مقالات الرأي

الحقيقة المرة :ثم ضاع الأمس منا وانطوت في للقلب حسرة

الطيب الصاوي المحامي يكتب ل"5Ws-service"

بقلم/ الطيب الصاوي المحامي

الأوطان تبنى بالصدق والأمانة وقبول النصح والحق وان كان مرا..  الأوطان لا تبنى بالزيف والكذب والنفاق..
أهلنا قالوا “اسمع كلام ببكيك ما تسمع كلام بضحكك ” وقالوا أيضاً : “لو ما حلاك الصاح  الكذب ما بحلك” ..
السودان دولة نالت استقلالها في العام ١٩٥٦م وشعبها من اوائل الشعوب الأفريقية التي نالت حظا وافرا من التعليم عبر الخلاوي والكتاتيب وكلية غردون التذكارية ومن حظ السودان وقع تحت الاستعمار الانجليزي  ومن المعروف عن الانجليز الجدية والانضباط والتجويد والاتقان في العمل لذلك ورث السودان منهم خدمة مدنية متميزة بين كل الدول الأفريقية والعربية وورث تقنين ولوائح انجليزية ومع الأسف ضاع كل هذا الإرث وتآكل شيئا فشيئا مع الحكومات الوطنية المتعاقبة اذا كانت عسكرية او مدنية وقبل ان يخرج المستعمر عمل على وضع  السياسة التي تجعل السودان يدور حول فلكه مدى الحياة، سياسة فرق تسد ووجد في العقل السوداني الأرضية الخصبة لذلك فوضع البذرة الأولى لقانون المناطق المقفولة التي قادت إلى انفصال الجنوب لاحقا ولم تفلح كل الحكومات وكل الساسة على توظيف التباين العرقي القبلي والديني والجغرافي والثقافي من أجل الوحدة والقومية  السودانية بل أطرت بعض الحكومات تدريجيا إلى هذه الانقسامات لتصبح معول هدم لبناء الوحدة والقومية بدلا من معالجة ما ظهر منها لتلافي الفرقة والشتات الذي رسم له المستعمر ووضع له خارطة طريق طويلة الأمد تقود إلى تفتيت السودان تدريجيا وما نحن أمامه الآن الا جزء من ذلك المخطط المرسوم بدقة،  فما تركه الاستعمار من ايجابيات عملنا نحن كشعب وحكومات على تدميره تدريجيا ابتدا من الخدمة المدنية والتعليم والبنية التحتية حتى وصلنا إلى القاع بسرعة الصاروخ وتأكل المخزون الفكري والمعرفي والقومي والوطني بالرجوع إلى التعليم تجد الاجيال السابقة التي تلت الاستقلال والى العام ١٩٨٩م تمتاز بالمعرفة والتعليم الجيد والإلمام المعرفي التام وكذلك الحكمة والحنكة والدراية والدقة في اللغة وضبط الألفاظ وكذلك بدأ التدهور تدريجيا إلى أن وصلنا الان إلى انصاف  المتعلمين وصلنا إلى خدمة مدنية متدهورة وبنية تحتية مهترئة ولغة لا يفقهها الا أهلها والفاظ ينفرمنها  الذوق السليم ( بل ،جغم  ومتك ) راجع لسان العرب والصحاح لشرح قول المصباح ولغة لا جدة ولا جدادة في معجم الساسة عند الحاجة العالم حولنا يتطور في التعليم نحن في السودان جعلنا التعليم حقل تجارب وسلعة تباع وتشترى من يملك المال يملك مستقبل التعليم المميز لابنائه والسواد الاعظم للشعب السوداني تحت خط الفقر المدقع كذلك تغير السلم التعليمي والمنهج الذي وضعه خيرت أبناء السودان علما في بخت الرضا إلى مأكلنا وملبسنا ومشربنا وتم إنقاص سنة كاملة من السلم التعليمي بدلا من تسع سنين متوسط وأساس إلى ثماني سنين اساس وقد كان له الأثر البليغ في تدهور التحصيل الأكاديمي ثم تم ادراك الخطأ بعد أن تخرج الملايين بهذا العيب والتشوه العلمي وتم الرجوع الان إلى السلم القديم هل التعليم حق للتجارب ؟؟؟ هل التعليم سلعة للتجارة ؟؟؟ تدحرجنا من مجانية التعليم والصحة إلى المتاجرة والتكسب من خلالها العالم من حولنا يجود في اللغات العالمية ويفتح المعاهد والكليات لتدريس اللغات العالمية ونحن في العام ١٩٩٦م نعرب منهج الجامعات نحن محتاجين إلى جلسة مع الذات وتقيم شامل لما نجحنا فيه ولما فشلنا حوله بمصداقية بدون عواطف حزبية ودينة السودان بلد كوكتيل في العرق اي القبيلة والدين والجغرافيا والثقافة فإذا نجحنا في توظيفها التوظيف السليم والصحيح هي معول بناء ووحدة وقومية وأعتقد إلى الآن نحن فشلنا فشل كارثي في ذلك وهذا الفشل جعل من تلك المميزات معول هدم وفرقة وشتات كما يحدث الان وحدث سابقا بانفصال الجنوب الذي جعلنا من حربه المطلبية حرب دينية ادت إلى انفصاله مع ثروة قومية ضخمة تخص كل اهل السودان وهو بما يمتاز به من طبيعة ساحرة وموارد نادرة فهو الفردوس الذي فقدنا وسوف تلاحقنا لعنات الاجيال التالية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها وكفيلة أن تضع النظام الذي انفصل الجنوب في عهده في القائمة السوداء من ضياع وطن يجب أن نجلس كشعب لتقييم كل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان بكل تجرد أين نجحت واين اخفقت لنمشي على خط النجاح ونتدارك الأخطاء التي قادت إلى الاخفاق في كل المجالات بدون تحامل ونظرات حزبية ضيقة ومصالح ذاتية يجب أن يكون  توجه بوصلة النظر الى الوطن والقومية لان الوطن الان في مفترق طرق شائك لم يمر به منذ الاستقلال وهذا كله بسبب الأنانية والسياسات الكارثية المستمرة والتكالب حول الحكم والسلطة لا حول برنامج البناء والتعمير والمواطن لذلك وصلنا إلى هذا الانزلاق الخطير الذي يهدد وحدت السودان شعبه وارضه والى هذه الحرب العبثية اللعينة التي قضت على الأخضر واليابس واقعدت السودان واعادته إلى العصر الحجري يجب أن نرتقي إلى المؤسسية وسيادة حكم القانون وتطبيق العدالة والعدالة الانتقالية وان يكون هنالك قانون مسألة شفاف يحاكم كل من اجرم في حق الشعب السوداني بدون تمييز او محاباة الان السودان عرضة وأرض خصبة للاطماع الدولية والاستعمارية لما حباه به الله من ثروات وموارد طبيعية وهنالك بعض الدول مصالحها في عدم استقرار السودان وأمنه وأمانه عليه يجب أن نفوت الفرصة عليها بسلام شامل كامل وان تقف عجلة الحرب العبثية اللعينة اليوم قبل الغد لان هذه الحرب المنتصر فيها خاسر وان نواجه الحقائق بمسمياتها هذه الحرب هي نزاع على الحكم وكرسي السلطة بين مؤسسات ليس مختصه بالحكم او السلطة وفقا لقوانينها التي تحكمها كمؤسسات تابعة لدولة ذات سيادة  وما تم انفاقه في هذه الحرب العبثية جدير من ان يجعل من السودان دولة في مصاف الدول الراقية المتحضرة فإن الحرب هي من سمات الدول المتخلفة لان الحرب يحكمها قانون الغاب القوي يأكل الضعيف بينما الدول المتحضرة تحتكم لسيادة القانون والنظام واحترام الحريات وحقوق الإنسان وان البندقية تعمق الجراح ولا تؤدي لحسم النزاع والصراع يعني لا يوجد حسم عسكري للحرب العبثية الدائر رحاها في السودان الحسم في التفاوض اذا كان الهدف السودان الوطن والمواطن ولنا من حرب الجنوب عظة حيث نشبت الحرب في العام ١٩٥٦م ولم تنتهِ الا باتفاق نيفاشا في ٢٠٠٥م وتقرير المصير في ٢٠١١م وضاع منقو مني وانطوت في القلب حسرة ربما ليس دقيقاً أن هنالك حرب على العقيدة وان هنالك هجمة  من أجل تغيير ديمغرافي وان الحرب من أجل  الإنسان السوداني والسلام سيمرغ كرامته في الوحل والطين هذا هراء قالوا حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدقك فهو لا عقل له.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى