
بقلم: سمير سيد عثمان
في معركة الكرامة جسد الجيش السوداني أسمى معاني البطولة والتضحية وتحقق النصر على يد قادته الأبطال الذين شكلوا مثلثاً قوياً له أضلاعٌ لا تهتز في وجه أي عدو أو مكيدة مما كان له الأثر البالغ في إعادة الأمل والنهوض بوجدان الأمة السودانية هؤلاء القادة الذين اختارهم القدر ليكونوا في الصفوف الأولى للمعركة كانوا القادة الذين ألهبوا أرواحنا وحافظوا على عزتنا وكرامتنا ضد أعداء الوطن فكان انتصارهم بمثابة الزلزال الذي ضرب الأرض تحت أقدام الجنجويد الذين اعتقدوا أن خيوطهم القذرة ستنقلب لصالحهم ..
*رئيس مجلس السيادة والقائد العام لقوات الشعب المسحلة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان ..*
هو قائدنا الذي قاد المعركة ببصيرة وبطولة عالية وجعلنا نرى النصر عن كثب ..
كان البرهان بمثابة السد المنيع الذي يصد أي محاولة لهدم الكرامة الوطنية وكانت القرارات الحاسمة التي اتخذها هو وزملاؤه في المجلس العسكري تجسيداً لحكمة القيادة وفكرها الاستراتيجي الذي لا يشق له غبار في إدارة المعركة ( الحفر بالإبرة والتطويق بشرك أم زريدو) ..
أما *الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ..*
نائب القائد العام لقوات الشعب المسلحة وعضو مجلس السيادة فقد حمل الأمانة الثقيلة في قلبه ورفع رأسه عالياً في ساحة المعركة ..
كباشي لم يكن مجرد قائد بل كان مثل النجم الذي يهدي سفينة الوطن وسط عواصف التحديات فكانت خطواته الواثقة تعني أن هناك أملاً جديداً ينتظر هذا الشعب الصامد (كان مبشراً ومحفزاً دوماً بالنصر القريب) ..
أيضاً لا يمكن أن ننسى دور *الفريق أول ركن ياسر العطا ..*
مساعد القائد العام لقوات الشعب المسلحة عضو مجلس السيادة الذي جاء في وقت كان الوطن في أمس الحاجة إلى قائد يتنفس الانتصار ويبثه في كل ركن من أركان الأرض السودانية ..
ياسر العطا هو من كان الصوت الذي يرفع من معنويات جنودنا البواسل على أرض المعركة ويزرع الأمل في قلوب الناس الذين ظنوا أن الظلام سيخيم للأبد (معاً لتحرير اخر شبر من أرض الوطن) ..
وكان الثلاثي المرعب اقطاب مثلث الكرامة رموزًا للقيادة العسكرية التي سطرت قيادتهم الرشيدة للقوات المسلحة والقوات المشتركة والبراؤون والاجهزه النظامية الأخرى مداد النصر والتضحية على الأرض مفتاح تحقيق الانتصار الحاسم في المعركة وكانو بالفعل هم مساحة المثلث التي كان مقبرة للجنجويد ..
إن انتصار الجيش السوداني الباسل في معركة الكرامة يعد بمثابة رسالة صارخة للعالم بأسره بأن الشعب السوداني وجيشه لن يقبلوا الظلم ولن يتراجعوا في حماية أرضهم ..
التحية لجميع الأبطال الذين سطروا هذه الانتصارات وعلى رأسهم أقطاب مثلث الكرامة البرهان ، كباشي ، والعطا الذين قادوا قواتنا إلى النصر ..
معركة الكرامة كانت بمثابة ضربة قوية للأعداء الذين ظنوا أنهم سيجعلون من السودان مجرد غنيمة سهلة ..
لكنهم لم يدركوا أن مثلث برمودا هذا كان له من القوة ما لا يستطيعون مواجهته فكل خطوة من هؤلاء القادة كانت محفوفة بالحكمة الحنكة وكل قرار كان يحمل بصمة وطنية لن تُمحى من ذاكرة الشعب السوداني انتصرنا بفضل هؤلاء الأبطال الذين وضعوا الوطن أولاً وضحوا من أجلنا جميعاً ..
ومن هنا تأتي فرحة المواطنين العارمة بهذا الانتصار العظيم حيث أن البلاد كانت تعيش على وقع القلق والخوف بعد سنتين من الفوضى ..
ومع كل يوم كان النصر يقترب كان الشعب يشعر بالثقة في أن سودانهم لن يظل رهينة الجنجويد والأوباش ..
لقد انتصرت إرادة الحياة بدماء الأبطال الذين وقفوا كالجبال في مواجهة قوى الظلام ..
شُبانٌ رفضوا الانكسار تحوّلوا دروعاً بشرية تحت سماء المعركة يتلقّون الرصاص بأجسادهم ليكشفوا كمائن القتل بينما تُحاصر عدسات الكشف خفافيش الحرب في جحورها ..
كل جرحٍ نازفٍ في طريقنا كان شمعةً تُضيء درب العودة إلى الديار ..
هؤلاء صنعوا بالنصر عنواناً للكرامة وبالفداءِ رسموا خريطةَ حياةٍ جديدة ..
فليسمع العالمُ صرخةَ الأرضِ التي ارتوتْ بشجاعةِ الأحياءِ ودماءِ الشهداء لقد دفعنا الثمنَ الأغلى ..
والآن يحقُ لنا أن نعيشَ بسلام ..
العودة إلى أرض الوطن أصبحت حلماً تحقق وكأننا عشنا أجواء الحلم المستمر الذي أصبح واقعاً ملموساً ..
بإذن الله سيظل الشعب السوداني يواصل احتفالاته بهذا النصر العظيم وسيعيش متبقي أيام رمضان 2025م في ديارهم التي عادت اليهم وهم يرفعون أكف الدعاء شكراً لله على النصر مع أمل كبير في المستقبل واستعداد كامل للمساهمة في بناء وطنهم مع الأبطال الذين حملوا راية الكرامة إلى النهاية ..
ولذلك من خلال هذا الانتصار يصبح هذا مثلث البرمودا أكثر من مجرد أبطال بل هم من فتحوا باب الأمل أمام أجيال المستقبل وهم من سيذكرهم التاريخ بكل فخر واعتزاز فهم من جعلوا السودان ينهض من رماد الحرب ليرتقي نحو مستقبل أكثر إشراقاً بإذن الله ..
إننا ونحن نكتب عن هذا المثلث الذي أرعب الجنجويد ونتناول قصة صمود قادة وشعب في مواجهة التحديات نجد أنه لا شيء يبعث الأمل والتفاؤل أكثر من استعادة القصر الجمهوري الذي يعد رمزاً للسيادة الوطنية والكرامة السودانية ..
نهنئ الشعب السوداني العظيم على هذا الإنجاز الكبير الذي يعكس إرادة الشعب وقواته المسلحة وقدرته على استعادة حقوقه وحريته ..
إن استعادة القصر الجمهوري بكل ما يمثله من رمزية وقوة يعد دليلاً على انتصار الإرادة الوطنية على كل محاولات التمرد والتدمير ..
كل الشكر والتقدير لكل من ساهم في هذا النصر ولكل من رفع راية الوطن عالية ونسأل الله أن يحفظ السودان ويظل درعاً حصيناً لأبنائه
ويتقبل شهدائنا ويشفي جرحانا وأن يظل الشعب السوداني واحداً موحداً في سبيل بناء المستقبل الذي يليق به ..
*عاش السودان حراً أبياً*
سمير سيد عثمان
…..
الجمعة 21 مارس 2025م
الموافق 21 رمضان 1446هـ