القومية هي الأساس وكل الناس اهل : شعب السودان شعب قومي لا يعرف العنصرية وكانت القومية ونبذ العنصرية والقومية مطبقة في الواقع وكانت من طبع وسجايا الشعب السوداني وهنالك أمثلة لتطبيق القومية على مستوى القرية الصغيرة بالمعنى القريب والاصح كانت كل أجزاء السودان وطن لكل سوداني اذكر ونحن أطفال في قرية ام ضهير طيبة جاءنا رجل من كردفان واسمه كرار عاشر اهل القرية وسكن معنا أصبح جزءاً من الأسرة وكان يزرع مع جدنا ويحصد وله عدد من الاغنام وكنا نسأل من أين أنت يا كرار كان يقول انا من دار صباح وعن الاتجاهات عندما يسأل عن شئ يقول شقيش… رحم الله الفنان القامة عبد الرحمن عبدالله صاحب الأغنية شقيش قول لي يا مروح قبال صباحنا يروح.. عبد الرحمن عبد الله من ارض الشمال عشق عروس الرمال وعاشت أسرته في منطقة كردفان، واذكر عندما هاج الحنين بكرار ونوى الرحيل الى الأبيض نحن صغار جلسنا نبكي على فراقة في يوم الفراق تجرعت مرا لا يطاق انسكب الدمع من عيني كما انهمر من السحب الغيداق ولكن أيقنت ان سنة الحياة اجتماع وافتراق الا لا يا يوم الوداع هل لنا من تداني بعد طول فراق قد تورق الاغصان بعد ذبولها وتعود ذكاء بالاشراق سافر كرار وترك ذكرة عطرة بين الناس اللهم ربي اعطيه الصحة والعافية أن كان حيا وارحمه واغفر له ان كان ميتا كذلك كان مع أسرة جدنا عبد الله الدخري عليه رحمة الله علي زايد من أبناء الكرمك ونحن صغار كنا نحسبه من أفراد الأسرة عاش ردحا من الزمن دون ان يشعر بالغربة وكل اهل القرية اهله وكل بيوت القرية بيوته ثم انتابه الحنين الى اهله ورحل نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية أن كان حيا وان يرحمه ويغفر له ان كان ميتا كذلك اذكر مع أسرة عمنا الصديق الأمين عليه رحمة الله مهدي من غرب السودان حمل اسم منطقته ( مهدي شركيلا ) عاش بين أفراد هذه الأسرة عشرات السنين ثم عاوده الحنين الى منطقته في غرب السودان الله يعطيه الصحة والعافية أن كان حيا ويرحمه ويغفر له ان كان ميتا وكذلك اذكر عمنا ابراهيم العامري من شرق السودان الرجل القامة سمح الهندام الجميل خلق واخلاقا المؤدب عاشر اهل قرية بيضاء منذ أن كان شابا وكذلك صادق أجدادنا وتزوج وخلف أبناء وبنات والى ان توفاه الله كان مثال ورمز للأخلاق الحميدة والادب الجم اللهم ربي ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة وكذلك محجوب ( تورشين ) من ابناء الكرمك عاش مع أسرة جدنا عبد الله الدخري عليه رحمة الله وابصبح واحدا منا ولعب لفريق الشروق ام ضهير طيبة وكذلك ابا اتنين عاش مع اسرة عمنا الطاهر الجبلابي عليه رحمة الله بحلة سعيد وهو من مناطق الدمازين منذ ان كان طفلا يافا الى ان توفي وقد ناهز السبعين من عمره واصبح كل اهل حلة سعيد اهلا له عاش والى ان توفى بينهم عليه رحمة الله وهو صاب المقولة ( انا كجامتي دي اي حاجة تمسكها باكلها الا حاجة تقول ابا اتنين ما تأكلني ) و على مستوى قريتنا كانت هنالك عشرات القبائل مثلا عمنا عبدالله والد ابو واساغه ومحمد وحواية من أهلنا المساليت من الجنينة وكان هنالك عمنا عبد الرحمن كضم وزوجته فاطمة منقه من منطقة الجنينة من أهلنا المساليت وكذلك كانت بالقرية خالتنا زينب بنت الأحمر عليها رحمة الله والدة عائشة ونفسية ومنقه وعبد الله وصلاح ومكي وهي من أهلنا النوبة ( النمق ) من منطقة كادقلي قبل ان تضرب يد الغدر والخيانة وتضرب في عمق النسيج الاجتماعي بسياسة فرق تسد والغاية تبرر الوسيلة والتكبير والتهليل الذي لا يتجاوز حناجرهم حال البلد بكاني وما سكتني قالوا حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدقك فهو لاعقل له.
