مقالات الرأي

الدكتورة فاطمة النعيم تكتب تعقيباً على مقال صبري (العيكورة)

فايف دبليوز سيرفس

 

بقلم/ الدكتورة فاطمة النعيم

الأستاذ/ صبري محمد علي ( العيكورة)
تحية طيبة

نكتب إليكم هذه الرسالة محملة بكل عبارات الشكر والتقدير والامتنان، لما سطره قلمكم الشريف من كلمات صادقة ومعبرة في مقالكم الذي تناولتم فيه بموضوعية وشجاعة قضية ظلم قانون الإيجارات لعام ١٩٩١ لأصحاب العقارات.

لقد لامس مقالكم جرحاً عميقاً ظلّ ينزف لسنوات طويلة في صمت، جرحاً لم تجد صرخاته من يُنصت لها بإنصاف، حتى جاء صوتكم ليعيد فتح ملف طاله الإهمال والتجاهل. لقد عبّرتم بصدق نادر، وبمنطق موضوعي، عن المعاناة اليومية التي يعيشها آلاف المالكين الذين حرموا من أبسط حقوقهم في التصرف بملكهم والانتفاع بثمرات تعبهم.

إن قانون الإيجارات لعام ١٩٩١ م ، بكل ما يحمله من إجحاف، لم يكن سوى أن يكون سيفًا مسلطاً على رقابنا. وقد كنا نحن المالكين، نُصوَّر في كثير من الأحيان على أننا الطرف الأقوى، في حين أن الواقع يظهر عكس ذلك تماماً، إذ أصبحنا غرباء عن ممتلكاتنا، لا نملك سلطة قرار ولا عدالة قانون.

إن مقالكم لم يكن مجرد عرض لمشكلة، بل كان تحليلاً عميقاُ وجريئاً لمشهد تشريعي مجحف، ونقطة ضوء في نفق طويل من الإهمال، وصرخة وعي قد تفتح الطريق نحو إصلاح حقيقي. لقد قرأنا كلماتكم مرة بعد مرة، ووجدنا فيها عزاءً لكل مالك يشعر بالغبن، وقوةً معنوية تعيد لنا الثقة بأن هناك من لا يزال يحمل همّ العدالة، ويجعل من قلمه لسانًا للحق.

إن دعمكم لقضيتنا لا يقدّر بثمن، وأنتم لم تكتفوا بعرض المعاناة، بل حرّكتم المياه الراكدة ووجهتم الرسائل لمن يملكون مفاتيح التغيير، مطالبين بإعادة النظر في هذا القانون بما يحقق التوازن والإنصاف لجميع الأطراف، دون ظلم أو استغلال.

نشكر لكم هذا الموقف الشريف، و نحيي فيكم شجاعتكم وأمانتكم الفكرية، في زمن باتت فيه الكلمة الحرة نادرة. ونسأل الله أن يوفقكم دائمًا لما فيه خير الوطن، وأن يبقى قلمكم منارة لكل من يطلب الحق وينشد العدالة.

مع فائق الاحترام والتقدير .
متضرروا قانون الإيجارات لعام ١٩٩١ م .
عنهم: د/ فاطمة النعيم
١١ يوليو ٢٠٢٥

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى