العميد الركن بحري “م” صلاح كرار يُّوثق لأخطر حقبة ويكشف الأسرار(1))

*حقائق و ذكريات*

بقلم/العميد الركن بحري (م)

صلاح الدين محمد أحمد كرار

(الحلقة الأولى)
المرحوم المشير جعفر النميري رجل كان يمثل عزة السودان ويعبر عن انسانه .

ذكر لي المرحوم القطب الاتحادي عز الدين السيد رواية عن اللواء السفير بابتوت وهو دفعة نميري في الكلية ، انه عندما كان سفيراً في الكويت اخطرته الخارجية السودانية ان الرئيس نميري في طريق عودته من زيارة للصين سوف يهبط فقط للتذود بالوقود في طريق عودته الي الخرطوم وليس لديه اي برنامج في دولة الكويت.
قال اللواء بابتوت حسب الاعراف الدبلوماسية قمت باخطار الخارجية الكويتية بفحوي الرسالة .
قال الواء بابتوت عندما حضرت الي المطار لاستقبال الرئيس وجدت ان هناك مراسم استقبال للرئيس نميري كاملو بحضور امير دولة الكويت في ذلك الوقت الشيخ الصباح .
قال اخطرتهم بان الرئيس نميري لن ينزل في الكويت وفقط ساعة ليتذود بالوقود
قال : ردت علي المراسم الاميرية انهم ينفذون توجيهات امير الدولة.
عندما هبطت طائرة الرئيس نميري وحسب الاعراف الدبلوماسيه فان السفير يصعد الي الطائرة اولاً وينور الرئيس بمن سيستقبله والتاكد من ان الرئيس جاهز للنزول .
بعد ذلك ينزل السفير ويصعد معه رئيس المراسم في الدولة المضيفة ليرحب بالرئيس ويقول له ان الشخص المستقبل جاهز لا ستقباله.
قال بابتوت صعدت الي الطائرة ووجدت ابو عاج مستلقي علي سرير في الطائره وقلت له اني اخطرت الجماعة ديل بانك مرور وليس لديك اي برنامج بالكويت ولكن الامير اصر علي استقبالك في لقاء قصير بالمطار .
قال طبعا انا بعرف نميري كويس وتوقعت رده .
قال قالي : يا بابتوت امش قوليهم يبلغوا الامير اني ما نازل وما عندي برنامج معاهم. كملوا تشوين الطيارة بالوقود ونتحرك طوالي .
قال نزلتُ وكان مدير المراسم منتظر نزولي وقلت له يا اخي الرئيس متوعك ولا يستطيع النزول وارجو ابلاغ سمو الامير بذلك.
قال مدير المراسم قال لي تعال معاي نبلغ الامير .
قال ذهبنا الي الصالة حيث يوجد الامير ومدير المراسم لاوضح للامير ان حاله الرئيس نميري الصحية لا تسمح له بالنزول حسب ما بلغني سفير السودان .
قال بابتوت : ضحك الشيخ الصباح وقال لي : اخوي نميري ما مريض بل زعلان .
قال الامير مخاطبا بابتوت : امش قول ليه اخوك الصباح قال ليك عندك طلب عندنا تاخرنا شويه في الاستجابة له والآن جاهز ودا سبب حضوري المطار .
قال بابتوت صعدت الطائرة ثانية واخطرت الرئيس بما قاله الامير .
قال نميري ابتسم وقال لو كدي بننزل وبحقنا ، انا قبل شهور اديتم كتيبة مشاة بناء علي طلبهم تقاتل مع صدام ضد الايرانين ( دي طبعا الحرب العراقيه الايرانية الاولي عندما دعمت الدول العربية العراق ضد ايران في بداية الثمانينات )
قال بابتوت نزل نميري علي البساط الاحمر وكان في استقباله امير الكويت. وسلمه شيك . ولكني عندما صعدت الطائره لاودعه سالته : الموضوع شنو يا ريس قال لي : كنا طلبنا منهم دعم بمبلغ واتخروا علينا ولم يردوا .
رحم الله جعفر نميري الرجل الذي كان يمثل عزة وشموخ السودان والسودانين .
( شدولك ركب فوق مهرك الجماح ) .
ورحم الله الرجل الوطني عز الدين السيد الذي كان مصدرا وشاهدا علي كثير من تاريخ السودان .