التمرد علي الدولة بدواعي التهميش..انتهى الدرس
بقلم /قسم بشير محمد الحسن
شهد السودان اول تمرد عام 1955 لما يعرف بتمرد الأنانيا
ضد الدولة وتوقفت البندقية في عهد مايو ١٩٧٢ باتفاقية اديس ابابا ثم اعقبه تمرد جون قرنق في مارس1983 والذي توج بأنفصال جنوب السودان في 2009 وفقا لاتفاقية نيفاشا والتي تضمنت بداخلها تقرير المصير لأبناء الجنوب والتي قضت بالانفصال واما تمرد حركات دارفور ظهر في عام 2003 عقب خلاف الترابي وعمر البشير عام ١٩٩٩ وانقسام الحزب الي ماسمي بالمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي
ونتيجة لذلك أصيب إقليم دارفور بعدوي الحركات الانشطارية فتجاوز عددها اكثر من عشرين حركه تحت ذريعة مايسمي بتهميش دارفور ولو قارنا تمرد دارفور بتمرد جنوب السودان نجد أن هناك تباينا من حيث عدد الحركات في دارفور مقارنة بعدد حركات جنوب السودان ونجد كذلك تباينا من حيث التركيبة الفكرية والعقائدية لسكان جنوب السودان مقارنة بدارفور وفي حين ان نسبة المسلمين في جنوب السودان لاتتعدي ال 18 ٪ نجد أن النسبة المئوية لمسلمي دارفور تصل إلي 100٪ وكذلك تباينا فيما تعرض له جنوب السودان مقارنة بدارفور بفعل المستعمر بمايسمي سياسة المناطق المقفولة وهو ما كان سببا في إضعاف انتشار الإسلام واللغة العربية في جنوب السودان وبالتالي حمل البندقية قد يكون له ما يبرره لأبناء جنوب السودان ولا أجد له تبريرا لأبناء دارفور لأن مشاركة ابناء دارفور في كل الانظمة التي تعاقبت علي حكم السودان كانت مقدرة وفاعلة وكذلك التقارب بين دارفور وبقية ولايات السودان احسبه قويا وحتي التهميش لم يكن إقليم دارفور باسوأ من مناطق في شمال وشرق السودان وسؤالي هل أصبحت دارفور جنة بعد توقيع اتفاقية جوبا للسلام ؟ وهل من يتوسدون كرسي السلطة قلبهم علي دارفور ام علي الكرسي ؟ ولماذا ظل مسمي الحركات كما هو دون تغيير للاسم حتي بعد توقيع اتفاقية جوبا حيث ظل الاسم كما هو ( حركة تحرير السودان) و السؤال الحائر ويبحث عن إجابة هل الوطن مستعمر وبصدد تحريره ؟ مع العلم أن الإنجليز خرجوا من البلاد منذ عام ١٩٥٦ واذن من ماذا يودون تحرير السودان ؟ ولقد حملت الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق هذا الاسم المستفز لعموم أبناء السودان حتي نال الجنوب استقلاله غير مأسوفا عليه وماذال الاسم يحمله آخرون (الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال) وعليه لامبرر لبقاء هذا الاسم في ظل اصطفاف حركات الكفاح المسلح مع الجيش السوداني ومشاركة قادتها السلطة الحاكمة الان وقد يكون اسم حركة العدل والمساواة مقبولا وخلاصة القول ان هذه الحرب وحدت الشعب السوداني وجعلته أكثر التحاما ومؤازرة ومساندة لقواته المسلحة واصطفت بجانبه حركات الكفاح المسلح وثانيا عجلت بهزيمة التمرد بنصر سريع كاسح وثالثا أغلقت الباب أمام أي تمرد مستقبلا علي الدولة لأن ما آلت إليه الحرب سيظل هاجسا يورق مضاجع كل من تسول له نفسه التمرد علي الدولة وسيفكر مليئا قبل الشروع في هذه الخطوة