
بقلم / محمد السماني
المال وحده لايبنى الشعوب ولا يقيم عماد أمة ولن يصنع مجدا وعزا ولكن الذى يصنع كل ذلك القوة فالقوة هى التى تحمى الأوطان وتحمى الأموال وتحمى الشعوب وتصد المتآمرين والبغاة المعتدين بل القوة تصنع السلام والإستقرار وتحقق النماء والتقدم والرفاهية فالعالم اليوم لا يحترم غير القوة والقوة فقط ولا تلقوا بالا إلى تلك المبادئ والمثل التى يوهموننا بها وصنعوا لها منظمات ومؤسسات دولية كمجلس الأمن الدولى الذي يزعمون أنه يقوم لبسط الأمن والامان وسط الشعوب وهو قائم على القوة فمنح فيه حق النقض لدول معينة على مبدأ القوة تتحكم فى مصير الشعوب قاطبة وتمرر ما تريد تمريره وتدير به هو والمنظمة الأم الحكومات والهيئات وليس السودان عن ذلك ببعيد فقد انتدبت للسودان إدارة له تحت البند السادس الذي جلبه ثلة من اللا وطنيين من أبناء السودان ممن كانوا يتقاضون رواتبهم من إحدى دول الإمبريالية ومن قوة تزعم حتى الان ان السودان تحت وصايتها ورعايتها بعد تركنا فينا أذنابها وطريقتها المثلى التي تحسبها والتى أسستها بتغريب أجيال سودانية حملت ثقافتها وفلسفتها وانبهرت بها وسارت بالطريق الذى تريده لا الطريق الذى نريده نحن.
والقوة التى نعنيها ليست القوة المادية وحسب بل قوة الشعوب في وحدتها واصطفافها حول جيوشها رمز عزتها وقوتها وكذلك القوة في اقتصادها وتعليمها واعتمادها على ذاتها وقوة إيمانها بأن العزة لله ورسوله والمؤمنين وليس فى امريكا او روسيا او فى الشرق او فى الغرب فقوة الشعوب داخلها منها وفيها وليس قوة السلاح وحدها تكفى فالسلاح يحتاج لقلوب مشبعة بالإيمان بقضيتها فى عقيدة قتالية راسخة وقائدة لها ، فالسلاح مهما بلغت تقنيته وقدرته وسرعته لن يجدى إذا كانت تحمله وتستخدمه أيادى مرتجفة وقلوب مرتعبة ونفوس خاوية من الإيمان بلا عقيدة ولا عزيمة ولا قضية فإذا توفر الإيمان والعقيدة والشجاعة والجسارة والوطنية يأتي بعد دور وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل ولعل أقرب مثل نضربه عن هرقل الروم الذي بلغه خطاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو لم يخرج النبى من الجزيرة العربية قط فقال قولته المشهورة بعد ان استمع لأبي سفيان (إن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنتُ أعلم أنه خارج، ولم أكن أظن أنه منكم)
وكذلك قال احد الملوك عن الصحابة عندما سمع عن شدة بأسهم انهم لو حملوا على الجبال لأزالوها…. هؤلاء كانوا يملكون القوة الباطشة والاموال الطائلة ولكن أدركوا ان القوة في الإيمان والعزيمة والشجاعة.
إن من يظن ان المال سوف يحميه ويؤمن له مجدا وجاها وعزا ويستطيع ان يشتري ويصنع به كل شئ واهم فالقذافى امتلك الاموال الطائلة فاحتضن به كل حركات التمرد التى يزعم انها حركات تحرر فلاهى حررت شيئا ولا هى استطاعت ان تعصمه من طوفان شعبه وغيره كثيرون ظنوا فى سكرة الثروة والجاه انهم يستطيعون امتلاك كل شئ وصناعة الأحداث وتغيير الانظمة والشعوب ودونكم مليشيا الدعم السريع امتلكت من الكنوز ما مكنهم من تجييش الشعوب وشراء صمت العالم وامتلاك السلاح والعتاد فلم تغنى عنهم شيئا ولم تحقق لهم شيئا سوى الخراب والدمار وأذية الشعب السودانى وهاهى تفقد كل شئ وفى زوال تلاحقها
وقفة
المال وحده لا يصنع ملكا ولا يقيم دولة ما لم يكن مع هذا المال قوة تحميه بعقيدة وإيمان ورجال صدق أشداء ذوى بأس وصناعة سلام وإخوة ومحبة مع من حولها من دول وشعوب فالمحبة نفسها قوة.