
لم تشهد قضية سودانية إجماعاً عربياً وأفريقياً وعالمياً مثلما هو الحال الآن بشأن الرفض الإقليمي والدولي للدعوة الرامية إلى تكوين حكومة موازية للسلطة القائمة حالياً في السودان.
على الصعيد العربي كانت جمهورية مصر العربية والجزائر أول الرافضين لفكرة تكوين حكومة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع المتمردة، كما اتسم الموقفان المصري والجزائري بالحزم والوضوح في هذا الجانب والانطلاق من منصة الأمن القومي المصري من جهة، والأمن القومي العربي في الضفة الأخرى..
عربياً أيضاً كان الموقف السعودي وكذلك الموقفين القطري والكويت ودول المغرب أقوى رفضاً وتحذيراً من المساس بأمن وسيادة ووحدة أراضي السودان، ومثل ذلك شكلت بقية الدول العربية حضوراً في هذا الجانب من خلال موقف الجامعة العربية المجمع عليه عربياً.
أفريقياً هناك إجماع بين دول الاتحاد الأفريقي على رفض دعوة تكوين حكومة موازية او حكومة منفى وذلك خشية ان يصبح هذا النهج اقرب الحلول واسهلها لحل المشكلات الأفريقية المتشابهة، بينما شذت عن هذا الإجماع كينيا صورة شاذة ولافتة للإنظار.
الأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية تجاوزت مواقفها رفض الدعوة الى التحذير الجدي من هذه الخطوة التي من شأنها أن تقود الى تقسيم السودان وتفتيت عضده وتصبح سابقة بالقارة الأفريقية التي تعاني من الاضطراب وذات المشاكل التي يعاني منها السودان حالياً.
ويرى مراقبون بالداخل أن رفض العالم المتصاعد لفكرة تكوين حكومة موازية في السودان أدت الى تثاقل خطى المجموعة القائمة على الأمر وداعميها واربك الحسابات الكينية والإماراتية وبعض الدول التي تقف في الظل.
ويرى ذات المراقبين أن الدعوة لتكوين حكومة موازية يمثل حلا انتحاريا لكل الدول التي تعاني من مثل مشاكل السودان ولحلفائها من بعدها.