مقالات الرأي

تاريخ واماكن- أم ضهير”طيبة” (الحلقة2)

5Ws-service

بقلم/الطيب الصاوي الطيب ابوعمر الجبلابي

“محامي- مؤرخ وباحث في التراث الشعبي”

 

المكان قرية ام ضهير طيبة ريفي الدندر تقع في الضفة الشرقية لنهر الدندر يحدها من الغرب نهر الدندر وصنوتها قرية ابوهشيم ومن الجنوب الشرقي قرية التكمبري ومن الشرق ام دهب وملولحة والعريجا وحواته وقرى الرهد ومن الشمال قرية ابراو والمواجدة( الماء واجده ) وهي قرية القواسمة وكذلك جبور وقردية( ام ضهير عاروض ) شيخ القرية جدنا محمد عبد الله جارسيفو عليه رحمة الله من قبيلة كنانة القبائل التي تسكن القرية أكبرها قبيلة الكواهلة الاساودة ثم قبيلة الجعلين ثم الغلاتيين والحلاوين واهلنا ود ام برور والفونج مجتمع القرية مجتمع متكاتف متعاون منسجم لا يعرفون القبلية والعنصرية المعالم البارزة في القرية مشرع الكواهلة هذا المشرع يقع قصاد سكن أهلنا الكواهلة في القرية وهو مشرع للوردة( يا الجاهلة يا الواردة عيني عليك باردة يا الفقراء ردولي رويحتي الهناك شاردة ) ومشرع الجعلين ويقع قصاد سكن أهلنا الجعليين بالقرية وكانت تحف نهر الدندر أشجار السدر والسنط والمهوقني واللبنج وكانت عبارة عن مناطق سياحية و نهر الدندر يشق هذا الأشجار الكثيفة كشريط موشى بالزهور والصفصاف كجيد حسناء موشى بالقصيص والشف والزمرد والخضرة على الضفاف وأصوات العصافير وقوقاي القماري وشاشاي الحدات والواردين( طال علي الشوق انا لي ناسي قوق قماري الشوق غير احساسي يا قماري الشوق نوحي ما تقوقي صبي جمر البين والفراق فوقي ) وكذلك السوام رتوع علي ضفاف النهر منظر جميل وخلاب عندما تجتمع الخضرة والماء والوجه الحسن يذهب الحزن وكان ذلك قبل أن تمتد اليد التي لا تعرف جمال الطبيعة وسحرها فابادة الأشجار إبادة تامة وأصبح نهر الدندر كجيد حسناء فقدت عقدها الجميل ومن المعالم شجرة ود عاروض جبل اللقمة وينسب هذا الموقع للشيخ العارف بالله ود عاروض جبل اللقمة ( الان هو مقبرة القرية)وبها شجرة سدر كبيرة ما زالت واقفة لوحدها ما حماها من القطع الا أساطير الاولين لأنها تنسب للشيخ ود عاروض جبل اللقمة وتأخذ سدرة اسم ود عاروض جبل اللقمة ومن المعالم البارزة بالقرية( عالي ام ايد ) هذا الموقع يقع إلى الشمال الغربي من القرية وهو عبارة عن تله عالية او ربوة عالية ( ولقد مررت على الرياض بربوة غناء كنت حيالها القاك ضحكت الي وجوهها وعيونها ووجدت في أنفاسها رياك ) عالي ام ايد به آثار تدل على ان هنالك كانت قرية قديمة قامت على انقاضها قرية ام ضهير طيبة في موقعها الحالي عندما تهطل الأمطار وتجرف التربة كنا ونحن أطفال نرعى الاغنام نجد الخرز والسكسك والقصيص والودع والاواني الفخارية وبعض قطع النقود النحاسية وكان يطلق عليها ( الدمجة ) وفي بعض الأوقات يوجد الركاب وهو من النحاس يضع عليه الفارس رجليه وهو على ظهر الحصان وكذلك توجد حدوة الحصان من النحاس أيضا ومن الآثار التاريخة في قرية ام ضهير طيبة منطقة ود العجب وكانت تعرف بغابة ود العجب وهذه المنطقة تقع على الجنوب الغربي من القرية وايضا توجد بها نفس الاثارة التي أشرنا لوجودها في عالي ام ايد وقد وجدت فيه بعض قطع الذهب والان يسكنها أهلنا من ام برور ويقال ان الناظر بشير محمد عليه رحمة الله كان يسكن قرية ام ضهير طيبة قبل أن يرحل إلى قرية ابوهشيم وكان معه جدنا ابراهيم ود عبد الله عليه رحمة الله وعبد الله ود الفكي عليه رحمة الله وكما ان هنالك شجرة كانت يطلق عليها شجرة أحمد فضيل ويقال ان هذه الشجرة استظل تحتها قائد حملة الأنصار أحمد فضيل واتجه غربا نحو ابو هشيم وهذا ما يفسر وجود أهلنا من غرب السودان حيث طاب لهم المقام ببعض القرى الدندر مثل الفريش والمرفع وعبد البنات وكامراب وحلة بله وود باشوش ومع هذا السرد يرجح ان قرية ام ضهير طيبة من أقدم قرى منطقة الدندر ولكن من المرجح تاريخيا ان قرية دبركي هي اقدم قرى الدندر يقال ان ال ابوجن كانوا في منطقة دبركي وجد ال العجب علي ود طه يقال انه كان يسكن دبركي وهذا تاريخ بعيد لانه يرجع الي ايام الجولات التي يطلق عليها أهلنا( الجاهدية ) ويرجح ذلك ما ينسب إلى ود ابوجن من قول ينم عن الفراسة والاقدام (ادوني سيفي ودرقتي وانا اخو بنات دبركي وانا البنقز فوق فرتي ) وهذه المقولة كثيرا ما يرددها عمنا الدكتور منصور يوسف العجب متعه الله بالصحة والعافية وكذلك سنحت لي الفرصة وجلست مع رجل تاريخ جدنا أحمد عووضة عيسى محمد اسماعيل عليه رحمة الله الرجل كان علامة في الأنساب وكتاب مفتوح للأسف لم ندون منه الكثير وهو من قرية حلة سعيد شرق سنجة وذكر لي ايام الجولات اى الجاهدية وكان جدهم محمد إسماعيل يسكن قرية دبركي ودفن في قرية دبركي ومنها رحلوا إلى قرية ود الجزولي غرب النيل الأزرق الي الشمال من مدينة سنجة وبعدها رحلوا إلى قرية حلة سعيد إلى الشرق من النيل الأزرق وذكر لي الكثير عن ود ابوجن وعن تاريخ دبركي وعلاقة ال العجب بالسلطنة الزرقاء وملوك الفونج هذا التاريخ الحافل يرجح ان قرية دبركي قد تكون الأقدم ان منطقة الدندر غنية بالتراث والتاريخ الضارب في القدم ولكن عدم الكتابة والتدوين في ذلك الوقت أضاع إرث تاريخي عظيم ولكن يجب أن يلتفت جيل اليوم إلى كتابة تاريخ المنطقة الحديث ليتوارثه الاجيال وهنالك كتيب في انتظار الطباعة ( ام ضهير طيبة الماضي والحاضر والمستقبل ) وسدرت ود عاروض جبل اللقمة صورة الغلاف والى ان القاكم في معلم تاريخي اخر اذا كان في العمر بقية اترككم في رعاية الله وحفظه.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى