أحمد يوسف التاى

بيان الشرطة…في تزوير لكن مافي تزوير

نبض للوطن || أحمد يوسف التاي

بقلم / أحمد يوسف التاي
(1)
في أعقاب ماتناقلته مواقع إخبارية عديدة حول ضبط شبكة تزوير بقيادة ضباط في الشرطة، سارعت رئاسة الشرطة إلى نفي الواقعة وإثباتها في نفس الوقت على طريقة البريطاني (هارولد جان) أستاذ اللغة الإنجليزية الذي كان يدرسنا في المدرسة الثانوية..
كان لهارولد شرح لطيف بالعربي للفعل المضارع البسيط “present simble” وتقريبا للمعني كان يقول بعربي مُكسّر  :(برزنت سمبل زي هسه لكن ما هسه)..
على طريقة هارولد جاء نفي رئاسة الشرطة..  (في تزوير لكن مافي تزوير)..
(2)
جاء في بيان الشرطة:( تداول عدد من الناشطين عبر منصات التواصل الاجتماعي تقارير تشير إلى ضبط شبكة تعمل على تزوير جواز السفر السوداني بإشتراك بعض منسوبي الادارة العامة للجوازات وتود رئاسة قوات الشرطة توضيح الحقائق الاتية:-
ما تم تداوله منافٍ للحقيقة ولا يمت لها بصلة حيث أن جواز السفر الإلكتروني السوداني غير قابل للتزوير بفضل المميزات التأمينية العالية والنظام التقني المحكم الذي أكسبه سمعة إقليمية كبيرة يتقدم بها على كثير من الدول وكذلك في أنظمة التأشيرات والأجانب وحركة السفر وكافة النظم التي تمتلكها الإدارة.
(3)
واورد البيان في الفقرة الثانية منه: تمكنت قوات الشرطة بمعاونة الأجهزة الأمنية ومن خلال الرصد والمتابعة من توقيف شبكة تعمل على تزوير إجراءات الأجانب وتم إتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة تجاه المتورطين وفتح بلاغات جنائية بإسم الإدارة العامة للجوازات وتسليمهم للنيابة لإستكمال التحريات..
كل من يمتلك دليلاً على اي واقعة تزوير لجواز السفر الالكتروني عليه التوجه الى أقرب نيابة بالاختصاص
تؤكد رئاسة قوات الشرطة أنها لا تتهاون في تطبيق القانون وإتخاذ الاجراءات المنصوص عليها ضد كل من يثبت تورطه في إرتكاب اي جريمة من الجرائم سواءً من المنتسبين لقوات الشرطة أو من خارجها..!!.
(4)
الملاحظة الأولى في البيان أن الشرطة اختزلت كل ماورد بالخبر في عملية صعوبة تزوير الجواز الإلكتروني وبدت متحمسة لنفي الواقعة من الأساس من خلال التركيز على صعوبة تزوير الجواز الإلكتروني كما ورد في الفقرة الأولى من البيان..
والملاحظة الثانية ان الفقرة الثانية من البيان أثبتت واقعة التزوير من خلال العبارة :(تم توقيف شبكة تعمل على تزوير إجراءات الأجانب ..الخ)..
_طيب ماهي دي المشكلة ذاتها _وهي مشكلة تردد الحديث عنها كثيراً منذ عهد نظام البشير، وفي عهد حكومة الثورة وتردد حديث عن بيع الجواز السوداني لبعض الأجانب عن طريق تزوير الإجراءات، ثم جاء الحديث عن تزوير الإجراءات نفسه لاستخراج جوازات لآلاف الأجانب الذين انخرطوا في قوات حميدتي التي خرجت فيما بعد عن سلطان الدولة وحاربت الجيش السوداني وأهانت ونهبت وقتلت وشردت ونكلت بالمواطنين..
(5)
القضية يا سيدتي الشرطة في تزوير إجراءات حصول  الأجانب على الجواز السوداني لتسهيل حصولهم  عليه بعد الدفع كما يتردد ، وليست عقدة الخبر في صعوبة او استحالت تزوير الجواز الإلكتروني…واعتقد ان الخبر يشير الى ذلك ايضاً بوضوح كما فهمنا..وهذا ما اثبتته الشرطة في بيانها ايضاً، إذن علاما النفي والتأكيد بأن الخبر مجاف للحقيقة لايمتها بصلة..والواقع ان البيان اثبت ان الخبر يمت الحقيقة بصلة بشكل او آخر.
(6)
واخيرا اقول عندما يُتهم ضباط في الشرطة بقيادة شبكة تزوير الأمر أصبح خطير جداً والاتهام عظيم وقد خرج الحديث من دائرة الهمس إلى وقائع تناولتها مواقع الأخبار ، خاصة وان مصدر الخبر ليس ناشطين ولامواقع التواصل وحسب بل إعلامية محترفة ومسؤولة ومواقع إخبارية مشهود لبعضها بالمصداقية والدقة في النقل…
نرجو ونأمل أن تعطي الشرطة هذا الأمر الخطير حقة والتعامل معه بجدية بدلاً من التقليل من شأنه والابتعاد عن المنطق التبريري الذي يعطي انطباعا بان الشرطة لاتتحمس لمواجهة منسوبيها، وتعطي إشارات براءة قبل البدء في التحقيق …اللهم هذا قسمي فيما املك ..

نبضة اخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب ان يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى