مقالات الرأي

اتحاد الغرف الصناعية بولاية الجزيرة.. رافعة الإعمار وصوت الإنتاج الوطني

فايف دبليوز سيرفس

بقلم / سمير سيد عثمان

في ظل الواقع الاقتصادي الصعب الذي يمر به السودان ،، تبرز المبادرات الوطنية التي تتجاوز حدود الشعارات لتلامس الفعل الحقيقي ..

ويأتي *اتحاد الغرف الصناعية بولاية الجزيرة* في مقدمة هذه المبادرات ،، كجسم فاعل يسعى لإعادة الحياة إلى القطاع الصناعي المتضرر من الحرب ،، وترميم ما تهدّم من بنية اقتصادية كانت تُعد من أعمدة الإنتاج في البلاد ..

ولاية الجزيرة ،، بتاريخها الصناعي العريق ،، تعرضت لهزة عنيفة بسبب الحرب ،، حيث شهدت مناطقها الصناعية ( الباقير ، مدني الكبري ، الحصاحيصا) دمارًا ممنهجًا طال المصانع والمعدات ،، مما أدى إلى توقف مئات المصانع وخروج آلاف العمال من سوق العمل ..

وسط هذا المشهد ،، قاد *الأستاذ عبدالوهاب عبدالرازق* ،، رئيس اتحاد الغرف الصناعية بالولاية ،، مع أعضاء المكتب التنفيذي ،، جهودًا نوعية لإعادة تدوير عجلة الإنتاج ..

ولم تكن هذه الجهود تنظيرية ،، بل ميدانية وعملية ،، شملت زيارات للمصانع المتضررة ،، وحصر الخسائر ،، والتواصل مع الجهات المختصة لتزليل العقبات التي تعيق التعافي ..

ومن أبرز أدوار اتحاد الغرف الصناعية بولاية الجزيرة ما يقوم به من تنسيق نوعي مع اتحاد الغرف الصناعية بولاية الخرطوم ،، لتكامل الجهود وتبادل الخبرات في مجال تأهيل المصانع المتضررة ،، بما يعزز من وحدة القطاع الصناعي على المستوى القومي ..

كما بادر الاتحاد بفتح قنوات تواصل فاعلة مع المصارف الوطنية لتسهيل عمليات التمويل الصناعي ،، ومنح الأولوية لإعادة تشغيل المصانع الصغيرة والمتوسطة ،، باعتبارها العمود الفقري للحراك الاقتصادي ..

وإلى جانب ذلك ،، يواصل الاتحاد جهوده الحثيثة لإعادة تدوير عجلة الإنتاج ،، فقد تجلّت الهمة العالية وروح المسؤولية من خلال تحركات مدروسة ومبادرات ميدانية حقيقية ،، كان من أبرزها تنسيق زيارة وفد ولائي إلى مدينة بورتسودان ،، ضم كلاً من رئيس الاتحاد عبدالوهاب عبدالرازق ونائبه الأستاذ علم الدين مبارك ،، حيث التقوا بالجهات ذات الصلة في الوزارات الاتحادية وشركة توزيع الكهرباء ،، وانضم إليهم أعضاء الاتحاد المقيمون هناك ،، في مسعى واضح لتذليل العقبات الفنية والإجرائية التي تعيق إعادة تشغيل المصانع المتوقفة بولاية الجزيرة ..

ولم تقتصر الجهود على الداخل ،، بل امتدت إلى الخارج ،، حيث كُلِّف الأستاذ علم الدين مبارك بمهمة رسمية إلى المملكة العربية السعودية ،، لمقابلة الشركات المرشّحة من قِبل شركة توزيع الكهرباء ،، بغرض التفاوض حول أفضل الأسعار لمحولات كهربائية بسعات مختلفة ،، تُعد حيوية في تشغيل خطوط الإنتاج وتثبيت استقرار التيار داخل المجمعات الصناعية ..

هذه التحركات تعكس إدراك الاتحاد العميق بأن إعادة الإعمار لا تبدأ من الورق ،، بل من حركة فاعلة تستبق التحديات بخطوات واثقة ..

كذلك الجلوس مع الوزارات ذات الصلة من أجل إصدار قرارات بالإعفاءات الجمركية والضريبية ،، والتي من شأنها تخفيف كلفة التأهيل وتسريع وتيرة العودة للإنتاج ..

كما يعمل الاتحاد على الدفع نحو صياغة رؤية تنموية شاملة تُعيد للصناعة في الجزيرة دورها التاريخي كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي الوطني ،، في نهجٍ يقوم على التخطيط العملي والشراكة الذكية مع جميع الأطراف ..

لقد لعب اتحاد الغرف الصناعية بولاية الجزيرة دورًا محوريًا في لملمة جراح القطاع الصناعي بالولاية ،، وتحويل حالة الانكسار إلى روح مقاومة تسعى للإحياء والبناء ..

والأهم من كل ذلك ،، أن هذا الحراك الصناعي لم يكن من باب رد الفعل ،، بل انطلق من إيمان راسخ بأن الصناعة هي مفتاح النهوض ،، وأن ما خربته الحرب يمكن أن يُرمم بإرادة صادقة وعقل مؤسسي منظم ..

إن ما نشهده اليوم من تحرك نشط لاتحاد الغرف الصناعية بولاية الجزيرة ،، هو أكثر من مجرد استجابة للأزمة ،، إنه تجسيد لمبدأ أن الوطن يُبنى بسواعد أهله لا بالانتظار ..

وإن إعادة تدوير عجلة إنتاج المصانع على نطاق الولاية لم تكن لتحدث لولا قيادة تؤمن بالفعل قبل القول ،، وتعمل بصمت وإصرار من أجل إنقاذ ما تبقى وبناء ما هو ممكن ..

إن ما يقوم به اتحاد الغرف الصناعية في الجزيرة ليس عملاً موسمياً بل هو عمل ممنهج ومبني على رؤية وطنية ،، يقف وراءها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،، أمثال الأستاذ عبدالوهاب وفريقه ،، الذين جعلوا من الاتحاد مؤسسة تستحق الاحترام ،، وجزءاً لا يتجزأ من مشروع وطني لإعادة بناء السودان من بوابة الإنتاج ..

وإذا كنا نحتاج اليوم إلى روافع للإعمار ،، فإن اتحاد الغرف الصناعية بالجزيرة يمثل واحدة من أهم هذه الروافع ..

يدٌ على الإنتاج ،، وأخرى على الجرح ،، وعين لا تنام عن مستقبل هذه الولاية الصامدة ..

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى