مقالات الرأي

التجارب الدولية لعودة اللاجئين…دروس مستفادة في ضوء الأوضاع السودانية(3)

د. عبدالرحيم حاج الأمين يكتب ل"5Ws-service"

د. عبدالرحيم حاج الأمين

“قانوني و باحث في الشئون الإنسانية”

تُعدّ تجارب العودة الطوعية للنازحين واللاجئين من أبرز المهام التي تضطلع بها المنظمات الدولية، خاصة في ظل الأزمات الإنسانية الناتجة عن الحروب أو النزاعات السياسية. وفي سياق يشبه ما يعانيه السودانيون اليوم من نزوح قسري، يمكن الاستفادة من عدد من التجارب الدولية التي عملت فيها المنظمات الدولية على تسهيل عودة اللاجئين والنازحين في ظروف معقدة ومتشابهة:-
1.تجربة العودة الطوعية للاجئين الروهينغا (ميانمار وبنغلاديش):
عقب اندلاع أعمال العنف في ميانمار عام 2017، اضطر أكثر من 700,000 من لاجئي الروهينغا إلى الفرار نحو بنغلاديش. سعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) والمنظمات الإنسانية الأخرى إلى تسهيل عودتهم الطوعية إلى وطنهم. غير أن العملية واجهت تحديات كبيرة، بسبب عدم تهيئة الظروف المناسبة في ميانمار لعودة آمنة وكريمة، وهو ما أدى إلى بطء في وتيرة العودة، واستمرار إقامة العديد من اللاجئين في مخيمات بنغلاديش.
2.تجربة العودة الطوعية للاجئين في جنوب السودان:-
أدّت الحرب الأهلية في جنوب السودان (2013–2018) إلى موجات لجوء واسعة إلى دول الجوار مثل كينيا وأوغندا. قامت المنظمات الدولية، وعلى رأسها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بدعم عمليات العودة الطوعية، لكن هذه العودة كانت مشروطة بتحسّن الأوضاع الأمنية، وضمان توفر الخدمات الأساسية والدعم الاجتماعي في المناطق المستهدفة.
3.تجربة العودة في سوريا:-
بعد سنوات من النزاع المسلح، بدأت عمليات العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بعض المناطق التي شهدت تحسّنًا نسبيًا في الأوضاع الأمنية. أشرفت على هذه العمليات منظمات أممية، إلا أن العودة واجهت تحديات جسيمة، من أبرزها ضعف البنية التحتية، والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، مما تطلّب مقاربة حذرة لضمان سلامة العائدين وكرامتهم.
4.تجربة العودة في العراق:
عقب تحرير المدن العراقية من سيطرة تنظيم داعش في عام 2017، بدأت عملية عودة ملايين النازحين داخليًا إلى مناطقهم الأصلية. قامت المنظمات الدولية بدور أساسي في هذه العملية، عبر تقديم المساعدات الإنسانية، والمساهمة في إعادة بناء المساكن، وتوفير خدمات التعليم والرعاية الصحية، وضمان بيئة آمنة ومستقرة لعودة العائلات.
خاتمة!
تؤكّد هذه التجارب الدولية أهمية التعاون الوثيق بين المنظمات الدولية، والحكومات الوطنية، والمجتمع المدني، لضمان أن تتم العودة بشكل طوعي، آمن، وكريم. فنجاح العودة لا يقتصر فقط على نقل الأشخاص إلى مناطقهم، بل يتطلب أيضًا توفير بيئة حاضنة تضمن حقوقهم، وتكفل استقرارهم واندماجهم من جديد في مجتمعاتهم.
هذه *المقالات* معنية للمسجلين لدي الأمم المتحدة.
د. عبدالرحيم حاج الأمين

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى