
بقلم/محمد عبد الغفار
مستشار قانوني
(السعودية)
قديماً حرص أهلنا بالبحوث الزراعية مدني ابتهاجاً بالاخبار السارة وعند تساقط زخات المطر وبشريات قدوم فصل الخريف أو عند أكتمال القمر أو قدوم ضيفا للجار ان يتقربوا لله باخراج الجار الشمالي والجنوبي والغربي والشرقي شئ من حبات الذرة أو الدخن أو غيرها من الحبوب فينبت هذا السخاء البسيط هجين قبلي يسوده التواضع والتفاهم والانسجام والتعاون والتعاضد والتقرب لله بحب الجار للجار
فهجين هذه الذرة كان يُطهى لنا بليلة في الليالي القمرية.
شاهدت عبر الاسافير ما وصل اليه الحال لهيئة البحوث الزراعية مدني جراء الحرب وما لفت انتباهي أن الدمار قد وصل للهدف الذي من أجله تم تأسيس الهيئة وهو جهد العلماء الزراعين في تهجين وأكثار البذور لتعميمها للمزارعين لتعم الفائدة ربوع بلادي .
تم أكل جميع عينات الذرة المهجنة وغيرها من المحاصيل من قبل (المليشيا) خلال الحرب (بليلة) وبذلك فقدنا معظم ماضي وحاضر ومستقبل المحاصيل الزراعية المحسنة.
الذي يحزن هو المجهول
فكم يلزمنا من الوقت لتهجين النفوس كالماضي قبل تهجين البذور فتعود كرامة البليلة و بلادي؟