
كينيا ومعاداة السودان
بقلم /أيوب صديق
قبيل تنفيذ السودان تهديده بفرض حظر على واردات السلع الكينية، شاهدتُ في إحدى القنوات التلفزيونية مُتحدثاً على التلفزيون الكيني، وبدا من حديثه أنه من معارضي رئيس بلاده ويليام روتو، في نهجه السياسي نحو السودان، بتأييده متمردي الدعم السريع، وشيعته من آل قحت. ومما قاله ذلك المتحدث، إنه إذ نَفذ السودان تهديده بوقف استيراد سلعة الشاي من بلادنا، فإن ذلك سيكون ذا أثر اقتصادي خطير علينا. وقال إن الرئيس ويليام روتو، لا ينظر إلا في مصالحه الخاصة. وإن على كينيا أن تواصل الاتصالات بالسودان، وتتخذ من الخطوات ما يجعل السودان يتخلى عن وقف وارداتنا إليهم من الشاي.
الآن، وكما يرى ذلك المتحدث الناقدُ لسياسة رئيسه روتو، أن السودانَ قد حظر ليس سلعة الشاي فحسب، بل جميع سلع بلاده. وأرى ألا يكتفي مسؤولونا بخطوةِ وقفِ واردات السلع، بل عليهم أن يُتبعوا ذلك بحظرِ الخطوط الجوية الكينية من المجال الجوي السوداني. وهذه خطوة كان قد نادى بها كتابٌ آخرون قبلي، وعندها سيرى الرئيسُ الكيني، حقا كيف عادت عليه مؤامراته على بلادنا بالضرر، وهو يسخر مرافق بلاده للجنجويد وقرنائهمُ المدنيين من آل قحت. فخطوةُ حظرِ الطيران إن هي اتُخذت ستكلف كينيا خسارة اقتصادية كبيرة، وقد تؤدي مضاعفاتُها إلى الإطاحة بويليام روتو نفسه، الذي جعل من بلاده موئلاً رحبًا للجنجويد وحضنا دافئًا لقرنائهم من آل قحت.
والحي بالقول فإن آلَ قحتٍ هؤلاء هم الذين زينوا للدعم السريع إشعال هذه الحرب، وهم يمنون أنفسهم بالمجد العريض والحكم المطلق، اذ يمنون انفسهم وقد راوا بلادنا وقد تحررت لهم من مُقيدات الدين والأخلاق والمُثل، ليفعلوا فيها ما طاب لهم، وليواصلوا بها عبادة صنهمُ الإطاري، حتى يُقيموا فيها و به الدولة العلمانية المنشودة.
والآن ومع قرب اكتمال بَدرِ الانتصار النهائي في معركة الوطن، باجتثاثِ شأفةِ المليشيات، ومن ثم شأفةِ مشايعيهم المدنيين، يشاهد زعماءُ آل قحت وأقرانهم من قادة الجنجويد، يشاهدون معا من شاشات فنادق ملتجآتهم أينما كانوا، أولئك الذين دفعوا بهم إلى ساعات الحرب، والذين حسنوا لهم البقاء في المساكن والمرافق التي احتلوها، كيف أنهمُ الآن يُبادون كما يُباد الجرادُ بنيران الجيش ونيران مسانديه المجاهدين.
لكم اغتر بالأمسِ ألُ قحت بالدعم السريع، والبوه على مقررات جدة، وحسنوا له عدم تنفيذها، لآنه إذا امتثل لتلك المقررات، لفقد القحاتةُ أيَ فرصة لهم يعودون بها الى السلطة. ولذا فهم يريدونه في موقف الرافض لتلك المقررات ليكون لهم سبب بقاء على قيد الحياة.
وقال أحدهم، لو أنهم كانوا سيخرجون لكم من المنازل وغيرها من المرافق أكان احتلوها؟ بل أنكر بعضُ آلُ قحت أن تكون محادثات جدة قد نصت أصلاً على خروج المحتلين من البيوت التي احتلوها. قال ذلك المصرفي، زاعمُ ملياراتِ دولاراتِ مليزيا، فقد نفى أن تكون من ضمن توصياتِ جدة خروجٌ من المساكن والمرافق التي تحتلها قوات الدعم السريع، وقال إنهم لم يسمعوا بذلك إلا من وسائل الأعلام!!
الآن أولئك القحاتة مع مليشيا الدعم السريع، كلهم يشاهدون في داخل السودان وخارجه، جميع المقاتلين جيشا بكل مكوناته ومساندين له، وهم يرفعون سبابة التوحيد، ويرطبون حناجرهم بقولهم الله أكبر. ولعل أشد آل قحتٍ استياءً من سماعِ الله أكبر، ذلك الذي كان يمتعض بالأمس من قــول العسكــريين في(جــلا لاتهم) لا إله إلا الله. واليوم فالجيشُ جميعُه بمختلفِ تكويناته، ومسانديه من المجاهدين، صــار نداؤهم الذي يهــزُ مَناكبَ الغبراء هو (لا إله إلا الله، والله أكبر) وفي خاطرِ كلِ مقاتلٍ منهم قول الله تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ.)
وعليه فليمــت كلُ مُلحــدٍ ورقــيقِ دينٍ بغيظــه،
نعم (قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).