لاتزال عاصمة ولاية جنوب دارفور نيالا تعيش توترا امنيا مرعبا وحالة من التأهب الأقصى على خلفية أحداث الامس وسط توقعات بتجدد الاشتباكات بين المسيرية والبني هلبة بالدعم السريع
ولقي (12) شخصا من عناصر قوات الدعم السريع المتمردة بينهم ضابط كبير برتبة لواء ، لقوا مصرعهم امس واصيب آخرون وذلك إثر اندلاع اشتباكات دموية دامية بين عناصر القوات المتمردة من قبيلتي المسيرية والبني هلبة، في عاصمة ولاية دارفور نيالا.
وذكر موقع “دارفور الآن” ان الاشتبكات بين المسيرية والبني هلبة في الدعم السريع اسفرت عن مقتل (12) شخصاً بينهم ضابط برتبة لواء، وهو اللواء المتمرد احمد بركة الله إضافة إلى العشرات من وتعود اسباب الإشتباكات إلى ان لجنة شكلتها الميليشيا لمكافحة الظواهر السالبة، ومواجهة التفلتات الأمنية المتزايدة في نيالا، قامت إيقاف مجموعة مسلحة من الدعم السريع كانت تتجول داخل السوق الشعبي بأسلحة ثقيلة، في مخالفة لقرارات سابقة .
وكانت المجموعة التي اوقفتها اللجنة تنتمي إلى قبيلة المسيرية، بينما ينتمي أغلب أفراد اللجنة إلى قبيلة البني هلبة، مما فجّر توتراً حادا بين الطرفين.
وبحسب شهود عيان تطوّر الموقف سريعاً إلى هجوم مسلح شنته مجموعات من المسيرية على قسم شرطة السوق الشعبي، حيث كان يُحتجز الموقوفون، وأسفر الهجوم عن تصفية المعتقلين داخل القسم في مشهد مروّع، أعقبه اشتباك واسع النطاق امتد إلى الأحياء المحيطة، مما أدى إلى شلل تام في الحركة، وإغلاق الأسواق، وفرار أعداد كبيرة من المواطنين بحثاً عن الأمان.
وتعدالحادثة من أخطر مظاهر الانقسام داخل ميليشيا الدعم السريع المتمردة، في ظل تصاعد الصراعات القبلية وضعف السيطرة المركزية، مما يُنذر بتحول هذه القوة إلى كيانات متصارعة تتبع الولاءات القبلية أكثر من أي قيادة موحدة.
وأعرب عدد من المواطنين في حديثهم لـ”دارفورالآن” عن مخاوف من تدهور الوضع الإنساني في المدينة، خاصة مع استمرار الاشتباكات ونقص الكوادر الطبية والمستلزمات في المستشفيات. كما أصيب عدد من المواطنين بجراح نتيجة لإطلاق النار العشوائي.
ونبّهت مصادر محلية إلى احتمال تمدد الصراع القبلي داخل ولاية جنوب دارفور إذا لم يتم احتواء الموقف بسرعة. وتأتي هذه التطورات في ظل انفلات أمني متزايد في نيالا وغيرها من مدن إقليم دارفور التي تخضع لسيطرة مليشيا الدعم السريع.