مقالات الرأي

الصناعة رافعة إعمار السودان  كيف يدفع مصرف التنمية الصناعية عجلة النهضة؟

5Ws_Service

بقلم : سمير سيد عثمان 

بعد عامين من التحديات التي خلَّفت بنية تحتية مُنهَكة واقتصاداً ضعيفاً جراء الحرب ،، يقف السودان اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة البناء ،، مدعوماً بإرادة شعبية وعزم دولي ،، لاسيما الدعم المُتميّز من المملكة العربية السعودية الشقيقة ،، التي أظهرت التزاماً واضحاً بمساندة السودان في إعمار بنيته التحتية .. لكن الإعمار الحقيقي لن يتحقق إلا بتبنّي رؤية استراتيجية تضع الصناعة في القلب ،، وتعتمد على الطاقة المُستقرة قاطرةً للتقدم ،، وتستثمر بأيد مؤسسات وطنية فاعلة مثل مصرف التنمية الصناعية ،، الذي يُمكن أن يكون محوراً رئيسياً لهذا التحول بفاعلية وتأثير ..

 

 

إذا أردنا إعادة بناء السودان ،، فيجب أن ينصبَّ التركيز أولاً على بنية الطاقة التحتية ..

 

فبدون طاقةٍ مستقرةٍ ومتنوعة ،، تعجز المصانع عن العمل بكفاءة ،، وتفقد الصناعة فرص الازدهار ..

هنا ،، لابد من الابتكار عبر الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في الطاقة البديلة ،، كتجربة هولندا مع طواحين الهواء ، والصين في استغلال طاقة الرياح ..

هذه النماذج تُقدّم حلولاً مُلهمة للسودان ،، خاصةً مع امتلاكه مساحات شاسعةً ومناخاً مؤاتياً للاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ..

 

لا يقتصر الأمر على الطاقة فحسب ،، بل يجب تطوير شبكات الطرق لربط مناطق الإنتاج بمراكز التصنيع ،، مما يُسهّل نقل المواد الخام ويُقلل تكاليف الإنتاج ،، ويعزز تنافسية المنتجات السودانية محلياً وعالمياً ..

كما أن النهوض بالصناعة يتطلب إعادة توزيعها جغرافياً وفقاً للميزات النسبية لكل منطقة ،، فمحاصيل ولاية قد تتناسب مع صناعات الأغذية ،، بينما تُخصّص أخرى للصناعات القائمة على الحبوب الزيتية ،، مما يُعظّم القيمة المضافة ويخلق فرص عملٍ متنوعة ..

 

مصرف التنمية الصناعية قاطرة التمويل والابتكار ..

 

يبرز مصرف التنمية الصناعية كأحد الأركان الأساسية لتنفيذ هذه الرؤية ..

فدوره لا يقتصر على تمويل رأس المال التشغيلي أو تحديث الآلات ،، بل يمتد إلى إنشاء مدن صناعية متكاملة ،، وتبنّي مشاريع الطاقة المتجددة ،، ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة ..

لذا ،، يجب على الدولة تعزيز دوره عبر سياسات مالية مُحفّزة لتحويله إلى منصةٍ لدعم الابتكار الصناعي ..

 

التحديات كبيرة ،، من نقص الطاقة إلى ارتفاع البطالة ،، لكنها قابلة للحل عبر استراتيجيةٍ تعتمد على التخصّص والتعاون بين القطاعات ..

فالسودان يمتلك مقومات النجاح موارد زراعية وحيوانية هائلة ،، ومساحاتٍ شاسعةً للطاقة المتجددة ،، وشباباً طموحاً ..

بدمج هذه العناصر مع توفير دعم مصرف التنمية الصناعية ،، يمكن تحويل الصناعة إلى حجر الزاوية لاقتصادٍ مستقلٍ ومستدام ..

 

الوقت الآن ،، اللحظة حاسمة والفرصة سانحة لبدء رحلة الإعمار..

على الدولة وكافة القطاعات التكاتف لتمكين الصناعة السودانية ،، ووضع مصرف التنمية الصناعية في صدارة هذه الجهود ..

المستقبل يبدأ اليوم ،، بطاقة نظيفة ،، وبنيَة تحتية ذكية ،، وصناعةٍ تُعيد للسودان مكانته الاقتصادية ..

 

اذن إن إعادة بناء السودان تبدأ من إعادة بناء الصناعة ..

ومع وجود دعم الدول الشقيقة ،، والإصرار على التفكير في حلول مبتكرة للطاقة البديلة ،، يمكننا أن نبني سوداناً قوياً وقادراً على مواجهة تحديات المستقبل..

ولابد من إدراك أن القطاع الصناعي ،، إذا تم دعمه بشكل صحيح ،، سيقود السودان من الخراب إلى الإعمار ،، وستكون الخطوة الأولى عبر بوابة مصرف التنمية الصناعية ..

كلمة أخيرة ..

“اليوم نضع اللبنة الأولى .. وغداً سنبني صرحاً يلامس السماء”.

سمير سيد عثمان

…..

السبت 29 مارس 2025م

الموافق 29 رمضان 1446هـ

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى