مقالات الرأي

السودان بحاجة إلى ثورة جديدة ضد “الكيزان” و”القحاتة”

فضفضة || عبد السلام القراي

بقلم /عبد السلام القراي
الوطن يسع الجميع لا شك في ذلك ابدا ، لكن كثرة الأجسام والتنظيمات يخصم من رصيد ( المعالجة ) والإصلاح بمعناه الشامل وقبل ان أقدح في جسم ما أو امدح آخر فالعبرة دائماً بالخواتيم كما يقول الحُكماء والمحصلة كما يعلم الجميع رغم الرؤى والأفكار والشعارات المرفوعة ( حُرية سلام وعدالة ) المحصلة وتحديداً فيما يتعلق بالقضايا المصيرية للبلاد والعباد حتى هذه اللحظة ( صفرية ) !! ويبقى تفعيل منظومة الحُكم الراشد وحسم القضايا الشائكة وعلى رأسها مسألة ( تعافي الاقتصاد ) الذي تم تدميره مع سبق الإصرار والترصد من حكومة الحركة الإسلامية والطامة الكبرى هي ( التمكين ) الكيزاني الذي استولى على كل مفاصل الدولة، عليه يجب ان يكون تفاعل الأجسام التي ذكرتها مع أمهات القضايا ( مُختلفاً ) أي بمعنى يخرج من إطار التقليدية و بدرجة عالية من الوعي والإدراك بحجم المخاطر والتحديات للأسف يفتقد هؤلاء لعنصر ( الحسم ) بالإضافة ( لتسريع وتيرة ) الحلول والمقترحات مع ان الأمور واضحة ولا تحتاج للكثير من ( اللت والعجن ) !
** يجب ان يتوفر وفي هذه المرحلة الحرجة في تاريخ السودان العمل الجماعي المبني على الجدية والسرعة لتنزيل كل المفاهيم الحديثة ( العلمية ) على ارض الواقع فالأغلبية الصامتة في السودان في سباق مع الزمن وأيّ تأخير يجرنا خطوات متسارعة للوراء !!
** وكما هو معلوم للجميع أن الشعب السوداني الممكون في أشدّ الحاجة للحلول … والنقطة المهمة ما هو موقع ثوّار المهجر أو صٌناع التغيير في الخارطة السياسية أو التنظيمية في السودان وهل ما يطرحونه من أفكار في غاية الأهمية هل لها صدى عند غالبية السودانيين ؟! وهل تلامس أو بالأحرى ( تُشبِع ) هذه الرؤي المستنيرة رغبات وتطلعات الشعب السوداني وهل هو أي الشعب على علم بهذه الحراكات ؟ في هذا الصدد يعترف احد منسوبي هذه الأجسام أن التواصل مع الكيانات والشعب ما زال ضعيفاً !!
** الحقيقة والتي ينبغي ان يعلمها قادة هذه المنصات ان الأغلبية الصامتة والتي تُعاني الفقر والجوع والمرض لا تعلم شيئاً عن هذا الحراك رغم عظمته وتفرده بإعتباره ينتهج اسلوباً علمياً لإحداث التغيير المنشود لكن الوضع الراهن والمُحبِط للغلابة لا ينفع معه هذا ( التلكؤ ) فيما يتعلق بمنظومة ( الحسم ) هل يعقل من ينشد التغيير والإصلاح يعجز عن اختيار مسمى الحزب والمؤسف ان المداولات ما زالت مستمرة لإختيار الاسم !! والمداولات التي تابعتها الفضفضة تتسم بالبطء وتفتقد وهذا الأهم للحسم لكل القضايا المطروحة وهي في المجمل قضايا لا تحتمل التأخير
** في فترة سابقة ( سخِر ) أحد الزملاء من ثوّار المهجر بإعتبار أنهم بلا قواعد في الداخل من المؤكد أن سخرية الزميل ليست في محلها لكن الحقيقة المُرة أن نضال ثوّار المهجر وإهتمامهم بقضايا الوطن المصيرية لا يُوجد ما يوازيه في داخل السودان وحتى ( تفاعل ) لجان المقاومة مع أُطروحات ثوّار المهجر لم يكن بالقدر الكافي الذي يساهم في التغيير المنشود بإعتبار ان الوضع يحتاج لثورة جديدة بعد ان قام القحاتة بسرقة ثورة ديسمبر المجيدة !!
** السؤال كيف يستطيع ثوّار المهجر والجسم الآخر ( صُناع التغيير ) تنزيل هذه الأفكار والرؤى المستنيرة على أرض الواقع ؟ … يرى بعض الذين تداخلت معهم أن ثوار المهجر وصُناع التغيير يخططون لثورة تنظيمية قوامها ( العلمية ) وفق ركائز قانونية ودستورية وهو ما يُعرف بالنموذج المثالي للحُكم الراشد والمعمول به في كل دول العالم المتقدمة !! ينسى هؤلاء أننا ضمن منظومة الدول الأكثر تخلفاً في دول العالم الثالث وكما قال السيد حمدوك ان تنزيل المدنية والتحول الديمقراطي يحتاج لمن ( يحفرون في الصخر ) لكي تكتمل الصورة فيما يتعلق بالدولة المدنية !! لكن محصلته كانت صفرا كبيرا ،اي حمدوك!. من المؤكد لا خلاف على هذا التوجه لكن ( أم المعارك ) هي التخلص من المعوقات وعلى رأسها هيمنة المؤسسة العسكرية على مقاليد السُلطة على حد تعبير قادة قحت بالإضافة للتخلص من الأحزاب التي تُنصّب نفسها ( وصية ) على الشعب السوداني عليه لابد من توفر عنصر ( الشيطنة ) السياسية عبر أساليب قد تكون مشروعة وقد تكون غير ذلك بهدف إختصار المراحل للوصول للاهداف المبتغاة
** بصراحة كثرة الأجسام داخلياً وخارجياً ما هو إلا ( تشتيت ) للجهود والحراك الثوري لهذه المنصات ٠٠ومن المفترض أن تكون هذه الاجسام صانعة التغيير بحق وحقيقة نجد هذا الحراك يطغى عليه الجدل حول ( الثوابت والنظريات ) وهذه مرحلة يجب على هؤلاء أن يتخطوها بأسرع وقت ممكن لأن الوقت ليس في صالحهم .. وفيما يتعلق بتضافر الجهود هو للأسف ( الحلقة الأضعف ) فالشعب السوداني الذي أسقط الكيزان قادر بإذن الله على إفشال كل مُخططاتهم وعبر عمل مُنظم يُجبِر قادة المؤسسة العسكرية لتنفيذ رغبات الأغلبية الصامتة في السودان الوطن المأزوم ووقتها يُمكِن للإخوة في الأجسام الثائرة تنزيل برامجهم .. لكن كيف ؟ عبر حزب قوي يضم كل السودانيين ولاعلاقة له بالأحزاب التقليدية والهلامية !
** يرى بعض منسوبي المنصتين ان الكيزان ما زالوا يسطرون على المشهد والحل كما ذكرت في عدة فضفضات في ( إنتفاضة جديدة ) للشعب السوداني .. والذي لا جدال فيه أن ( المفهوم الثوري ) لا يصنع مجداً لأُمة لكن إذا كان ثوّار المهجر وصُناع التغيير يرغبون في صناعة المجد والسؤدد للشعب السوداني فعليهم إزالة ( المتاريس ) المتمثلة في الكيزان والقحاتة والمؤسسة العسكرية وهذا لا يتأتى إلا من خلال ثورة شاملة تقودها هذه الأجسام ( المتنافرة ) للأسف ! وأيّ تحرك غير ذلك فإن الغلابة سيطول إنتظارهم !!
** للأسف ( صراع الأدلجة ) ساهم في تأخير التنمية المستدامة في بلد حباه رب العزة والجلالة بخيرات وفيرة ومصيبة الشعب السوداني في التناحر بين اليمين واليسار وليس كفى يا كيزان وليس كفى يا قحاتة وليس كفى يا مؤسسة عسكرية.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى