مقالات الرأي

الطاقه الشمسية و الطاقات المتجددة..الاهمية القصوى في ظل ازمة الطاقة الكهربائية الراهنة(3)  

5Ws-service

بقلم/عميد ركن مهندس بحري “م”صلاح الدين محمد احمد كرار

تطرقنا في الحلقتين السابقتين لموضوع الطاقة الشمسية كبديل لطاقة الكهرباء التي اصبحت شبه غير متوفرة في وسط السودان الذي يسكنه نصف سكان السودان تقريبا بسبب اعتداءات الدعم السريع.

وكذلك باعتبار ذلك فرصة لتحول السودان عن طاقة الوقود الاحفوري ( البترول و مشتقاته ) الي الطاقات النظيفة و لو جزئيا .

حديثنا هذا لا يعني ان استخدام الطاقه الشمسية امر جديد في مجال الخدمات و انتاج الغذاء في السودان فقد انتشر انتشارا محدودا و بمبادرات فردية اسهمت في تنبيه المواطن باهمية هذه الطاقه و رخص تكفتها علي المدي البعيد . لكن المشكله تكمن في عدم تبني الدولة لها بالاعفاء من الرسوم والضرائب والتمويل حتي تصبح بديلا للكهرباء سواء من الشبكة او من المولدات ( الصيدليات خارج المدن نموذجا) .

و نختم هذا التلخيص بان نقول اذا قدر للسودان يوما ان يستبدل الطاقه الكهربائية الحاليه بطاقة شمسيه في كل خدمات المواطن ومعاشه فان الاقتصاد السوداني سوف يوفر ما لا يقل عن ٢٥% تكلفة استيراد الوقود المستهلك في انتاج الكهرباء الحرارية .

هل يعلم القارئ ان استهلاك السودان من البترول الخام في ادناه هو مائة الف برميل يوميا و ذلك كان يمثل الطاقه اليومية لمصفاة الخرطوم بالجيلي قبل تدميرها .

وكان انتاج النفط من حقول السودان حتي سقوط الانقاذ حوالي مائة وخمسون الف برميل خلاف حصة الجنوب التي تصدر الي الخارج عبر خط الانابيب و مينائي بشائر (١) و (٢) ببورسودان .

انخفض انتاج النفط السوداني بعد ديسمبر ٢٠١٨ الي اقل من مائة الف برميل يوميا واصبحت مصفاة الجيلي تستلف من نفط الجنوب بالثمن المخصوم من ايجار خط الانابيب و ميناء بشائر لجنوب السودان .

اذا اتفقنا ان الاستهلاك اليومي للسودان هو مائة الف برميل وان متوسط سعر البرميل الان هو سبعين دولارا ١٠٠،٠٠٠ × ٧٠ تساوي سبعة مليون دولار يوميا و ٢١٠ مليون دولار شهريا و سنويا حوالي اثنين مليار و نصف مليار دولار .

اذا افترضنا اننا نستهلك من هذا المبلغ فقط ٢٠% لانتاج الكهرباء الحرارية (ديزل و فيرنس ) اي يساوي ٥٠٠ مليون دولار سنويا .

واذا افترضنا انه بسياسات الحكومة التشجيعية المطلوبة لتحول الناس من استخدام الكهرباء الحرارية في جميع خدماتهم المذكوره اعلاه الي الطاقة الشمسيه وكان ذلك يمثل ٢٠ % من الكهرباء المنتجة حراريا ، فاننا قطعا سنكون وفرنا علي الاقل مبلغ مائة مليون دولار سنويا تذهب لتمويل باقي القطاعات الكبيرة لتتحول من الطاقة الكهربائية الحرارية الي الشمسية( مثل المصانع وانارة الطرق والمرافق الحكومية …الخ ) .

هذه دراسة تقريبية تاشيرية لاهمية الطاقه الشمسية كطاقه رخيصة ونظيفه .

( السودان ينتج نوعين من الطاقه الكهربائيه الاولي الحراريه المذكور اعلاه والاكبر والثانيه الكهرومائية واغلبها ياتي من سد مروي الذي ينتج الف و مأتين وخمسون ميقا واط من عشره طوربينات .

و خزان الروصيرص الذي ينتج حوالي ٢٨٠ ميقا واط من سبعه طوربينات وزاد الانتاج السنوي بعد تعلية الخزان قبل عشر سنوات .

خزان جبل اولياء وخزان سنار كان انتاج كل منها حوالي ٣٠ – ٤٠ مقياواط اما خزان خشم القربة فقد توقف منذ سنين بسبب الاطماء( خزان ستيت لا تتوفر لي معلومات عنه ) .

والانتاج الكهرمائي عيبه هو فاقد الجهد الذي يفقد علي الشبكه الناقلة من الخزان الي مناطق الاستهلاك .

اعتقد الي هنا قد تبين لنا اقتصاديات الطاقه الشمسية مقارنه مع تكلفة الانتاج الحراري واثاره البيئية .

في الحلقه الرابعه والاخيره سوف نتحدث عن استخدامات مستقبليه اكبر للطاقات الجديدة والمتجدده ولا سبيل لذلك الا اذا انجزنا هذا الجزء العاجل و المرتبط بحياة الناس ويخدم قطاع كبير من الطبقه الاقل دخلا و المتوسطة .

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى