
اللهم أرحم الحسن محمد صالح
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
لعمرك ما الرزّية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعيرُ
و لكن الرزِّية فقد حُرٍ
يموت بموته خلق كثيرُ
إحتسبت الاسرة بالعيكورة ليلة البارحة أحد رجالات المجالس والعمل العام الأستاذ الحسن أحمد محمد صالح:
ذلك الآتي من أقاصي أبوحمد والجزيرة مُقرات ومن الرعيل الأول لمحاسبي ومراجعي مشروع الجزيرة ببركات
فجعت فيه الأسرة كما آلم رحيلة القرية وعارفي فضله وعشيرته المُمّتدة بين أبوحمد و أبوحراز و العيكورة بالجزيرة
ترجّل الحسن ….
بعد حياة حافلة بالعطاء والنشاط وخدمة الآخرين قبل أن يقعده المرض ولفترة ليست بالقصير فكان صبوراً جلداً مُحتسباً
ولعل الكثير من أهل القرية لا يعرفون عنه سوى أنه صهر (أولاد عبد الله ود موسى) و والد خالد وأحمد وأيمن ومحمد والمرحوم مدثر و شقيقتيهما نسرين و لينا
ولكنهم لا يعلمون أن خؤلته هم أولاد محيي الدين الحسن الفاتح وصلاح وشقيقاتهم
وبعدها تزوّج من بنت عمتنا السيدة (آمنة عبد الله موسى)
وفي ذلك قصة طويلة رواها لي والدي رحمة الله عليه
يقول لي …..
عندما كنت أعمل بأحد مواقع مشاريع المؤسسة العامة للحفريات حدّثه أحد شباب القرية العاملين معه أن هُناك شاب (غريب) يعمل محاسب بمكتب لمشروع الجزيرة مجاور لموقعهم
يسأل عن أسرة أحمد المنصور (وهو جدي لأبي)
قال …..
فدلّوُه عليّ فجاءني نهاية الأسبوع التالي وما أن رأني إلا وعانقني باكياً وأنا لا أعرفه من قبل …!
فحكى له أنه من أبي حمد و إبن إبنة محي الدين الحسن وله (خيلان) بالعيكورة والدتهم السيدة بخيتة بت أحمد المنصور وهي (شقيقة والدي)
فيا لرحمة الله بهذا الشاب !
ويا للأقدار الجميلة !
وبعدها بدأت تتضح الخطوط المتشابكة التي ساقها القدر
فالشيخ محيي الدين الحسن جد الحسن و والد الفاتح كان قد تزوج بسيدة بأبي حمد وأنجبت له بنتاً واحدة هي (بتول) والدة الحسن وكان يزور إبنته من فترة لأخري..!
فكانت إرادة الله قد سبقت أن هذا الحفيد (الحسن) سيلتقى يوماً ما (بخيلانه) ولكن متى وكيف فذلك ما كان في علم الغيب
تخرج الحسن من مدرسة الخرطوم التجارية وحصل على وظيفة أواخر ستينيات القرن الماضي بمشروع الجزيرة
فكانت هذه بوابة الدخول للأسرة الممتدة
كانت والدته (الحاجة بتول) تحدثه أن أباها على أواخر أيامه كان يقول لها أنه تزوج من عائلة أحمد المنصور بالعيكورة وله منها أولاد وبنات
وبالطبع ما كانت تعلم شيئاً عن ذلك (الصعيد) يومها
ظلت هذه المعلومة محفوظة بذاكرة المحاسب الشاب
حتى كانت الزيارة المليئة بالدموع وأذكر هذه المشاهد جيداً شاب غريب يعانق خالاته وأخواله لم يرهم ولم يروه من قبل وهو ويبكي
وبينهما كنز من الدماء والأمشاج والحنين كان سيظل مفقوداً لو لا تدبير المولى عز وجل
فتوج هذه العودة بزواجه بأرض جده محيي الدين الحسن وحدث تواصل بين الاهل بابو حمد والعيكورة
موقف كنت أقف أمامه متأملاً كلما شد الناس الرحال الى الشمالية أو أتوا هم العيكورة في مناسبة
فيا سبحان الله
و صدق من قال
(الدم ما ببقى موية)
رحم الله هذا الرجل الصوّام القوّام الوصّال لرحمة أخونا الحسن محمد صالح وجعل البركة في عقبة وذريته
اللهم إن …..
أخانا الحسن أحمد محمد صالح في رحابك وهو الفقير الى رحمتك وأنت الغني عن عذابه
اللهم فأكرم نزله و وسع مدخله و أغسله اللهم بالماء والثلج والبرد ونقِّه اللهم من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغُفرانا
اللهم إنا نشهد أنه كان إمامنا في الصلوات ومتقدمنا في الملمات وكان صدوعاً بالحق وعقلاً راجحاً بين كبارنا
فارحمه بقدر ما قدم و زيادة يسبقها لطفك ورحمتك التى وسعت كل شئ
*إنا لله وإنا إليه راجعون*