
بقلم / عصام محمد احمد (الساحر)
الحديث الذي صرح به ولي العهد السعودي فيما يتعلق باحتمالية انعاش منبر جدة لاعادته للحياة مرة اخرى…فاننا مع حفظ المقامات والتقدير نعتبره لا يتعدى كونه تصريحا دبلوماسيا داخل اطار منمق من حاكم حكيم يتسربل الدبلوماسية والحكمة والتوازن في ادارة علاقاته الخارجية…لا اكثر ولا اقل…
رمى الرجل قشة وسط امواج متلاطمة هائلة تتقاذف “القحتيون” والمتردية والنطيحة ..فالتقطوها وتعلقوا بها علها تنقذهم من عاصفة النهايات الكسيفة…ولكن اليوم لا عاصم من امر الله….فلا بن سلمان ولا ترامب ولا ايا كان ..لايملك خاصية بعث الموتى بأمر الشعب…ولو كانت ذواكركم سمكية فالشعب يملك ذاكرة جمل…لا ينسى ابدا..فعندما ولد منبر جده كانت ميليشيا الدعم السريع تسيطر على اجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم فقط ولم تتمدد وتنتشر بانتهاكاتها ومجازرها الي باقي ولايات الوسط…الجزيرة وسنار والنيل الابيض…..فذهب وفدنا الي جدة واتفق الطرفان ..ولم يتبق سوى بضعة لمسات حتى توقع الاطراف على ما اتفق عليه..فمالذي حدث ..حرضتم الملييشيا على نقض الاتفاق بسبب بند من البنود ما كان ينبغي اصلا ان يكون جزءا من الاتفاق واستخدمتموه كرت ضغط علينا وهو بند الخروج من بيوت المواطنين… فبدأتم بلا استحياء البحث عن تبريرات تحريضكم ..بدلا عن السؤال الذي يفترض ان يسأل..هل من قواعد الحرب والاشتباك احتلال بيوت المواطنين وطردهم منها….فبدأ بعضكم يتحدث عن كيف تتطلبون عبر التفاوض ما فقدتوه في المعركه ويقصد بيوتنا واخر يقول اذا لم يقصف الطيران الجنود لما دخلوها اصلا..وثالث يقول ان الحديث عن الامر برمته مجرد مناورة لكسب الوقت…..ونحن طالبنا قيادتنا اكثر من مرة بتسليمنا الخرطوم كالخريطة الجوية ارض خلا..بعد مسح كل معالمها وتسويتها بالارض..بمن فيها ..ولكنها كانت اكثر وعيا وفهما وحكمة..ولم تتچاوب مع مطالبنا…
السبب الرئيسي لفشل منبر جدة هو البند الخاص بالخروج من بيوتنا واعياننا المدنية والخدمية..وقد ابت الميليشيا تنفيذ ما سبق واتفق عليه..وبعد سنتين استطاع جيشنا ان يفرض عليهم الخروج منها عنوة واقتدارا وبقوة السلاح مرغمين صاغرين منكسرين واوصلهم الي ثغورهم التي بدأوا منها في تخوم دارفور ..فبأي فهم واي شكل ولاي سبب منطقي تريدون احياء ما هو رميم….ماهي ختطكم التالية المشروطة لعودتكم للمشهد السياسي والعسكري في بلادنا..التي اذيتمونا فيها اذية بالغة .باي وسيلة ولاي غاية تريدون ارجاعنا الي المربع الاول الذي ذكرناه…هل تريدون منا ان نمسك بايدي المليشيا ونقودهم حتى نوصلهم مرة اخرى بكل طيب خاطر ونزج بهم في بيوتنا ومن ثم ننتظر بعض الوقت ليخرجو علينا رافعين الراية البيضاء ويسلمونا اسلحتهم ليكتمل المشهد الكوميدي…ويتم تنفيذ اتفاق جده…هل هذا هو السيناريو الذي يرضي غروركم…
يجب ان يعلم الجميع ان الميليشيا بالنسبة لنا كشعب )ببح(.. انتهت واصبحت من الماضي واننا لن نظل بأي حال في مكاننا نجتر الذكريات…هي مجرد ثلاثة او اربعة معارك كبيرة في محاور دارفور وستجبر على اعادة تموضعها من داخل تشاد او افريقيا الوسطى او شرق ليبيا….
واذا كان لابد ومن الضرورة الجلوس للتفاوض…فلتجلس قياداتنا مع الفيل شخصيا لا مع ظله …نفهم تماما ونستوعب طبيعة الصراع الذي يدور الان واطرافه فالدولة السودانية الان تحارب من فوق بالمسيرات والصواريخ متوسطة المدى..ونعي ان ميليشيا الدعم السريع ليس لديها اي امكانية للحصول على هذه الاسلحة النوعية الحديثة والتي لا يستطيع الاشاوز تشفيلها ولا فك شفراتها ولا اسرارها…….
وللحديث بقيه…
سنعرض بضاعتنا ..ونطرح رأينا في اسواق التفاوض…
هذا والحمد لله رب العالمين…