مقالات الرأي

ابعدوا الخدمة المدنية والعسكرية من السياسة

محمد السماني يكتب ل"5Ws-service"

بقلم/محمد السماني
إن تغلغل احزابنا السياسية وتنظيماتها والمعارضة المسلحة فى الخدمة المدنية والعسكرية والامنية أمر جلل استشرى واستفحل ووصل حتى النخاع فأحدث تشوهات جسيمة شلت حركة البلاد واقعدتها عن التقدم والنماء والازدهار وخنقت البلاد منذ استقلالها بل من قبل الإستقلال فلم نجني غير الشوك والحسكنيت والحنظل فتذوق كل الشعب السوداني المرمنذ ان عرف احزابنا البراغماتية التي لا تحسن تنظيم ولا تعرف غير الضر والضرار حيث عندها الكيل بالكيل فاتخذت الشعب السودانى ميدان نزال لصراعاتها ولعبتها السياسية القذرة ومارست فى الشعب السودانى أسوأ أنواع العذاب عندما تتعارك مع بعضها البعض فكل الخيارات مفتوحة لديها وكل الاسلحة متاحة ، سلاح التخريب وسلاح التجويع وسلاح الإفقار وسلاح الإقصاء وسلاح تثبيط الهمم والتخذيل وخلق ازمات الندرة بدس قوت الشعب وإخفاء الوقود والخبز والنقود فقط من اجل تحريك الشارع فيخرج الشعب هائجا وثائرا ضد خصمها وكفى (يقولون نشيل ديل اول وبعدين نشوف) وعندما يأتى عليهم الدور يحدث تبادل ألادوار فمن كان فى الحكومة وأخرج منها يحيك المؤمرات ويفتعل الاحداث والكوارث حتى ولوبسفك دماء الشعب وإشعال الحروب والاستعانة بالخارج كقوة ضاغطة على الخصم اللدود والثمن معروف ولا عزاء للوطن ولا المواطن… فالمطلوب فقط إنزالهم من السلطة حتى لو برك الوطن معهم فالمهم نزع الكرسى منهم حتى لو تمزق الوطن (البصيرة ام حمد).
لو اردنا فعلا نهضة حقيقية وبناء الوطن لنا ولأجيالنا القادمة بناء يستغل ثرواتنا ويوظف قدراتنا علينا بإبعاد السياسة عن الخدمة المدنية تماما وساس يسوس فلا نريد خراب بإسم تجم ولا النقابات فهى قامت لخدمة العاملين والعمال وليس للفوضى وجر البلاد للنزاعات والمشاكسات والإضرابات ( هذا الذى يجب إزالته فقط من دولة 56) ولا يسمح لأى عامل فى الدولة إبتداء من الوزير إلى الغفير ممارسة اى عمل وتعبئة سياسية فى المؤسسات الحكومية كافة وان يقوم الموظف بواجباته الوظيفية مثله مثل كل موظفى العالم بتحدياتها وقياس إنجازاتها وان لا يسخر العمل الوظيفى لتحقيق المكاسب السياسية لحزبه اوالنيل من غرمائه من الاحزاب الاخرى فلا يسمح له بأى شكل من الإشكال إستخدام الخدمات التى تحت مسئوليته كالكهرباء والاتصالات والمرافق والماء سواء للاستخدامات الانسانية او فى الرى وغيرها مما ينفع الناس فى الإبتزاز السياسى والضغط على الشعب لاحداث غضب وإنفجار شعبى محصلته معاناة العباد وتقزم البلاد فهنا لابد من بتر اي يد تمتد للتخريب مهما كانت الغاية فلا مبرر لذلك ولذا وجب ان تغلق ابواب الخدمة المدنية فى وجه كل السياسيين وتوصد ضد كل الترضيات والمحاصصات والتسويات السياسية وان يفتح الباب للكفاءات والمواهب على ان تتوفر فيهم النزاهة والأمانة والوطنية الصادقة وأن لا يكون التوظيف على اساس حزبي او جهوي او قبلي ويكون الجزاء حسب العطاء والإنجاز حينها لا يهم من هم الحكام مثلنا مثل دول الغرب والشرق يتغير الرؤساء وحكوماتهم وتظل المؤسسية والنظم واللوائح هى هى لا تتغير معهم بل كل من أتى يسير عليها بل لا يقترب منها أحد فلا فساد ولا (دس محافير) وتنتهى الإنتخابات بإنتهاء التصويت والإقتراع والكل يذهب لعمله ولحاله دون وصاية او ضغوط من اى جهة مهما كانت.
إن أرادت هذه الاحزاب الحكم فإن طريقتها وتعاطيها مع السياسة بوضعها البائس الذى نراه وبدون ضوابط وخطوط حمراء لن توصلها إلا لطرق مسدودة فى وجهها ووجه الوطن ولن تجنى لا هى ولا الوطن غير السراب وضياع اوقات الوطن الثمينة وندور فى حلقات مفرغة تماما ، ولن نصل إلى شئ سوى المزيد من الفشل والتخلف والذيلية.
اما الخدمة العسكرية فهي بلا شك مخترقة منذ أمد كما يعلم الجميع يكيانات وعناصر من هذه الأحزاب نفسها المشبعة بالفشل وحب الخراب والتدمير فهى تخرب وتجيد التخريب حتى إنهد الوطن على رؤوسنا كلنا ، والمؤسف لازالت تعبث بمصير الوطن ولن تتركنا إلا إذا تمزقنا إربا إربا.
إن ما يميز العسكريين الوحدة والتماسك بينهم برغم انتماءات بعضهم للتيارات السياسية إلا أن ولائهم لبدلتهم العسكرية أقوى من أى ولاء سياسى مهما كانت مغريات السلطة فإنهم يدينون للطابور العسكرى وأهل طابورهم أكثر مما يدينون به لقادة احزابهم إن وجدت ويعودون لمارشاتهم العسكرية حتى ولو قدموهم زعماء ورؤساء عبر الانقلابات ولنا فى نميرى والبشير خير مثال فقلبوا ظهر المجن عليهم وكذلك فعل البرهان وقادة الجيش فى اللحظات الحاسمة والمصيرية انتزعوا السلطة من البشير وكان هو قائدهم ولكن عندما يكون الوطن على المحك فإنه لا احد عندهم كبير وفوق الوطن ولا يبحثون الحلول من الخارج وليس لديهم هوس السلطة الذى يجعلهم متنازعين حولها كما المدنيين ومرد ذلك ربما للتراتبية الصارمة ومن يخرج عنها يعد متمردا يجب القضاء عليه والتخلص منه للابد. ورغم ذلك نتمنى أن تنأى المؤسسة العسكرية عن العمل السياسي وان لا تكون مطية لتلك الاحزاب الضليلة على ان تحمي الدستور والبلاد والعباد وتحافظ على أمن واستقرار الوطن وشعبه

وقفة
إن لم تبعد الخدمة المدنية والمؤسسة العسكرية عن السياسة فإننا لن نبنى وطنا أبدا فكيف تبنى وغيرك يهدم.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى