بقلم / اسحق بابكر
بالأمس كانت رسالتنا قد حوت بعض من ملاحظات كان لها الأثر العميق والسبب الرئيس في عدم تشكل أمة سودانية موحدة الجسد والروح .وكان حصادها حروبات قبل خروج المستعمر حتي يومنا هذا .وما بُني علي باطل ينتج باطلا
بالله عليكم كيف ندرس أبناءنا علم يُبني علي هدم القيم النبيلة لننتج نشءً نبيلا كيف ادرسهم ثورة ودحبوبة علي انها ثورة وسيرة المعاصرين تفضح منهجكم ومعروف عرفا بأن الرسول حامل رسالة لمن ارسلت له وأمنه وأمانه وبراءته انه لا يعلم حتي ما بالرسالة، فهل يُقتل وهل مثل هذه المناهج تنتج نشءً نبيلا ماتعلمناه في مناهجكم أنشأ اشخاصٌا اما مضطربى الشخصية او ضعيفي الولاء اما مزدوجي الشخصية..
دعني اعرج بك قليلا الي مادة اخري سيطر عليها مستعمر آخر وهي مادة الجغرافيا وهي مادة المناخ والطقس والتضاريس..
أصر مستعمرنا الاخر أن نعرف عن مصر اكثر ما نعرفه عن السودان فكنا والله نسمع واحات صحراء مصر اكثر مما نعرفه ونسمعه عن مدن السودان وتضاريسه..
اما اللغة العربية ضاعت عندنا في نحويات علي الجارم وادبياتنا ما بين ايام طه حسين وشوقيات احمد شوقي ونحن ملأ ممن ينظموا الشعر صدقا وقيما
الا يمكن أن تكون قصيدة لا تحسبوا أن بالسودان منصرف عن العروبة،
جورٌ ذلك الخبر
أن العروبة تسري في انفاسهم
لهباً فهم بما حرقتهم نارها سمر
.حتي نبحث عن البلاغة في غير موضعها نتيجة ميول عاطفي الي مصر من اشخاص لم يكتمل فيهم معني الوطن والوطنية .
وحدة الأمة مجموعة عوامل مترابطة بخيوط رفيعة لا يدركها مزدوجي العاطفة والباحثين عن ذاتهم داخل الوطنية لا عن الوطن، والا كيف اقبل بفصيل لا يلتقي معي في اي من خطوط الوحدة الرفيعة والتي تحتاج في بعض الأحيان الي مصباح ايديجون في وضح النهار عسي أن نجدها علي بصيص ضؤئه نهارا ، تلك الخيوط قادت الحركة الوطنية التي تدعي انها حررت السودان من ايدى المستمر .وكل شعرائها كانوا قصري النظر ومغادرة المستعمر لا يعني ذهابه وكلية غردون لم تنشء للسودان غير مستعمر من جلدة شعبه.ونحن لم ندرك وخرجنا علي نمطهم أجيالا واجيالا حتي انفجر البارود فحرق ودمر الخرطوم وسودانها . ظللنا سنين عددا لا نعرف هوية لنا وحتي من عرفها لم نلق له بالا .عرب ممزوج بي دم الزنوج الحار ديل اهلي محل ما اقبل القاهم معاي معاي زى ضلي في دارجيةٍ تنم علي أن صاحبها أدرك قمة هويته.
نحن اليوم السيد المدير نحتاج الي أن نعرف اننا هوية متفردة افرزت كل هويات العالم .هوية سودانية اثبتها العلم والعلماء انها اصل الهويات والقوميات والشعوب.اقولها لكم دون استحياء او جريً وراء هوية اخري انا لا عربيٌ ولا زنجىٌ انا سودانى الهوية وفخري أن العربية مني وكذلك الزنجية،علي ضوئها نضع مناهجنا ونربي نشئَنا وبها نرفع رايتنا. وما ينبغي علينا .التوجه الصادق والبحث العلمي حتي لا ندعي آخر يكشف لنا ذاتنا ومحوريتنا واول ما يتطلب هذا العمل علي وضع المناهج التي تعزز هذه الهوية بهذة العظمة التي فيها .وانها اصل الهويات.لنقولها بعز وفخر اننا اهل الهوية السودانية.
نعم هنالك مشكل ثقافي في كثير من المفاهيم المغلوطة، وتلك يجب دراستها والبحث في طرق معالجتها .وهذ ا يتطلب انشاء مراكز دراسات متخصصة تسقط الذاتية في البحث العلمي وتعطي قيم الموضوعية والتي هي عماد النهوض والتنمية
ساصيغ مثالا لأن المستعمر كان اكثر احتراما لقيم السودان والسودانين تركنا المستعمر وزينا المدرسي الجلابية والعمامة.وجاء المستعمر والذي هو من جلدتى غير لي هذا الرداء والقميص والذي هو زي المستعمر.هذا الزي الذي لا يستر صاحبه.والذي هو في طور المراهقة الطور الذي فيه الزي الساتر.بهذا الزي كنا طلبة في المتوسطة نفقد كل تركيزنا بحثا عن السترة.رداء فوق الركبة لا يستر عورة مراهق ملئ بالحياء والخجل ويبحث عنها لان قبل العلم الأخلاق
فكان يخرج من حصيلة الدرس بعنوان فقط .رحم الله من قال(علموا النشء علما تستبين به سبل الحياة
وقبل العلم اخلاقَ)
المسؤلية كبيرة .وكبرها مزدوج النتيجة
اولها انشاء أمة صحيحة تعرف غاياتها ومراميها والا ضلت وتاهت وتحاربت وتقاتلت فيحاسبك التأريخ كما أحاسب في مقالي هذا من سبقوك وهذا لعمري اهون
ثانيها.
يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون يوم تكون فيه قد دمرتَ أمة لا فرد
وصيتي لك أيها العزيز الذي ولاك رب العزة أمرنا ضع لهذه الأمة ما يعزها ويعزك لا ما يهينها ويهينك
والسلام علي من اتبع الهدى.وامر بالتقوي فصلحت سريرته واثمر عمله طيبا بلغ عنان السماء رفعةً ورضاءً.
