
بقلم /م.اسماعيل بابكر محمد احمد
“الخبير الدولي للأمن السيبراني وحماية الشبكات”
لم تعد الأسلحة من مدافع ودبابات وطائرات الوسيلة الوحيدة الفاعلة في أرض المعركة، بل باتت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة لحرب معنوية تشتعل بالتوازي مع معارك الميدان. وفي الحرب الدائرة حالياً في السودان بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع برز دور مواقع التواصل الاجتماعي كأداة لكسب تأييد الرأي العام أو نشر التضليل والأخبار المزيفة والاشاعات
تقرير نشره بالتزامن مع اندلاع المعارك في السودان، منتصف أبريل (نيسان) 2023، إلى إغراق مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من المعلومات المضللة من جانب طرفي الصراع.
الأوسط عما وصفه بـالاستخدام الكثيف لمقاطع الفيديو والتصريحات المصورة في الحرب الإعلامية بين طرفي الصراع على مواقع التواصل الاجتماعي. ويضيف: وسائل التواصل الاجتماعي باتت سلاحاً مهماً في الحرب المعنوية الافتراضية الدائرة بالتوازي مع المعارك على الأرض. ويوضح الصحافي السوداني أن كل طرف يسعى من خلال مقاطع فيديو أو عبر نشر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي إلى كسب تأييد الشارع السوداني وتكوين حاضنة اجتماعية لقراراته وخطواته العسكرية على الأرض والمليشيا تحاول جعل روايتها هي السائدة، حتى إن اعتمدت على معلومات وأخبار زائفة ومضللة. وهنا يشير إلى وجود كثير من المعلومات غير الدقيقة الجاري الترويج لها عبر حسابات رسمية أو محسوبة على طرفي المليشيابهدف كسب الحرب معنوياً.
هناك حالة من الجدل الإلكتروني الافتراضي، وأخبار ومقاطع فيديو عن انتصارات في معارك وهمية وغير حقيقية يروّج لها من قبل المليشيا إلكترونيا يبث معلومات متضاربة تخدم الطرف الذي يعمل لحسابه، بهدف حشد الرأي العام. إلا أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الصراع السوداني ليس جديداً. ففي أكتوبر 2021، أعلنت شركة ميتا(فيسبوك سابقاً) إغلاقها شبكتين كبيرتين تستهدفان مستخدمين لمنصتها في السودان: الأولى تضم حسابات مزيّفة مرتبطة بـ«قوات الدعم السريع» والثانية لأشخاص قال باحثون إن الحكومة المدنية استعانت بهم وإنهم من مؤيدي الرئيس السابق عمر البشير. كذلك أشار موقع فيسبوك إلى أنه جرى حذف شبكة تضم نحو ألف حساب خلال أكتوبر، لديها 1.1 مليون متابع، ويديرها أشخاص على صلة بمليشيا الدعم السريع.
وفعلاً، رصد مختبر دي إف آر لاب للتدقيق الرقمي الأميركي، تلاعب قوات الدعم السريع بمواقع التواصل الاجتماعي. وأفاد في تقرير نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، بأن قوات الدعم السريع استخدمت، منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما لا يقل عن 900 حساب على (تويتر)، يُحتمل أنها مقرصنة لتضخيم شعبية قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي). وحسب الوكالة، فإن قوات الدعم السريع وقّعت في مايو (أيار) 2019 عقداً بقيمة 6 ملايين دولار أميركي مع شركة (ديكنز آند مادسون) للعلاقات العامة والاستشارات في مدينة مونتريال الكندية، بهدف تنظيم حملات ضغط (لوبي) مع قادة عدة دول ومنظمات عالمية.
متخصص في الإعلام الرقمي، أبلغ الشرق الأوسط، أنه منذ بداية المواجهات في السودان لوحظ نشاط على منصات التواصل الاجتماعي لقوات الدعم السريع بشكل يبدو ممنهجاً، ما دفع إلى الطرف الآخر – وهو الجيش السوادني – إلى التفاعل عبر حساباته فيما يشبه الحرب الافتراضية التي جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي ساحة لها. النمط الخاص بالنشر الكثيف، واستخدامات حسابات حديثة ووهمية للمليشيات في السودان والترجمة الدقيقة للبيانات، كلها أشياء تؤشر إلى عمل ممنهج لخلق صورة وهمية وحالة غير موجودة على الأرض ضمن حملة إعلامية ممنهجة ومدروسة من قبل محترفين.
أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل الآن الطريقة التي يوثّق بها الناس الحرب، فيما يبدو نوعاً جديداً من صحافة المواطن. وتحدث التقرير عن أهمية مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لنقل المعلومات، خصوصاً عندما تضطر المؤسسات الإعلامية لسحب مراسليها من ميادين الحرب حفاظاً على حياتهم.
القوات المسلحة والقوات المساندة في تعاون وثبات ووضع الوطن نصب أعينهم.
وما النصر ألإ من عند الله
وفي الختام نختم بكلام الله عز وجل في سورة الانفال :
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ﴿٤٥﴾ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ ﴿٤٦﴾