
بقلم: طلال العجب
رئيس مجلس إدارة مجموعة مؤسسات بوينت سودان
في هذه السانحة، أختتم مقالي عن تجربتي مع تاركو – هذا الاسم الذي لم يعد مجرد شركة نقل، بل تحول إلى رمز سوداني يُشرّف في كل مكان، وحالة فريدة من التميّز والولاء والرؤية المستقبلية.
في مقالاتي السابقة، تناولت جانبًا من البدايات، واليوم أتحدث عن نقطتين أساسيتين:
🔹 رأس المال البشري في تاركو
🔹 وعلاقة تاركو بموقع Rahalpoint – أول موقع متخصص عن السياحة في السودان
أولًا: رأس المال البشري… الثروة الحقيقية
من أجمل ما لفت نظري خلال كل زياراتي وتعاملاتي مع تاركو، هو الكنز البشري الذي تمتلكه الشركة. لم يكن الأمر مجاملة أو انطباعًا لحظيًا، بل حقيقة تتجلى في كل موظف التقيت به.
من الاستاذ، ومجاهد، وعلي، ومرورًا بالشاب الخلوق المتفاني منذر، الذي لطالما دعمنا عبر قسم العمليات وخدمة العملاء. دائمًا حاضر، يردّ بسرعة، يتابع التفاصيل، ويبذل كل ما يستطيع لخدمة عملاء الرحّال بوينت، بكل حب وتفانٍ.
ثم تأتي الزيارة الاستثنائية إلى مقر تاركو البحرية بجدة، حيث تبدأ الحكاية من لحظة الوصول. مبنى شامخ، استقبال يليق بصرح وطني، وسلالم أنيقة تقودك إلى الطابق العلوي حيث يبدأ الإبهار الحقيقي.
كان أول من استقبلنا هو الأستاذ محمد عبدالله – مشرف نافذة البيع، ثم توجهنا إلى القسم التجاري، وهناك التقيت بالأستاذ خالد أحمد فضل الله – مدير شؤون الوكلاء وتنفيذي المبيعات، الذي فاجأني فعلاً بحضوره ولباقته وسرعة استجابته.
وفي أثناء حديثي مع الأستاذ خالد أحمد فضل الله، كنت أعبّر له عن إعجابي بالمكان وأنا مأخوذ بالدهشة، فأخذ يُحدّثني بثقة عن خطط المؤسسة وتطورها، وأجاب عن كل استفساراتي. بل الأكثر من ذلك، خلال أقل من 3 دقائق فقط، قام بحل مشكلة كانت تواجه فريق الرحّال بوينت وأرسل الرد مباشرة عبر البريد الإلكتروني!
أضاف خالد إلى تجربتي شيئًا مميزًا، حيث عرّفني على إدارة الشحن بقيادة الأستاذ عبدالحليم، والذي لا يسعني إلا أن أقول: شهادتي فيه مجروحة، رجل يمتاز برؤية عميقة، والتزام نادر، وفكر تنظيمي عالٍ، ترك في نفسي أثرًا كبيرًا خلال هذه الزيارة.
قلت في نفسي: هنيئًا لتاركو بهذا الكادر، الشاب في عمره، العميق في وعيه، الواثق في أدائه… مما يعني أن تاركو شركة ما زالت في ريعان الشباب.
ثم استأذن خالد لدقائق ودخل على المدير التجاري، وسرعان ما عاد وطلب مني مقابلته. جلست معه في لقاء تملؤه الحكمة والرؤية، رجل شاب، واعٍ، يعرف ما يريد ويقود مؤسسة وطنية بثقة وخطة واضحة.
حينها، شعرت أن تاركو لا تتطور عبثًا، بل يقودها من يعرف الاتجاه ويملك أدوات النجاح.
وفي لحظة حماس واعتزاز، رفعت هاتفي واتصلت مباشرة بالأستاذ عثمان الإمام – أحد أعمدة قطاع السياحة في السودان – واتفقت معه على لقاءات عمل مرتقبة بإذن الله.
وخلال زيارتي بجدة أيضًا، سعدت بلقاء مختصر مع الأستاذ سعد من قسم الشحن، والذي عكس صورة مشرقة لتاركو في هذا المجال المهم.
ثانيًا: تاركو وRahalpoint… رؤية مشتركة
في عام 2019، أطلقنا عبر مجموعة بوينت سودان أول موقع إلكتروني متخصص في السياحة السودانية، تحت مظلة Rahalpoint.
يقوده الأستاذ العزيز، صاحب المقولة الشهيرة التي أؤمن بها:
“ضع نفسك دائمًا في الموضع الذي تحب أن يراك الله فيه… وثق أنه يراك في كل حين.”
وحينها، تلقينا عرضًا من تاركو لتكون راعيًا رسميًا لهذا المشروع الوطني، ووافقنا مباشرة، وكان من المقرر أن نلتقي في مكة مع المهندس سعد لمناقشة التفاصيل.
وهنا أقول: شكرًا باشمهندس سعد، رغم أننا لم نلتقِ بعد، إلا أني ممتن لهذه الثقة والدعم.
ختامًا…
تاركو علمتنا درسًا لا يُنسى: أن تكون دائمًا مع الناس، في صف الوطن، وأن تؤمن بأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان، ويُبنى على الثقة والرؤية الواضحة.
شهادتي في تاركو مجروحة،
لكن من يرى ما رأيت، ويعيش ما عشته، سيعلم أن تاركو ليست مجرد شركة نقل… بل قصة وطن يُكتب من جديد.