مقالات الرأي

السودان وطن بلا خدمات ولا بنى تحتية

محمد السماني يكتب ل"5Ws-service""

بقلم/محمد السماني

عندما اسمع ان الحرب قد إنتهت من البنية التحتية والعمران فى السودان أشعر ان الناس تتحدث عن بنية تحتية وعمران ليس فى بلادنا السودان خاصة عندما نسمع مفوه وخطيب يتحدث ان البلد تحتاج لسنوات طويلة حتى تعود كما كانت، فكيف كانت قبل الحرب ياسادة ألم تكن بنيتها متهالكة إلا اليسير فى العاصمة والقليل فى حواضر بعض الولايات التي غشيتها مهرجانات السياحة والتسوق او تلك التى انتفضت بنفرة من واليها وأما البقية رغم وجود وزارات بنى تحتية وطرق وتخطيط عمرانى اتحادية وولائية وهيئات طرق وجسور ولكن لا تعطى البناء والتخطيط العمرانى والخدمات أدنى إهتمام وتعتبرها من الكماليات ونوع من الترف والرفاهية التى يجب أن تأتى بعد الأساسيات مثل معاش الناس والامن ثم تأتى بعد ذلك المتطلبات الأخرى مثل الصحة والتعليم والزراعة والاستثمار فى حين ان الإهتمام بها يحقق تلك الأولويات التي يلهثون لتحقيقها وهى بالطبع تحتاج لقيامها ونهضتها للبنية التحتية والإعمار من طرق وجسور وصرف صحى و مصارف لمياه الأمطار والفيضانات واتصالات ومدارس وكهرباء ومياه ومشافى وخدمات علاجية فالمريض لا ينتج والجاهل لا يطور بل يدمر ويخرب والإستثمار يحتاج لها كلها مع تسهيل الإجراءات وتقليل الجبايات ومحاربة الفساد.
البنية التحتية المتكاملة والمدروسة تحقق جودة الحياة للإنسان السودانى والمستثمرين والزوار الأجانب فهى تخلق بيئة صحية نظيفة وحياة سهلة و انسياب سلس للسلع والخدمات وانتقال سهل للإنسان والدواب وتضمن وصول المنتجات الى الأسواق الداخلية والخارجية بأقل التكاليف بنفس جودتها وفى وقتها فهناك مناطق إنتاج يصعب نقل منتجاتها لمناطق الاستهلاك والصادر لإنعدام الطرق ورداءتها او حتى عدم وجودها فتحتاج لوقت طويل فتصل فى حالة رديئة وربما غير صالحة او تهلك إن كانت ثروة حيوانية.
اقول لمن هم معنيون بالبنية التحتية والخدمات أن إنشاء الطرق مثلا يكون مرة واحدة فقط فلماذا لا يقوم بأسس متينة وجودة عالية تراعى التوسع المستقبلى وتقلل الزحام وتختصر الوقت وتوفر الجهد والمال وتسهم فى استقرار الناس فى مناطقهم بدل الإنكباب والتكدس فى العاصمة التى تفتقر فى بعض مناطقها للخدمات والتنمية العمرانية وكما ان تجويد وتطوير البنى التحتية فى كل السودان يحقق التنمية المتوازنة ويزيل الإحساس بالتهميش والشعور بالرضا إتجاه الدولة والحكومة فالإنسان ماذا يريد حتى يعيش حياة كريمة فى وطنه سوى توفر فرص العمل ، والخدمات والصحة والتعليم فهو يريد حياة نظيفة خالية من الأوبئة والأمراض ومصدر رزق يؤمن له عيشه ويجد أبناءه التعليم المجانى الجيد وان تكون متطلبات الحياة فى متناول يده بعد ذلك لا يهمه من يحكم وكيف يحكم ولا يفكر ان يحمل سلاح أو يتمرد ولا يخرج للشوارع يهتف مادايرين حكومة الجوع حيث تنتفي أسباب تمرده وتظاهره.

وقفة:
التعمير وبناء الطرق وتطوير الكهرباء وتوفير المياه لاتحتاج للمال بقدر ما تحتاج للعقول وذوى العزم والهمة والصبر والحماس وقبل كل ذلك الإيمان بأهميتها وضرورتها القصوى وتكون كل اهتمامهم فالمال يمكن تدبيره ولكن المهم من ( الذي يدق صدره ويقول أنا لها).

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى