مقالات الرأي

الهرم الإعلامي الدكتور عمر الجزلي سيرة تُنير دروب الوطن وتستحق التكريم .

سمير سيد عثمان يكتب ل:"5Ws-service

..

بقلم/ سمير سيد عثمان

في عالمٍ يزخر بالأسماء العابرة ،، تبرز أسماء تُحفر في ذاكرة الأمة بإشراقتها ،، لا كأشخاصٍ فحسب ،، بل كرموزٍ تحمل قيمًا وإرثًا يضيء للأجيال ..

ومن بين تلك الأسماء التي أهدت للوطن عمرها وإبداعها ،، يقف *الدكتور عمر الجزلي* كهرمٍ إعلامي شامخ ،، صاغ بروحه وفكره تاريخًا إعلاميًا وسياسيًا وأدبيًا ،، وترك بصمةً لا تُنسى في ضمير السودان ..

لم يكن عمر الجزلي مجرد مذيعٍ يملأ الأثير بكلماته ،، بل كان حارسًا أمينًا على تاريخ السودان ،، ومهندسًا لبرامجَ حوّلت الإذاعة والتلفزيون إلى منابرَ للوعي والثقافة ..

فبرنامجه التوثيقي الأيقوني *”أسماء في حياتنا”* لم يكن مجرد سردٍ لسير الراحلين ،، بل كان نافذةً أطلّ منها الشعب على عظماء صنعوا مجد الوطن بأفكارهم وتضحياتهم ..

بكلماتٍ شاعريةٍ عميقة ،، استطاع الجزلي أن يُحيي ذكرى الرموز،، ويجعل من أسمائها شعلةً تُلهِم الأحياء ..

من خلال برنامجه التوثيقي الرائع “*أسماء في حياتنا*”،، أصبح الدكتور عمر الجزلي هو الجسر الذي يربط الأجيال المختلفة بتاريخ هذا الوطن ..

قدم هذا البرنامج ،، الذي استمر لسنوات طويلة ،، صورة متكاملة عن الشخصيات السودانية التي صنعت الفرق ،، سواء في السياسة أو الأدب أو الفكر ..

قد تكون تلك الشخصيات قد غادرتنا جسدًا ،، لكنها بقيت خالدة في ذاكرة الوطن بفضل هذا البرنامج الفريد الذي وثق حياتهم ،، إنجازاتهم ،، وآرائهم ..

لم يكتفِ الجزلي بتوثيق التاريخ ،، بل صنع تاريخًا جديدًا بتخريج أجيالٍ من الإعلاميين الذين حملوا راية الإعلام السوداني بتميزٍ نادر ..

فكثيرٌ من نجوم الشاشة والإذاعة اليوم هم تلاميذ مدرسته التي جمعت بين الدقة الصحفية والأداء الفني الأخّاذ ..

لقد حوّل الكاميرا والميكروفون إلى أدواتٍ لبناء الوعي الوطني ،، ورسّخ مفهومًا جديدًا للإعلام إعلامٌ يرفع شأن الفكر ،، ويُكرّم الإنسان ،، ويصنع الأمل ..

اليوم ،، بينما يعاني الدكتور الجزلي المرضَ متنقلاً من طبيب الي طبيب ،، تتعالى أصوات محبيه ومتلقّي إرثه مطالبين الدولةَ بالوقوف إلى جانبه من باب الوفاء لأهل العطاء ،، تظل مسؤوليتنا أن نرد الجميل لمن أفنوا حياتهم في خدمة الوطن والمجتمع ..

الدكتور عمر الجزلي ،، الذي لطالما أضاء سماء الإعلام السوداني ،، يستحق منا كل التقدير والرعاية ..

في وقت يعاني فيه من المرض ويبحث عن العلاج في الخارج ،، يجب أن يكون الوفاء له في أسمى معانيه ،، من خلال دعمنا المستمر له وتوفير الرعاية الصحية التي يحتاجها ..

إن تكريمه اليوم بتغطية تكاليف علاجه ليس فقط واجبًا ،، بل هو رد للجميل لرمز إعلامي أفنى عمره في خدمة وطنه وأثرى الإعلام السوداني ببرامج لا تُنسى ..

فالشخص الذي أفنى شبابه ليرسم ابتسامةً على وجه الوطن ،، ويُبدّد أشجانه بأنغام الأمل ،، يُحقّ له بل يجب أن تجد الدولةُ السودانية سبيلًا لتكريمه ،، بدءًا بتوفير العلاج والعناية التي يستحقها ..

إنها مسؤوليةٌ أخلاقيةٌ أمام رجلٍ جعل من السودان عنوانًا لكل إنجاز ..

إن التكريم لا يكون فقط بالكلمات ،، بل بأفعال تعكس تقديرنا الحقيقي للأشخاص الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن ..

الدكتور عمر الجزلي ،، الذي أفنى عمره في خدمة الإعلام السوداني ،، يقدم لنا اليوم نموذجًا مميزًا للإعلامي المخلص الذي يستحق من وطنه كل الدعم والرعاية الكاملة ..

وهو اليوم بحاجة إلى عون واهتمام من الدولة التي قدم لها الكثير ،، حتى يقضي باقي أيامه في راحة تليق بما قدمه من إنجازات ..

من هذا المنطلق ،، فإن من واجبنا جميعًا نرى أنه قد حان الوقت لتكريمه بما يليق به من رعاية صحية متميزة ..

سواء في جمهورية مصر العربية الشقيقة أو في أي دولة أخرى ،، بما يتناسب مع مكانته وأثره في الإعلام السوداني ..

لذا نتوجه بندائنا هذا إلى *الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان*،، القائد العام ورئيس مجلس السيادة ،، الذي نعتقد أنه يدرك قيمة الرموز الوطنية كالجزلي ،، الذين صنعوا مجد السودان بإعلامهم وفكرهم ..

فالدكتور عمر ليس مجرد مريضٍ يحتاج علاجًا ،، بل هو جزءٌ من الذاكرة الجماعية للسودان ،، وتكريمه اليوم هو احتفاءٌ بكل من قدموا للوطن دون انتظارٍ مقابل ..

نثق بأن القيادة الحكيمة ستُسرع بخطوات عملية لرعايته ،، ضمانًا لاستمرار إرثه ،، وردًا للجميل الذي أسداه لأمةٍ بكاملها ..

قد تزول الأجساد ،، لكن إرث الجزلي سيبقى كالنهر الذي يروي الأجيال ..

فليتذكر الوطن أبناءه الذين رفعوا رايته عاليًا ،، وليكن تكريمهم في حياتهم دليلًا على تقديرنا لمسيرتهم ..

ندعو الله أن يمنّ على الدكتور عمر بالشفاء العاجل ،، وأن يعيده إلى أرض الوطن معافى ،، ليرى ثمار جهده في إعلامٍ واعٍ ،، وشعبٍ ممتن ،، ووطنٍ يُخلّد أسماء أبنائه البررة ..

*اللهم اشفه شفاءً لا يغادر سقماً ،، وارزقه العافية حتى يظلّ اسمًا منيرًا في حياتنا..*

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى