بلغت الخلافات داخل حزب الأمة القومي الذي يترأسه فضل الله برمة ناصر ذروتها ، وانحدرت نحو تطور خطير لم يشهده الحزب منذ ان تولى رئاسته الصادق المهدي، خاصة بعد القرارات الجديدة التي اصدرها رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر والتي اطاح من خلالها نوابه.
رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر أصدر قراراً بإعفاء نوابه وأعضاء مؤسسة الرئاسة وهم :مريم الصادق، صديق إسماعيل ، محمد عبد الله الدومة
وسمي ثلاثة نواب جدد أبرزهم، إبراهيم الأمين..
كما أصدر قراراً بتعيين مساعدين له جدد من اللذين شاركوا معه في التوقيع ميثاق نيروبي..
وبموجب القرار وكما هو واضح انه أقال برمة نوابه مريم الصادق ،صديق محمد إسماعيل ومحمد عبدالله الدومة كردة فعل على قرار إقالته.
ويرى مراقبون بالداخل ان حزب الامة القومي ومنذ رحيل زعيمه التأريخي الصادق المهدي رئيس الوزراء الاسبق ظل يعاني من إنقسامات حادة سياسية واخرى ذات طبيعة جهوية على نحو أعاد للأذهان خلافات الحزب التأريخية بين ما يسمى “اولاد البحر” و”اولاد الغرب” ، وهي خلافات تجاوزها الحزب منذ وقت بعيد بفضل القيادة الحكيمة التي اولاها الزعيم الراحل الصادق المهدي للحزب وظلت هذه الخلافات مكتومة بسبب شخصة الصادق المهدي الطاغية التيغطت على تلك الخلافات طوال فترة ترأسه للحزب منذ ستينات القرن الماضي.
وكانت مؤسسة الرئاسة في الحزب أعلنت في بيان رسمي لها قبل يومين إقالة رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر من منصبه وتكليف محمد عبد الله الدومة برئاسة الحزب مع منحه صلاحيات الرئيس المنتخب، على أن يتخذ قراراته بالتنسيق مع مؤسسة الرئاسة.
وأوضح البيان أن قرار الإقالة جاء على خلفية مخالفات ارتكبها برمة ناصر كان آخرها مشاركته في مؤتمر نيروبي والتوقيع على “ميثاق السودان التأسيسي”، الذي يتعارض مع مبادئ الحزب خاصة فيما يتعلق بالنص على العلمانية وتقرير المصير.
برمة ناصر بطبيعة الحال رفض واستنكر قرار إقالته كرئيس للحزب واعتبر ما صدر من مؤسسة الرئاسة مخالف لدستور الحزب واصدر ناصر قرارات بانهاء تكليف نواب ومساعدي ومستشاري الرئيس من كافة مهامهم واعادة تشكيل مؤسسة الرئاسة بأسس جديدة
داعيا الى التشاور مع الامين العام والمكتب السياسي حول ترتيبات الدعوة لانعقاد مؤتمر عام استثنائي للحزب.
وفي منشور لها
قالت نجلة زعيم الحزب الراحل القيادية في حزب الأمة القومي، (رباح الصادق المهدي)، إن مشاركة رئيس الحزب اللواء فضل الله برمة ناصر في الحكومة الموازية في مناطق سيطرة الدعم السريع يعتبر “انتحاراً سياسياً لشخصه ومحاولة لنحر الحزب”.
وأضافت في منشور على فيسبوك، أن خيارات برمة ” تخصه، أما الحزب فقد أقيم على أسس ومبادئ ديمقراطية ومؤسسية ووطنية ولا يحق بل لا يستطيع أحد مهما كان منصبه أن يلقي بها في مثل هذه المزابل بمقاييس الحق والوطن والمبادئ”..
