مقالات الرأي

التلاعب بجواز السفر السوداني…الطريق إلى إنهيار الدولة

5Ws-service

 

بقلم /صديق الحاج

السودان في الماضي كان عبارة عن مجمع كبير محاط بسور متين تحرسه ايادي بيضاء وعقول راجحة متمسكة بقيمه المتوارثة التي بنيت علي الصدق والعفة والكرم والشهامة التي استنبطت من تعاليم الدين الحنيف الحق سلوكا وروحا وكانت منهج مطبق في التعامل في الامانة والشرف والتكافل وكل التعاملات التي تحفظ الحفوق ..

وفي داخل السور لايستخرج جواز السفر وكرت الجنسية الا لمن يستحقها بعد تحري دقيق والتاكد من وطنية المقدم للطلب من الجنسين .

فالامن كان مستقر لدرجة ان المحلات التجارية كانت ابوابها مغطاه بقماش خوفا من الغبار لايخشي من تسعة طويلة ولانقرز ولا المواتر الطائرة التي تخطف الموبيلات وشنط النساء لانها لم تكن موجودة .

ثم تطور النهب بالسلاح وقتل واغتصاب وخطف البنات وتهريبهم وبيعهم واحتلال المنازل وطرد اهلها كرها وسحل وقتل في شعب وديع لايعرف السرقة ولا الخيانة والغدر بل كانوا ينامون في الحيشان في الهواء الطلق مطمئنين حامدين وذاكرين الله ومتفقدين الجيران ومستقبلين الضيوف وعابري السبيل في دواوين مفتوحة ومرتبة.

فهكذا كانت حياتهم داخل الوطن بكل بساطة لايحملون السلاح وهم ابعد الناس عن الارهاب .

اما خارج الوطن فكانت سيرتهم ناصعة البياض في الامانة والشرف ..

فماهي الاسباب التي ادت الي هذا الانهيار الاخلاقي والاجرام الذي لحق بكل الوطن ومازال ..

ولكن هذه دروس قاسية ودفعنا فيها ثمنا باهظا و لكن هذا ابتلاء فيجب ان نخرج منه بمواعظ وعبر .

قال الله سبحانه وتعالى

 

أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ

 

فنحمد الله علي كل حال…

فلا يغير الله مابقوم حتي يغيروا مابانفسهم..

فهنالك مثل يقول اي شي يزيد عن حده ينقلب الي ضده

انطبق علينا هذا المثل.

فالشعب السوداني زاد في التسامح والطيبة فسمح لاجسام غريبة ان تتسلل الي حظيرة الوطن عن طريق الرقم الوطني واستخراج جوازات سفر بكميات عن طريق بعض النفوس المريضة دون مراعاة الوطنية و القيم والعادات .

….فالبصلة العفنة بتعفن كل الشوال …. ففاحت الريحة النتنة وتشكلت عصابات للاجرام فمنهم من استوطن وادعى انه صاحب الدار وذلك في غفلة من المسؤولين من الوطن والتنازع بينهم على كراسي السلطة حتي وقع السقف علي الجميع…

ولكن هنالك بشريات بان هذه الضربة الموجعة قد افاق علي اثرها الشباب الخلص في جميع انحاء الوطن بكل سحناتهم وقبائلهم فقبضوا علي الزناد لحماية الارض والعرض بقلوب لاتعرف الخوف وسينتقمون لعروضهم بشراسة فاقت قوة الاسود حتي يعم الامن والامان في ربوع كل السودان ثم يواصلون بناء الوطن في المعمار والتنمية وحراسة الوطن وخاصة الحدود والثروات بكل قوة فلا مكان للضعيف الان في عالم نهجه البقاء للاقوي….

الخلاصة السودان عبارة عن اناء في الوسط مملوء باكسير الحياة

مرتكز علي اربع ركائز ركيزة في الغرب وثانية في الشرق وثالثة في الشمال والرابعة في الجنوب فحذاري ان تسقط ركيزة فيضيع الوطن…….

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى