حوارات وتحقيقات

العميد صلاح كرار يفتح خزينة الأسرار في حوار إستثنائي مع “5Ws-service”

فايف دبليوز سيرفس

نعم تم  أبعادي سفيراً بالبحرين وهذه قصة فصلي

نعتي ب(صلاح دولار) لم أكن ألتفت إليه لهذه الأسباب

بالله عليك أحسن أنا رئيس اللجنة الإقتصادية للإنقاذ واللاّ الفريق (خلا) حميدتي رئيس اللجنة الإقتصادية لحكومة حمدوك ؟

هذه حقيقة حفّاراتي بمشروع الجزيرة

 

*كانت الخزينة خاوية وهذا هو الدليل

ليلة الثلاثين من يونيو كنت في هذا المكان*

*لم نر البشير يغضب لنفسه*

 

اجرى الحوار / صبري محمد علي (العيكورة)

يعتبر سعادة العميد الركن (م) مهندس بحري صلاح الدين محمد احمد كرار عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني ٣٠ يونيو ١٩٨٩م من الشخصيات السودانية التي لعبت دورا بارزا في الأحداث التي شكلت حقبة مهمة من تأريخ السودان الحديث في حقبة التسعينات من القرن الماضي .
وتقلد العميد كرار عدة مناصب قيادية وإدارية ولعل أبرزها كان رئاسته للجنة الإقتصادية التي بنت عليها الإنقاذ عشريتها الأولي والمشهود لها بالرخاء حتى قال قائلٌ ممتدحاً تلك الأيام
هن عشّاك وفطّر
ما بقول عشّيت
أب فولاً مصلّح
بالبصل والزيت
شوف عيني الرغيف
بالبوكسي خشه البيت
مما فسره كثير من شُرّاح الشعر القومي أن الأبيات قيلت في عشرية الإنقاذ الأولى أو الثانية برأي البعض..

في هذه المساحة  طاف بنا العميد كرار عبر محطات مهمة من خلال هذا الحوار الذي اجراه معه  موقع 5Ws-service

فإلى مضابطه:

*سعادة العميد صلاح هل لنا قراءة البطاقة الشخصية؟*

اسمي صلاح الدين محمد احمد كرار .
من مواليد الجزيرة مقرات أبو حمد نهر النيل في (٧) يونيو ١٩٤٧ هو تاريخ الميلاد الحقيقي .
تاريخ الميلاد الرسمي (أو التسنين ) هو ١/١/ ١٩٤٩ ( والله ما غشيت لكن نظام التعليم آنذاك كان يقتضي ذلك)
مراحل الدراسه منذ ١٩٥٩ الي ١٩٦٩ ببورتسودان الى أن التحقت بالقوات البحرية في ١٩٦٩م
يعني أدروب بالتجنس و أفتخر بذلك
متزوج ولي ثلاثه أبناء
و بنتين .

*أين كان العميد صلاح كرار ليلة الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ ؟*

كُنتُ بالقيادة العامة
وهناك الكثير الذي لن يقال حتي تنتهي مهزلة ما أسماه الشيوعي كمال الجزولي والشيوعي الحبر النائب العام ايام حكومة حمدوك والقطب الاتحادي والكوز سابقا علي محمود حسنين و هم المشتكين في بلاغ محكمة مدبري انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩ .
ولكل مقام مقال ولكن هُناك الكثير المُثير سنفصح عنه في حينه إنشاء الله

*هناك حديثا مُتداولاً بأنكم وجدتم خزينة الدولة خاوية فهل لك أن تُحدثنا عن الذي وجتموه بالضبط ؟* .

ميزانية عام ١٩٨٩/ ١٩٩٠ شهدت علي خيبتها مداولات الجمعية التاسيسيه قبل أيام من ثورة الانقاذ و مُذكِّرة الجيش في فبراير ١٩٨٩
لكن اليك هذه القصة الحقيقيه التي تثبت لك ما وجدناه من إنهيار للدولة ولإقتصادها

في الأسبوع الأول للإنقاذ كانت اللجنة الاقتصاديه قد إنتقلت من القيادة الي القصر الجمهوري و في حوالي الساعه الرابعة أخطرني استقبال القصر بأن هُناك وفداً من نقابة أطباء السودان يريد مقابلتي .
وعندما دخلوا تعرفت علي دكتور حسن قريش نقيب الأطباء و معه دكتور كشان وطبيب ثالث قيل لي إنه شقيق أو قريب الدكتور طه طلعت أخصائى الانف والاذن والحنجرة.

أفادوني بأن دكتور طه طلعت مريض و ينتظر إجراء عملية زراعة كبد أو شي من ذلك في أمريكا أو المانيا لا أذكر وأنه يحتاج الي مبلغ سبعين الف دولار عاجلا . وأن لديهم المقابل المحلي بالسوداني
إتصلتُ بمحافظ بنك السودان آنذاك مهدي الفكي في منزله و كان رده إنهم لا يملكون خمسين ألف دولار فاذا كان الأمر بهذه الأهمية خليهم يجوني غداً الساعة الثانية ببنك السودان شارع الجامعة
لأنني سأجتمع مع مُدراء البنوك لنوفر المبلغ من أرصدتهم علي أن نرده لهم من حصيلة الصادر .
وفعلاً اليوم الثاني قال لي السيد مهدي إنه بعد جُهدٍ إستطاع أن يُوفِّر مبلغ (٢٥) الف دولار فقط

ويمكنهم إرسال هذا المبلغ والإتصال بزملائهم الأطباء في بلدان الإغتراب لتوفير باقي المبلغ لانه يستحيل توفير أي مبلغ قريباً .
وبهذه القصه أقول (كان الحال يغني عن السؤال ) .

*لماذا تم تكليفكم برئاسة المُؤتمر الإقتصادي في حين أن هُناك عُلماء في الأقتصاد و أستاذة جامعات أكثر علماً و إلماماً منكم فهل هو لإنعدام الثقة خارج مجلس قيادة الثوره أم ماذا؟*

لجان مجلس قيادة الثوره هي لجان مجلس تشريعي تمثل الجهاز التشريعي في الرقابة والتشريع الي حين قيام برلمان بلجانة .
وكانت السلطه التشريعية يُمثلها مجلس قيادة الثورة مع مجلس الوزراء .

المؤتمر الاقتصادي دعت له اللجنة الاقتصادية .
تحاشينا أن يقوده أي أكاديمي حتي لا تُصنّف الإنقاذ سياسياً

لكن رؤساء اللّجان كانوا من أساتذة الجامعات مثلا لجنة الزراعه والتنمية كان رئيسها المرحوم بروف عبدالله احمد عبدالله (مستقل و عمل مع مايو) و بروف علي نميرى رئيس لجنة الإقتصاد أستاذجامعي (ليبرالي) الدكتورة بدور أبو عفان أستاذة إقتصاد (مُستقلة) والدكتور إبراهيم عبيد الله إسلامي والدكتور عبد الله علي من جامعة الجزيرة يساري و هكذا .

*تنقّل السيد صلاح كرار بين وزارة النقل والمواصلات والسياحة و وزارة الطاقة والتعدين و وزارة رئاسة مجلس الوزراء واللجنة الاقتصاديه و إفتتاح سفارة السودان بالبحرين و غيرها من المواقع التفيذية*
*فما هي أصعب تلك المهام في تقديركم؟*

الكلية الحربيه مصنع الرجال و الكليات العسكرية العليا والحياة العسكرية برعاية قادة أفذاذ علّمتنا أنه ليس هناك صعب أو مُستحيل لمن كان من أولي العزم .


*سعادة العميد تحدثتم كثيراً عن حاجة السودان لإنعاش الحكم اللّامركزي بمستوياته الثلاثة فهل تعتقد أن الوقت مناسبا أم أن الوطن مازال يحتاج لقبضة مركزية مؤقتاً علي الأقل في ظل شُح الموارد المالية حاليا ؟*

نعم الحكم اللّامركزي من أكثر أنواع الحكم تكلفة مالية لكن تطبيقه في بلد كالسودان يُفجر الطاقات و يُدبِّر الموارد التي يذخر بها السودان
المركزية عجزت منذ الإستقلال في ذلك .
في السنوات ما بين عام (١٩٩٥) الى (٢٠٠٥) إستطاعت كل الولايات التي لم تكُن بها نزاعات أن تخرج من الدعم المركزي الذي كان يِمثِّل ١٥٪ من الدخل القومي يُوزّع على الولايات بمعيار يأخُذ في الإعتبار عدة عوامل منها عدد السكان و الأوضاع الأمنية و مستوى التنمية و الدخل الولائي المُتاح و المُمّكِن . لذلك قامت الإستراتيجية القوميه الشاملة لمُدة خمسة وعشرين عاماً علي هذا الأساس .
في عهد الإنقاذ نجح الحكم اللّامركزي في إحداث الرضاء الشعبي وتعثر بالمفاصلة التي كان دكتور الترابي رئيس المجلس الوطني وأغلبية المجلس يرون أنه لا بُد من إستكمال اللّامركزية بإنتخاب الوالي والمعتمد إنتخاباً مُباشراً بينما رأى الرئيس غير ذلك .
في وضعنا الحالي نحتاج الى تفعيل الحُكم المحلي بقيام لجان الأحياء وتصعيد ممثلين منها الى مجالس المحليات التي من سلطتها الرقابة علي الجهاز التنفيذي في المحليات و التشريع
و رعاية الإستنفار تحت قيادة الجيش والإستفادة منه في حفظ الأمن بعد إنتهاء معركة الكرامة .
مجلس المحلية التشريعي يستطيع إصدار قوانين رادعة في حدود المحلية الجغرافي مثل ردع (تسعه طويلة) والتفلتات الأمنيه و منع الترخيص لأي أنشطة إلا بعد موافقة لجان مجلس المحلية مثل الأكشاك وإيجار المنازل وإستجلاب خدم المنازل و كذلك رقابة الوجود الاجنبي بالمحلية
تطبيق الحكم المحلي بهذه الكيفية يمكن تطبيقه على المستوي الولائي مما يقلل العبء علي المركز .
هذا ما ناديت به سابقاً و لم يجد أذناً صاغية ونأمل أن تستمع لذلك حكومة الأمل الحالية .

*إرتبط إسمكم بالشأن الإقتصادي أكثر من غيركم من أعضاء مجلس قيادة الثورة فما هي الميزة التي رأتها القيادة فيكم و يجهلها المراقب لتلك الحقبة؟*

لم أكُن بعيداً عن الشأن الإقتصادي فقد نلت درجة الماجستير من جامعة الخرطوم في ١٩٨٥ في الإدارة العامه و كان بحثي التكميلي بعنوان ……
(التخطيط علي المستوي الإقليمي و أثره في إحداث التنمية بالتركيز علي تجربه الإقليم الاوسط . Multi Level Planning)

بالله عليك أحسن أنا رئيس اللجنة الإقتصاديه للإنقاذ واللاّ الفريق (خلا) حميدتي رئيس اللجنة الإقتصاديه لحكومة حمدوك ؟

*(صلاح دولار) إرتبط هذا النعت باسمكم إبان محاربتكم لتجارة العُملة أو لربما جاء كتُهمه فهل لكم ان تسترجعوا ما علق بالذاكرة من طرائف تلك المرحلة ؟*

سؤال جميل و ما كل السياسيين يتحملون قوله
فبجانب أن العسكرية هي مدرسة في هذا المجال لأنك تتخرج من الكلية الحربية وأنت عُمرك حوالي عشرين عاماً ومطلوب منك أن تقود فصيله بها كل قبائل السودان وأخلاق البشر و عليك أن تكون قدوة وقائداً تُطاع أوامره خاصة إن كنت في منطقة نائية معزولة وأنت الضابط الوحيد مع هذه القوة .

كما أن من يُريد أن يعمل بالسياسة عليه أن يتوقع مثل هذه النعوت والصفات الجارحة (إحدى مطلوبات الوصف الوظيفي للسياسي) .
أنا لم أكن أعير ذلك إنتباهً أو أغضب لذلك .
الحمد لله الجات علي كدى ما نعتوا والدينا بالمريسه ولا خالاتنا كانوا (قونات)

*موقف إرتفع فيه صوتكم أمام الرئيس البشير لن تنسوه؟*

الرئيس البشير فك الله أسره ومتعه بالصحة والعافية رجل عظيم لم أره في يوم غضب أو إنتقم لنفسه كان واسع الصدر مع كل من عمل معه
لكنه كان إذا إقتنع بأمر ما و شاور عليه فانه ينفذه ويتحمل مسؤوليته
كما أن العلاقة بيننا جميعاً تقوم علي الأقدمية والتراتبية العسكرية التي يسودها الإحترام المُتبادل

و ما حصل أن رفعنا صوتنا عليه الإ عند رفع التمام العسكري
(تماااااااااام سعاتك )

*سعادة العميد قبل أيام في حاورت سعادة اللواء (م) يونس محمود قال لي (ما معناه) إن الإنقاذ قرّبت الأباعد و أبعدت الأقارب حتى إذا ما جارت عليها الدنيا لم تجد (وجيعا) فما رايكم ؟*

صدق يونس محمود إبن الرماش محلية سنجة و العسكري المُفوّه الذي يُذكِّرنا باللواء عمر الحاج موسي رحمه الله .
لعل أصدق دليل على ما قاله يونس هو عندما أقصي الرئيس بكري حسن صالح رفيق دربه لمدة ستة عشر عاماً قبل الإنقاذ وإستبدله بدفعتي عوض بن عوف ومحمد طاهر إيلا . وأقصى عبد الرحيم محمد حسين الذي كان يخشى على الرئيس أكثر من خشيته على أبنائه .
عندها سقطت الانقاذ
لا نلوم الرئيس ولكن نلوم من كانوا حوله من هُم لم يكونوا أهلاً لتلك المواقع .
ولكنها أقدار الله التي تؤتي المُلك لمن يشاء و تنزع الملك ممن يشاء .

اذكر أن المقال الذي بسببه فُصلت من الخارجية عندما كُنتُ سفيراً في البحرين أني ختمتُ المقال بطرفه قُلت فيها أنه كان هناك رجلان دخلا محطة عطبرة للسكه حديد ليلحقا بالقطار و عندما دخلا وجدا القطار متحرك فركب أحدهما القطار ولم يستطع الأخ الركوب

فدخل هذا في نوبة من الضحك فإستغرب الناس وسالوه عن سبب الضحك فقل أنا المسافر والذي ركب هو المودع
(يعني قطر الانقاذ ركبوه المودعين وفات المسافرين)

*هل صحيح انكم كُنتُم تناقشون قرارات مصيرية خارج دواوين الدولة بمعنى (تطبوخونها) ثم تُعرض على البرلمان أو مجلس الوزراء للبصمة والمُباركة؟*

ليس صحيحاً بمعنى الكلمة لكن الإنقاذ منذ اليوم الأول عقدت المؤتمرات في شتى المجالات و أقامت الحوارات السياسية مثل الوثبة وغيرها .
لأنها كانت تُؤمن بأن القرارت (تصنع) من مختصين
فقد يعملون خارج المؤسسات ثم تُرفع لمتخذ القرار مع خيارات ليختار منها الخيار المناسب
(وهذا يتسق مع علم الادارة)
فمثلاً مجلس الوزراء كان قد فوّض رئيس المجلس في حوالي (٢٥) سلطة ليمارسها الرئيس مُنفرداً عبر وزير رئاسة مجلس الوزراء ثم ترفع بها تقارير للمجلس مثل سفر الوفود و التعينات و الترقيات في المناصب التنفيذية بتوصية من الوزراء
كما أن مجلس الوزراء يعمل من خلال ثلاث لجان عضويتها من الوكلاء وهي اللجنة الإقتصاديه واللجنة الإجتماعية واللجنة السياسية و هي لجان صناعة القرار .

*(الرئيس داير شنو)؟هل صحيح هكذا كانت تُدار الإنقاذ أو علي الأقل في عشرية السقوط الاخيرة؟*

الإنقاذ كما ذكرت لك سابقاً كانت تعمل في سنواتها الأولي التي يُمكن أشهد عليها بصناعة القرارات ثم إتخاذها من صاحب القرار الذي يكون مسئولاً عنها أيّاً كان موقعه الدستوري
ربما يكون الأمر قد تغيّر في العشريه الأخيرة والله وحده أعلم .

*تعيِّينكم سفيراً للسودان بمملكة البحرين وإفتتاح أول سفاره هناك كان إبعاداً لكم لكثرة مشاكساتكم داخل أروقة الدولة فماذا أنتم قائلون؟*

ربما يكون ذلك صحيحاً ولكن خير من عبّر عن ذلك صديقي الإعلامي و الصحفي أبّشر الماحي الصائم الذي عاتبني مرة علي تصريحات صحفية قبل المُفاصلة
قال (إن صلاح كرار كان أول الخارجين علي الشيخ حسن حتي أرسلوه سفيراً في جزيرة أصغر من مسقط رأسه جزيرة مقرات)

لكن الحقيقه أنا رفضت أن أذهب الى سفارة يُمكن أن يملأها السفير المهني
لأن التعين السياسي هو لمرة واحدة و لدولة الأفضل أن يُرسل لها سفير سياسي
وقد كان

*سعادة العميد و أرجو أن تكون صريحاً معي*
*هل أنت تاجر؟*
*وهل صحيح ان لكم اليِّات كانت مُستأجره بمشروع الجزيرة وقد إستفدتم من تواجدكم في الحكومة في تسهيل هذه الأعمال و سرعة تحصيل مُستحقاتكم ؟*

سؤالك يجيب علي نفسه
شخص (مشاكس) و فصلوه من الجيش عام ١٩٩٤ برتبة العميد فهل كان مُمكن أن يسكتوا عليه وهو يستغل نفوذه؟
انا حتى عودتي مفصولاً من سفارة البحرين بسب مقال إنتقدت فيه الإنقاذ في عيدها الرابع عشر لم أكن املك ولا (رقشه)
عندما عُدتُ في (٢٠٠٣) كان راتبي التقاعدي من الجيش (٢٠٠) ألف جنية وكان كل أبناىي في المراحل الدراسية
قدمت طلب الى شركة (دانفوديو) التجارية التي كانت وكيلاً لشركة صينية تستورد منها حفارات وكان مديرها المهندس إبراهيم موسى

طلبوا مني دفع ما يُعادل خمسة ألف دولار مُقدماً و لم أكُن أمتلك ذلك المبلغ وقالوا لي إن المدير العام هو من يستطع إعفاؤك أو حلّ مُشكلتك .

وكان المدير العام ل (دانفوديو) هو المهندس عبد الوهاب محمد عثمان رحمه الله الذي ذهب بعد ذلك وزيراً للتخطيط العمراني ثم وزيراً للصناعة وهو الوزير الذي إستقال من وزارة الصناعة عندما لم يُفتتح مصنع سكر النيل الأبيض في موعده بسبب عدم وصول معدات من الهند حظرتها أمريكا .
ولم يتولي منصباً حتى توفاه الله

المهندس عبد الوهاب أذكر حلّ مشكلتي بأن أقوم بشراء الحفّار و أكتب شيكات السداد وأتنازل لشركة طيبة التي تتبع لدانفوديو والتي تقوم بنظافة قنوات الجزيرة لكي تقوم هي بتشغيل الحفّار و تدفع الأقساط الي دانفوديو التجارية الي أن إنتهى السداد

لم أعمل مُباشرة مع مشروع الجزيرة وكان عندي حفّار واحد فقط .

*سعادة العميد صلاح الدين لقد أبنتم كثيراً من اًفكاركم و مناشداتكم عبر تسجيلاتكم الصوتية خلال هذه الأزمة*
*فهل تعتقدون أنها ستجد أذناً صاغيه من قيادة الدولة أم هي من باب إبراء الذِّمة ليس إلا ؟*

إننا كعسكرين نؤمن بأن النظام الحالي محسوب علينا ومن واجبنا أن ندعمه بالنُصح والأفكار و أحياناً بالنقد البناء الذي قد يعينه للوصول لحكم رشيد .
ولا ندّعِي الكمال لما نقترحه
ونحن مثلنا في ذلك كلاعب كرة القدم و هو يحاور الخصم .
ومن يتفرجون من منصات الأستاد و شاشات التلفاز .
كلٌ يري إنه مُحق في تصرفه ونقده

*حديثكم عن التاريخ العسكري مُمتاز و مُشوِّق فهل فكرتم في تجميعه في كتاب للتاريخ وللأجيال سعادة العميد ؟*

إنشاء الله و إن كان في العمر بقيه .
نحاول أن. (نموت فارغاً) .
خاصة ونحن في صالة المغادرة و نتمنى
من حين لآخر الاّ يُنادى على رحلتنا قريباً .

*متعكم الله بالصحة والعافية وأطال في عمركم*
*هل من كلمه أخيرة سعادة العميد صلاح الدين ؟* .

(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصراً كما حملته علي الذين قبلنا ربنا ولا تُحمِّلنا ما لا طاقة لنا به و أعفو عنّا و أغفر لنا وأرحمنا أنت مولانا فأنصرنا علي القوم الكافرين)

وأخيراً …….

عندما إستأذنت سعادة العميد صلاح لإجراد هذا الحوار قلت له سنكون قاسيين في أسئلتنا ورجوته أن يُوسّع صدره
فقال لي ضاحكاً وأنا
(رباطابي جاهز ٢٤ ساعة)
وبدورنا في موقع (5Ws-service) نشكر سعادة العميد الركن صلاح الدين محمد أحمد كرار على هذه الأريحة والنفس الطيبة وسعة صدرة مع خالص دعواتنا له بموفور الصحة والعافية
*شرفتنا سعادة العميد*

تابعونا قريباً في حوارٍ آخر مع ضيفٍ جديد.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.
زر الذهاب إلى الأعلى