولايات الأخرى لم تشهد حرب منذ مئات السنين فكانوا يظنون انها محض خلافات عسكرية لا تتعدى الأيام وسوف يعودون إلى بيوتهم والى حياتهم اليومية ولكن كانت هذه مجرد أحلام وعشم تعدى العامين .
وعند مراقبتهم لما يحدث في مناطق الحرب التي هي مناطق سكنهم كانت صدمتهم حقا كبيرة فقد أوجعهم حقا تلك المجموعات العرقية التي شاركت بشكل مباشر في هذه الحرب فغالبيتهم انخرطوا في صفوف الميليشيا يقاتلون الجيش السوداني بحجة التهميش والعنصرية ولم يقتصر دورهم في هذا بل أمتد دورهم الدنيء الغادر في سرقة ونهب وتدمير من لم يقدروا علي نهبه من ممتلكات المواطنين الذين كانوا يتقاسمون معهم كل مقومات الحياة في السودان فنهبوا المنازل الأسواق والبنوك وبعد ذلك قاموا بحرقها وتدميرها بكل الحقد الذي ملأ قلوبهم ضد أبناء البلد وضد اي شخص من غير جلدتهم ، فهم مثل الحيوانات والطيور الرمامة التي تتغذى على البقايا ، كانت الحرب بالنسبة لهم بمثابة الفرصة الذهبية ليفعلوا ما اعتادوا عليه في حياتهم اليومية ، فعند قيام الحرب لم يبارحوا مناطقهم التي هي مثل السوار بالمعصم بالنسبة لمناطق المواطنين الأصليين وكانوا يراقبون عن كثب حتى يغادرها أهلها ليفعلوا ما فعلوا فهم مثل السرطان عندما يهاجم الخلايا السليمة ، فمناطق العذبة العشوائية هاجمت كل مناطق بحري وكوبر وأحياء كافوري وكذلك مناطق جنوب الحزام (مايو والانقاذ وما شابهها ) قاموا بنهب كل المناطق المتاخمة لهم ،اركويت والمعمورة والصحافات وجبرة والكلاكلات وكل المناطق لم تسلم منهم ، كذلك مناطق غرب أمدرمان
وفي ولاية الجزيرة كان لهم صولات و جولات في هذه الحرب فمعظم أبناء( الكنابي) انضموا الي صفوف الدعم السريع وتمت الاستعانة بهم في معرفة كل مناطق الجزيرة و قراها فهم أدرى منهم بها ويعرفونها جيدا ويعرفون الكباري والمداخل والمخارج ، فقاموا بالسرقات والاغتصابات والتهجير والقتل والتشريد وكانوا جيران السوء الذين فعلوا كل سيء وأخلوا بكل المواثيق الإنسانية والاخلاقية ، فقد تحملهم إنسان الجزيرة بالرغم من الاختلافات الثقافية التي أصبحت مهددا أخلاقيا لانسان الجزيرة فقد اعتادوا صناعة الخمور وبيعها وبيع المخدرات بكل أنواعها وممارسة وتسهيل كل الرزائل فهم اكبر مهدد للشباب والمراهقين من أبناء المنطقة والآن أصبح التهديد أمنياً و وجودياً .

الآن وبعد أن عرف الجميع من العدو ومن المتربص لابد للجميع أن يكون له موقف واضح و قوي ضد وجود هؤلاء الناس، فهم كانوا ومازالوا وسوف يظلون مهددا أمنيا اذا لم تٌتخذ ضدهم أقسى إجراءات، فلن يهنأ المواطن بالأمن وهم يحيطون به من كل إتجاه منتظرين اي فرصة تزعزع الأمن وان لم يجدوا يمكن ان يصنعوا تلك الفرصة فقد اعتادوا على كل ما هو سهل ، لذلك وجب أخذ إجراءات رادعة وحلول جذرية ، فيجب تكوين لجان من الشرطة والجيش وتقوم بمهاجمة هذه المناطق وارجاع المنهوبات وإدخال كل من وجدت عنده السجن ومحاكمتهم محاكمة رادعة ويجب سن قوانين جديدة تواكب الحدث فمواد السرقة غير رادعة وهم معتادون عليها ، كذلك على المواطنين ان يوقفوا التعامل معهم ونبذهم تماما واظن ان ذلك لن يكون صعبا بعد كل هذه الأحداث.
الهنا حميدان حسن

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى