(كل نفس ذائقة وإنما
توفون أجوركم يوم القيامة
فمنزحزح عن النار وأدخل
الجنة فقد فاز وما الحياة
الدنيا إلا متاع الغرور.)
★في يوم الإثنين ليلة السابع عشر من رمضان للعام [١٤٤٦هـ] الموافق – السابع عشر من مارس سنة [٢٠٢٥م] وفي بداية دخول هذه الليلة توقف قلب من كان يسعنا قلبه ويضمنا فؤاده وتظللنا روحه الطاهرة الطيبة بحب وعطف
ورشد ورعاية تامة
{الوالد؛ محمد عبدالله بندق}
عن عمر ناهز بضع وتسعون عاماً.
★وكانت قد سبقتك إلى الله عز وجل في ذات الأيام الطيبات في ليلة الخامس والعشرون من رمضان في عام [ ١٤٣٦هـ] قبل عشر أعوام من الآن {والدتي العزيزة:
(التومة محمد ودحاج}.
جمعنا الله بكما في الفردوس الاعلى جوار حبيبنا المصطفى
عليه الصلاة والسلام……
★توقف قلب أبي وانتقل إلى الرفيق الأعلى راضياً مرضياً بإذن الله تعالى … ف أيام مباركات وليلة شهدت معركة الفرقان “بدر الكبرى” وتلك نحسبها بشريات حسن خاتمه ومما نستبشر به ونتقوى به انه في فجر يوم الرحيل … وقد أكرمني الله وإخواني بملازمته في المستشفى وبعد عودتي من
صلاة الفجر من المسجد … طلب مني رحمة الله عليه أن أقرأ عليه سورة البقرة … سبحان الله طوال وجودنا في المنزل وبعد أن تم حجزه بالمستشفى كنا نتدارس سورتي البقرة وآل عمران ونقرؤها سوياً أحيانا ثلاثة مرات في اليوم وحينما كنا نقرأ كان له حضور قوي و إنصات وكان كثيراً ما يصحح قراءتي إذا لحنت.
ومما نظن أنه بشرى حسن خاتمه أنه كان كثير الذكر في مرضه وكان يذكر الموت كثيراً ويستغفر ويلهج لسانه بالحمد والشكر والثناء لله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
#كان أبي….
رحمة الله عليه ؛ عالي الهمة ضارباً في الأرض سعياً وراء الأرزاق وقافاً عند حدود الله له مفرزة حساسة في مسألة الحلال والحرام
والشبهات.
#كان_أبي..
صاحب رؤية ثاقبة ورأي سديد وكان محور افكاره . يرتكز على أن وجودنا كمسلمين لا فائدة منه إن لم نسعى جهاداً في سبيل الله لتطبيق شرعه.
#كان_أبي..
محباً لخدمة الناس والإنسانية حيث أنه عمل مساعداً طبيباً قرابة الأربعين عاماً. تنقل عبرها في معظم أرجاء السودان. شرقه من طوكر إلى أدوان “خور بركة” إلى محمد قول وجبيت المعادن.
وفى الشمالية من (برتي) في المناصير إلى أرقي شرق الدبة مروراً بكل تلك القرى .
وولاية الخرطوم شرق النيل قرى الشريق والباقير وحطاب وأم ضواً بان.
#كان_أبي..
تربالاً متصالحاً مع الأرض يعظم الإنتاج والإنتاجية وكان صاحب إختراعاتٍ تقلل تكلفة الإنتاج ، وقد قام بصناعة ساقية فاقت كفاءتها السواقي التقليدية من متحرك سيارة “دفرنش” تمكن عبرها من زراعة أرضنا “ساقيتنا” حينما عز الوقود ولم يكن للكهرباء وجود .
#كان_أبي..
معظماً لشعائر الله باراً بوالديه طيب النفس مع الكل صغيرهم وكبيرهم ، وصالاً للرحم حاثاً لنا على وصله.
#كان_أبي..
معتدا بتاريخ أجداده وخاصة في مجال إنجازهم لأعمالهم الزراعية على وجه الخصوص، وكانو بالنسبة له منارات هدى يضرب بهم الأمثال ويقتفي آثارهم.
#كان_أبي..
حريصاً على أن نكون مثالاً للتجرد والتفاني في خدمة أهلنا والسعي بالجد والإجتهاد كل في مجاله.
#كان_أبي..
يبغض الكسل وضعف الهمه وإنعدام الرؤية والتفريط في
شعائر الله .
★ألا رحمك الله يامن كنت ركننا الركين وملاذنا الآمن بقد ما أعطيت وبذلت من جهد في هذه الحياة الفانية أجزل الله لك العطاء وأعطاك حتى ترضى ورضي عنك رضاءاً لاسخط بعده أبداً.
★فيا {والدتي الحاجة علوية} أسأل الله أن يثيبك خيراً ونشهد أنك قد كنت له سكناً وكانت بينكم المودة والرحمة وقد نلتِ بره ورضاه ، أطال الله عمرك ومتعك بصحة وعافية.
★ويا {إخوانى؛ مرتضى وأسامة وعبدالله وعبدالمنعم} أجزل الله لكم العطاء وألف بين قلوبنا ورزقنا بره حياً وميتاً والسير على نهجه غير مبدلين ولامقصرين.
★ويا {أخواتي؛ إبتسام وإشراقة ورقية ورانيا} أفرغ الله علينا وعليكن صبراً جميلاً وربط على قلوبكن وأعانني الله وإخواني على بره فيكن فأنا أعلم كم كان بكن حفي وعليكن مشفق وحريص.
★ويا أهلنا أجمعين _ البنادقة والحرزاوين.. والوراريق ..وآل الجاز وأسباطه وأصهاره وأحفاده وأهل مروي كافة وزملاؤه وأحبابه ومعارفه في كافة أرجاء السودان وخارجه_ لكم منا خالص العزاء ولنا من الله أجمعين صبراً جميلاً ندخل به في زمرة المبشرين الصابرين المحتسبين.ولانقول لكم إلا جزاكم الله عنا خير الجزاء فقد خففتم
علينا وواسيتمونا في مصابنا الجلل
★نسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى وعند حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وأن يديم علينا نعمة البر حتى نلقاه وأن يعيننا على تحمل التركة العظيمة التي خلفها لنا إستمراراً في أعمال الخير و وصلاً لأهل وده وإعانتاً لألنا وسيراً على نهجه الذي كان يحضنا عليه جهاداً في سبيل الله لتمكين شرعه.
★(طبت حياً وميتاً يا والدي الحبيب ولا نقول إلا ما يرضي
الله إنا لله وإنا إليه راجعون).
★إبنك الملكوم:
{علي بندق}.