مقالات الرأي

السودان…غياب الحليف الإستراتيجي المطلوب وقت الملمات

إن أريد إلا الإصلاح|| محجوب مدني محجوب

 

بقلم /محجوب مدني محجوب 

السودان والدوران حول دائرة مفرغة!
بمجرد ما حلت الحرب على السودان لم يفعل العالم سوى أن أجلى جميع رعاياه منه.
ولم يفعل سواء الدعم السريع أو الجيش سوى العمل على التسهيل الكامل لخروج رعايا الدول.
وقامت الدول بدورها بالشكر الجزيل للسودان بهذا الخروج الآمن.
أما عن الحرب، فلا أحد سأل عنها، ولا أحد همه إيقافها حيث  انقسم حيالها العالم إلى قسمين:
قسم متفرج.
وقسم مستغل لها مستفيد من إشعالها.
والسودان يا للحسرة على السودان كارثته كارثتان:
كارثة لا صديق همه نجاته.
وكارثة أخرى لا جبهة داخلية موحدة تقف في وجه من يعاديه.
وإلى اليوم يدور السودان حول دائرة مفرغة، وليس فقط لا يحمل خطة تنشله مما هو فيه بل الأسوأ من ذلك هو أنه غير مهيأ حتى لإعداد هذه الخطة.
لا يمكن إطلاقا أن يلزم السودان حسب وضعه الحالي أي جهة خارجية تعاديه أن تكف عداءها عنه ويرجع ذلك لسبين أساسيين:
السبب الأول:
هو عدم توحيد الجبهة الداخلية، وهذه الأزمة سينفذ من خلالها أي عدو خارجي، فما أن يجد جانبا سودانيا لا يتوافق وأطماعه، فسوف يتجه مباشرة؛ ليكسب غريمه الآخر.
على العكس إن كانت الجبهة الداخلية موحدة، فحينئذ سيرغم السودان كل من يتعامل معه من الخارج بسياسته ورؤيته.
السبب الثاني:
هو أن السودان ليس له حليف استراتيجي من الدول الكبرى كدول الخليج مثلا، وقطعا هذا السبب أصعب من السبب الأول؛ لكونه لا يتم صناعة هذا الحليف في فترة وجيزة أو بسياسة معينة، وإنما صناعة الحليف تحتاج لوقت أطول ولسياسات متراكمة.
فالسودان لم يعمل على صناعة حليف له دائم، فقد كان وما يزال متذبذبا بين تحالفاته نحو الشرق مقابل تحالفاته نحو الغرب. يظهر ذلك من خلال سفارات الدول في السودان حيث لا يوجد سفارة بعينها تمثل الحليف الاستراتيجي للسودان.
هذان السببان ما زالا يؤثران تأثيرا بليغا على مصير السودان واستقراره سياسيا.
ووفقا لهذه القراءة، فإن تقديم شكوى من السودان ضد الإمارات سوف لن يكون مجديا، وذلك لكون الدولة المشتكاة ستلعب على تشتت الجبهة الداخلية السودانية، وستظل تتكئ عليها، وستجعل منها المسوغ للتدخل السافر في شؤون السودان.
وكذلك عدم وجود حليف استراتيجي للسودان سيجعل من موقف السودان موقفا ضعيفا وهزيلا أمام أي مواجهة خارجية.
أما المضحك المبكي في شكوى السودان للإمارات هو أن السودان لطالما شكا من إجحاف العدالة الدولية، وفي نفس الوقت يريد الآن بتقديمه شكوى ضد الإمارات يرجو عدالتها مما يعني أن السودان ليس لديه أي رؤية.
ليس لديه رؤية داخلية تجعله موحدا كما أن ليس له سياسة خارجية واضحة تجعل له حليفا دوليا.
إن شكوى السودان للإمارات لا تعني سوى زيادة تعقيد المشهد بكل جوانبه الداخلية والخارجية.
ليس أمام السودان إن كان يريد أن يتعايش مع المجتمع الدولي من جهة، وأن يخلق استقرارا سباسيا له من جهة أخرى ليس أمامه سوى إزالة العقبتين، وهما توحيد الجبهة الداخلية، والثانية خلق تحالف دولي يضمن مصلحة بلاده بلا عداء وبلاء رهن لسيادته، وقطعا هاتان العقبتان لا تتحقان وسط التنافس الشرس للسلطة اليوم.
لا تتحقان وسط غياب تام لمصلحة البلد.
لا تتحقان وسط بيع رخيص لكل مقدرات البلد.

 

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى