
بقلم/ المستشار القانوني الطيب شيقوق
(رئيس مجلس شورى قبائل رفاعة الشرق )
الحمد لله الذي جعل التآلف بين القلوب نعمةً عظيمة، وجعل صلة الأرحام سببًا في رفعة الأقوام، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خير من دعا إلى مكارم الأخلاق.
في يوم الخميس الموافق 12 يونيو 2025، قامت قبيلة الصبحة بزيارة أهلها في قرى شرق الدندر، وتحديدًا في ود العوض وحويوا، وذلك للمشاركة في مراسم تأبين الشهيد البطل الضابط الخاتم، الذي ارتقى في ميادين العزة والشرف. وقد جسدت هذه الزيارة أسمى معاني التواصل والتآلف، مؤكدة على متانة الروابط الاجتماعية والتاريخية التي تجمع أبناء القبيلة الواحدة وأشقاءهم من قبيلة رفاعة، ومدى حرصهم على تعزيز الوحدة والتلاحم القبلي.
وفي هذا الإطار، كان لتداعي أعداد معتبرة من قبيلة رفاعة، وفي مقدمتهم الناظر صلاح محمد المنصور العجب، ناظر عموم قبائل رفاعة الشرق، أثر بالغ في تعميق روح التضامن والوحدة، واستنهاض قيم المحبة والتآخي بين القبائل المتجاورة. لقد شكل هذا الحضور الكريم رمزًا مشرفًا لقوة الروابط التقليدية، ودليلًا على علوّ قدر القيادة الحكيمة في الحفاظ على التراث والمصير المشترك.
لقد أُضيف للحظات اللقاء بهاءٌ خاص، وسط أجواء مشبعة بالترحيب الحار والكرم الأصيل، حيث قوبل وفد الصبحة الذي يتقدمه الدكتور أحمد عبد الله هجام، القادم من قرى ولاية النيل الأبيض إلى ريف الدندر، بفيض من المودة والاحترام. وقد عبّر هجام في كلمته عن أسمى آيات الشكر والامتنان، مشيدًا بكرم الضيافة وصدق المشاعر التي تركت أثرًا عميقًا في نفوس الحاضرين.
ولا يغيب عن الذهن، في هذه المناسبة الجليلة، ذكرى الشهيد البطل الضابط الخاتم، الذي ارتقى شهيدًا في ميادين العزة والشرف ضمن صفوف قواتنا المسلحة الباسلة، حيث خففت هذه الزيارة من وقع المصاب الجلل على ذويه وأبناء قبيلته، وأكدت أن الوحدة والتآخي لا تقتصران على لحظات الفرح فقط، بل تتجلى أيضًا في المواقف الوطنية والإنسانية الصعبة.
إن هذه الزيارة، التي تجاوزت حدود اللقاء الاجتماعي، حملت بين طياتها دلالات عدة، منها:
تجديد العهد بالتماسك القبلي، وتعزيز أواصر الأخوة والتكافل، ليكون المجتمع القبلي حصنًا متينًا في مواجهة التحديات.
تعزيز دور القيادة التقليدية في توجيه القبائل نحو الوحدة والعمل المشترك، كما جسده حضور الناظر صلاح المنصور العجب، الذي يمثل صوت الحكمة والرشد.
ترسيخ قيم الضيافة والمروءة التي تمثل جوهر الثقافة السودانية الأصيلة، والتي لم تغب في لحظة عن تفاصيل الاستقبال والحفاوة.
تأكيد التزام الأجيال الصاعدة بالتراث والهوية، وحمل مشعل المسؤولية نحو مستقبل أفضل.
ولا شك أن مثل هذه اللقاءات تمثل فرصة مهمة لتقوية اللحمة الاجتماعية، ومناقشة قضايا المنطقة، وتفعيل مبادرات تنموية تعزز الاستقرار والتنمية المستدامة.
وفي الختام، يظل هذا اللقاء الكريم، الذي تم في يوم الخميس 12 يونيو 2025، بين قبيلتي الصبحة ورفاعة في شرق الدندر، بمثابة شعلة مضيئة تنير دروب التضامن، وتذكير دائم بأن صلة الرحم والتواصل بين القبائل هما الأساس الذي يُبنى عليه مجتمع متماسك، قادر على مواجهة كل التحديات بعزم ووحدة.
نسأل الله أن يديم بيننا المحبة، ويبارك في مساعينا، ويثبتنا على درب الوحدة والسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.