مقالات الرأي

اهتمام دولي متزايد بالازمة السودانية.. جعجعة بلا طحين،  والجبل يولد فأراً

5ws-service

.بقلم / السفير الصادق المقلي

انفض سامر مؤتمر لندن دون الارتفاع الي مستوى التطلعات منذ الاعلان عن موعد انعقاد هذا المؤتمر قبل عدة اسابيع.

لم يصدر بيان ختامي للمؤتمر بسبب خلافات عربية عربية. و إنما بيان صدر عن رئاسة المؤتمر المشتركة… بريطانيا. فرنسا، ألمانيا، الإتحاد الافريقي و الإتحاد الأوروبي.. أمنوا فيه على سيادة السودان و وحدة أراضيه و طالبوا أطراف الصراع حماية المدنيين و الامتثال لقوانين حقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني.. و تنفيذ قرارت مجلس الأمن و اهما 2724 و 2736.. و كذلك امنا على أهمية خارطة الطريق من قبل الإتحاد الافريقي و الايقاد.. و مقررات مجلس الامن و السلم الأفريقي و مخرجات اجتماع القاهره لدول الجوار. كما أمنوا على ضرورة الانتقال الديمقراطي و حكومة مدنية شاملة دون إملاءات خارجية.. كما نادوا بوقف فوري و دائم لإطلاق النار.. دون توفير اي آلية تلزم اطراف الحرب بذلك. كما رفضوا التدخلات الأجنبية في الحرب.. و أمنوا على إعطاء الأولوية لحل النزاع من خلال تنسيق المبادرات الدولية و الإقليمية دون أي تفاصيل لهذه المناشدة..و هي عبارة عن كوبي بيست لما سبقه من اجتماعات و مؤتمرات. َلا جديد جدير بالذكرى سوي تعهدات الدول الغربية ب 800 مليون العون الانسانى. َ

نعم هم كثر من كانوا يرون في مؤتمر لندن الفرصة الأخيرة للمجتمع الدولي كي يغادر محطة الاعراب عن القلق و الادانات منذ إندلاع هذه الحرب الي مربع الفعل Departure from words to Deeds. كي لا تصبح هذه الحرب في طي النسيان. لكن يبدو أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن.. فقد خاب الفأل و تبدد الآمل في أن نرى ضوءا في اخر النفق..

نعم كما ذكرت آنفا، من الإيجابيات ان الدول الغربية استشعارا منها بمعاناة المواطنين،، تعهدت بتوفير 800 مليون من العون الانسانى للمتضررين من الحرب و من مخاطر مجاعة تلوح في الافق لنصف سكان السودان،، سارت بها التقارير الأممية..

و لعل ما يدعو للدهشة أن خلافا نشب بين بعض الدول العربية المشاركة في المؤتمر كان وراء فشل المؤتمر في الخروج بمقترح ملموس على غرار مقترح الدول الغربية بإنشاء مجموعة اتصال مختصة بمساعي وقف إطلاق النار.هذا ما كشفت عنه النقاب صحيفة الغارديان البريطانية التي اوضحت (( أن اختلافا بين الإمارات و مصر افشل مسعي لإقامة مجموعة أتصال لحل الصراع في السودان، حيث رفضت دول عربية توقيع بيان مشترك في ختام المؤتمر. الامر الذي مثل انتكاسة دبلوماسية كبيره للجهود الرامية الي انهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في السودان.

اليس في الأمر عجب.؛!!؟؟ أن تجمع الدول الغربية على ضرورة اسكات صوت البنادق في السودان بينما تعمل بعض الدول العربية على اجهاض مسعي في هذا الاتجاه!!!!؟

هناك استشعار ملحوظ لدي دول المعسكر الغربي و المنظمات الدولية و الإقليمية باسوا كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين.. كما وصفوا الوضع في السودان.. و لكننا نرى ضجيجا و لا نرى طحينا منذ بداية هذه الحرب التي كادت أن تصبح حربا منسية، و دون أن إجراءات ملموسة للمساهمة في وضع حد لاستمراها…

ففي نفس اليوم الذي اختتم فيه مؤتمر لندن. صدر بيان عن مجموعة السبعة دعت فيه

إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان و حثت الجيش في السودان وقوات الدعم السريع على الانخراط بشكل هادف في مفاوضات جادة وبناءة..))

من جانبه الامين العام للامم المتحدة صرح بأن

(( السودان ما زال يعاني من أزمة مُريعة يدفع المدنيون ثمنها الباهظ بعد عامين من الحرب*

نحو 12 مليون شخص فروا من ديارهم بالسودان في أكبر أزمة نزوح في العالم بينهم 3.8 مليون عبروا لدول الجوار*

25 مليون سوداني “نصف السكان” يعانون من جوع حاد وتم رصد حدوث مجاعة في 5 مواقع على الأقل.

من المتوقع أن تنتشر المجاعة على نطاق أوسع في السودان.

السبيل الوحيد لضمان حماية المدنيين هو إنهاء هذا “الصراع العبثي” في السودان. يجب ألا ينسى العالم شعب السودان ولابد من إنهاء هذه “الحرب الوحشية”

* ليست هذه هي المرة الأولى التي يدق فيها الأمين العام للامم المتحدة ناقوس الخطر عما يحدث في السودان.. و لعل كل المنظمات الدولية ذات الاختصاص كمنظمة الصحة العالمية… اليونسيف.. برنامج الغذاء العالمي. منظمة الهجرة الدولية و غيرها من المنظمات الحقوقية الحكومية و غير الحكومية ظلت تعزف على وتيرة هذه الأزمة الإنسانية منذ إندلاع هذه الحرب…و التي أجرت احصاءات مخيفة عن هذه الكارثه الإنسانية دون اتخاذ اي إجراءات ملموسة تساهم في درئها.

* و لعل مؤتمر لندن قد انفض سامره مع الاكتفاء بتشخيص الداء دون تقديم وصفة ناجعة للدواء..

* و لكن رغم ذلك ينعقد الأمل في ان يواصل المجتمع الدولي و الإقليمي مساعيه الحميدة كي لا تصبح الحرب في السودان حربا منسية و تنعكس آثارها سلبا على الامن القومي السوداني و تفكك نسيجه الاجتماعي و تنداح تداعياته على السلم و الامن الدولي. كما يظل الأمل معقودا في ان يحكم فرقاء الأزمة العقل في سبيل وضع حد لهذه الأزمة الوجودية التي تهدد بيضة الوطن و تفاقم من معاناة مواطن ظل يسدد فاتورتها على مدار الساعة لعامين كاملين.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى