بقلم/ الطيب الصاوي ابو عمر الجبلابي
(كاتب ومحامي وباحث في التراث الشعبي)
لم نكن بين المكيفات والفنادق خمسة نجوم كنا مع أهلنا نازحين لمدة ستة أشهر شاهدنا ما يشيب له الولدان من ظلم وصلف وتنكيل وقتل ، فقد خرجنا مشردين من مدينة سنجة تحت دوي الرصاص وبما ان المليشيا التترية الهولاكية الارهابية التي لا دين لها ولا أخلاق ولا انسانية دخلت مدينة سنجة من الناحية الغربية فكان المخرج الوحيد لأهل سنجة عبر الحي الشرقي في اتجاه كبري ود العيس شرقا نحو الدندر والسوكي عشنا عشرة أيام تحت الضرب والجلد من الميليشيا التترية الهولاكية الارهابية ونحن في حلة سعيد شرق سنجة وتم اقتيادي على اساس اني (كوز وفلولي) من قبل سته أشخاص من الميليشيا مدججين بالكلاشات وهددونا بالقتل اذا أشرقت شمس اليوم الحادي عشر ونحن في القرية خرجنا منها بعد صلاة الصبح مع الجنائن الى ان وصلنا مدينة السوكي وليس تقليلا من دور الإدارة الأهلية ونعرف تماما اصلا الإدارة الأهلية ليس في يدها شئ ولكن ما نقصده هو تفقد الرعية وتطيب خاطرهم وهذا لا يحتاج إلى مال ولا كساء ولا إيواء..
لقد جلسنا في حواته خمسة أشهر قابلت فيها اخونا الصحفي احمد يوسف التاي ووكيل النيابة الاعلى مولانا محمد علي الشيخ والضابط الإداري اخونا عثمان راقي قابلت فيها اخونا العميد محمود عيسى حسين وقابلت الأخ الإعلامي ود الكنون والداعية اخونا عبد الجبار المبارك اخونا سعد مرحوم هؤلاء النفر كانوا يعملون على ترتيب أوضاع النازحين من ولاية سنار من اهل الدندر وسنجة والسوكي ونحوهم ويتفقدون أحوالهم وكانت هنالك تكية رمزية في نادي الحواته وبعد ايام نما الى علمنا ان المدير التنفيذي لمحلية الدندر الأخ الضو احمد يعقوب قد يزور التكية ولكن لم يحصل واهلنا عانوا الأمرين وخاصة أهلنا من قرية قردية كانو يعيشون داخل هناجر مكشوفة تحت الأمطار والناموس والحشرات وخرجوا من قراهم بما كانوا يلبسون واقتحموا المجهول.
نحن نعرف دور الادارات الاهلية وامكنياتها وطيلة فترتنا بالحواته لم نشاهد مسؤول واحد يتفقد أهلنا بمحلية الدندر وحتى من باب جبر الخواطر واكيد تواصل الإدارة الأهلية مع الجهات الرسمية والحكومية غير اتصال وتواصل المواطن العادي والا لماذا وجدت الادارات الاهلية، فدورها توصيل صوت المواطن البسيط.
اما ما تتكلم عنه الأخت غادة المنصور من تدريب مستنفرين من القبائل وغيرها هذا دور أتى لاحقا بعد تحرير الدندر ،الا تستطيع الإدارة الاهلية زيارة النازحين وتطيب خاطرهم بكلمة طيبة والكلمة الطيبة جواز السفر الا تستطيع الإدارة الأهلية التواصل مع المنظمات من أجل إغاثة اهل الدندر؟ اذا لم تستطيع ذلك فما هو الدور المنوط بها ؟
اما عن قصور الولاية فقد عبرت عنه الحكومة بتغير والي الولاية لا نريد أن نحمل الإدارة الأهلية فوق طاقتها ولكن لا نكذب ونقول كان لها دور أثناء النزوح في الحواته والقضارف وبورتسودان وانا كنت في الحواته نازح أربعة أشهر وفي القضارف شهر وفي بورتسودان شهر كنت نازح شأني شأن كل نازح من اهل الدندر ، فلم اكن تحت هواء المكيفات ولا فنادق خمسة نجوم والحق يقال لم يكن هنالك دور ملموس من المحلية وعلى راسها المدير التنفيذي وكذلك الولاية والادارة الاهلة أثناء النزوح ولو من باب جبر الخواطر.. اما الأدوار اللاحقة لتحرير الدندر انا لم أكن بالسودان ومن باب العدالة كما تقولين لا أعرف ما دار بعد التحرير ان صحة كلمة التحرير وانا لا ازيف الحقائق ولا اطبل واهلنا قالوا اسمع كلام ببكيك ما تسمع كلام بضحكك وانا لا اتحامل على الإدارة الأهلية هذه هي امكانياتها ومقدراتها ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولكن هنالك دور يمكن ان تلعبه الادارت الاهلية من الناظر الى شيخ الحلة هو تفقد الرعية في وقت الملمات وتطيب الخواطر والتواصل مع الجهات المختصة لجلب المعينات التي قد تساعدهم بعض الشئ لمجابهة الظرف الكارثي وانتي لأنك لم تعايشي ما فعلته الميليشيا باهلنا ما زلتي تطلقي عليها قوات الدعم السريع ، وهي ميليشيا الجناجويد التترية الهولاكية الارهابية التي لا دين لها ولا أخلاق ولا انسانية وانتي تتكلمي من باب انك من بيت النظارة لعلمك الناظر شخصية تمثل كل اهل الدندر ومن حقهم ان يتفقدهم ويطيب خاطرهم ولهم الحق ان يقوموه ان قصر في حقهم ويقدموا له النصح ويا ليت لو تكلمتي من منطلق عام بدون ان تشخصني الأمور نحن ما يربطنا بنظارة الدندر تاريخ وعلاقة ازلية ولكن هذا لا يمنعنا ان نقول الحق ولا يدفعنا ان نطبل لكن ننتقد وننصح بدون تجريح او تقليل من أهمية الإدارة الأهلية وانا بالأمس القريب تكلمت عن الادارات الاهلية ودورها في حل النازعات على مستوى الدولة وليس المحلية وتكلمت عن حكمة جدنا محمد المنصور العجب عليه رحمة الله والناظر يوسف ابروف والمك يوسف المك والناظر يوسف فضل المرجي والناظر سرور رملي عليهم رحمة الله جميعا وكيف استعان بهم نميري في حل مشاكل دارفور في إطار قومي وليس إطار قبلي ولم يضيع السودان الا بعد رحيل اهل الحكمة والحنكة والدراية قالوا حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدقك فهو لا عقل له.


