
بقلم / إسحق بابكر
الفهم الناعم والفكر المتحرك لمتطلبات الواقع بعد التشخيص الدقيق وإنزال أحكام الله ومقاصد النص القرآني ثبوتاً قطعيا او ظنيا علي مطلوبات الواقع ينتج حركة لا تتوقف مستثمرة كل ممكن يقرب العباد الي الله عزّ وجل ويبعدهم عن الفساد واهواء النفس التي لا تحب الانضباط هو نسك وعبادة .
وهذا ما جعل من فكر الاسلاميين ما يسد حوجة الروح تعبداً واشباع حاجات النفس انضباطاً .والميزة هذا والتميز الحركي جعل التجديد المبني علي الإعجاز القرآني في ثبات النص والمعني المتحرك وفق فقه متجدد يستنبط الأحكام من مصدر النص حفاظاً للكليات الخمس جعل من الفكر الإسلامي حيوية تعجز كل مدارس الفكر الاجتماعية أن تواكب تجدده وحركته وتميزه هذا ،الا بالتفكير المعوج والخروج عن النطاق الانساني لمحاربته. فكر مبني علي آيات نص محكم وتفسيره سُنةٍ لا ينطق صاحبها عن الهوي .واجماع علماء يستخلصون من غامض النص والحديث ما يقرب الي الله ويحقق حوجة الإنسان الدنيوية لفطرة سليمة.والظالم لنفسه هو الذي يتحدث دون علم ومعرفة عن نفسه وعقله.ومنذ أن خلق الله ادم عليه السلام اول ما اعطاءهُ العلم قبل حوجة البطن والفرج فكان التصالح مع النفس علي ما يدرك الإنسان من حقائق المعني للاشياء
والعقل بدأ عند الإنسان علي الأساس الغريزي وهو ادراك الأشياء بالحواس والتي هي هبة الله ليخرج الإنسان من دائرة الحيوان الي دائرة مخلوق خصّ خلقه بشورى وحوار بين الله وملائكته اعزازاً لنبدأ تشريع قبلي يبني عليه الإنسان بعد الخلق أن الشوري منهج حياتك وقضاء حاجاتك وعليها خلقت .فكانت الشوري مبدأ كل الأنبياء والرسل عليهم السلام.
هذا العقل الغريزي يخرج لتوه من الحيوانية الي الإنسانية التي تجعلك خليفة الله في أرضه لتقوم مقام هذه الخلافة بما لها وما عليها .وهنا كان الداعي لتنمية ونمط هذا العقل والبناء علي علي اساس العقل الغريزي بالفكر والتأمل والتجربة والذكاء فينمو عقل مكتسب لا نهاية لادراكه للاشياء وحقائق معناها