مقالات الرأي

تشكيل أي حكومة في ظل الحرب مضيعة للوقت

5Ws--service

بقلم/ السفير الصادق المقلي

(دبلوماسي سوداني – كاتب- سفير لعدد من الدول آخرها كندا)

لقد كثر هذه الأيام التداول و الحديث ، بل و  التنافر حول اقتسام كيكة السلطة قبل أن تضع هذه الحرب العبثية اوزارها و تخرج هذه البلاد من عنق الزجاحة و استتباب الأمن و الاستقرار.

لا أريد الخوض في جدل دستوري حول صلاحية رئيس مجلس السيادة فيما يتعلق بتعيين القيادات  السيادية ، فهناك سياسيون و مشرعون قتلوه بحثا.. و على رأسهم الاستاذ نبيل اديب..

فطالما قاعدة الأمر الواقع هي  السائدة في المشهد السياسى منذ أكتوبر 2021 ،َ  فالتعديلات الدستورية هي  نصا و روحا “كوبي بيست” من دستور 2005 الانتقالي الذي أملته ظروف اتفاقية نيفاشا و التي تكرس السلطة لدي رأس الدولة و هذا لا شك من بنات افكار الكتلة الديمقراطية. و هي ترقى إلى إلى الغاء الوثيقه الدستورية نفسها. َ

فلنتجاوز هذا الجدل فهو لا يسمن و لا يغني من جوع َ.

لكن يمكن القول إن  تشكيل حكومة قبل  أن تضع الحرب اوزارها  يعني المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني و معاناة المواطنين و دمار البنية التحتية..

لعلها  حقيقة لا يتناطح فيها عنزان، فأي حكومة أثناء الحرب سوف تولد ميتة.

لثلاثة  اسباب هامة :

اولا كيف تتصور عمل هذه الحكومة دون إسكات الرصاص و الدانات على رؤوس المواطنين..

ثانيا: most importantly سوف لن تجد مثل هذه حكومة و التي يكثر الحديث عنها حاليا اي اعتراف من المجتمع الدولي و الإقليمي الذي نقل رؤيته لحل الأزمة في السودان و رهنها في ثلاث محاور او مهام في رسالته الترحيبية بتعيين د كامل أدريس الذي لا يقدح احد في إمكاناته..

قبل تشكيل اي حكومة لابد من : 1- إسكات صوت البنادق اي وقف إطلاق النار و تحقيق السلام .

2-  إجراء مشاورات شاملة. Inclusive consultations,لا تقصي احدا.

3 – تشكيل حكومة بتوافق سياسي عريض ، اي توافق بين كافة القناعات السياسية.. هذا هو المخرج من هذه الأزمة كما يراه المجمتع الدولي و الإقليمي في رسالتين لدكتور كامل إدريس عند تعيينه.

و لعل اهم من ذلك،

و يحق للمرء ان يتساءل: كيف تعمل هكذا حكومة و الحرب لم تضع اوزارها في ظل عزلة دولية و إقليمية و تعليق العضوية السودان الاتحاد الإفريقي و َتعليق للتعاون مع شركاء التنمية و كافة المؤسسات  المالية الدولية متعددة الأطراف بما فيها بنَك التنمية الأفريقي.. و تعليق مسار أعفاء الديون منذ انقلاب اكتوبر 2021..!!! من سوف يعيد ملايين اللاجئين الي ديارهم و إعادة اعمار ما دمرته الحرب بمنأي عن العون الدولي!!

و َأهم من ذلك كله كيف تسير هكذا حكومة دولاب العمل في دولة منقسمة جغرافيا و ديمغرافيا في دولة نازحة مؤسساتها عن عاصمة أصبحت مدينة أشباح و حيث ذكرت تقارير دولية انها لم تعد قابلة للحياة.. في دولة لم يعد فيها مكان آمن في ظل النقلة النوعيه في أدوات الحرب باستخدام مسيرات لم توفر لا العاصمة رغم انها حررت و خلت تمامًا من وجود الدعم السريع.. الذي خرج منها ( بحلة خوجلي و عاد إليها من حلة حمد!) و لم يوفر اي ولاية حتى تلك التي ظلت آمنة لأكثر من عامين من القتال ؟! ؟.و حيث جعلها  القصف بواسطة المسيرات تعيش في ظلام دامس قضي على الزرع و الضرع خاصةً في نهر النيل و الشمالية و كسلا. ؟ كيف ستعمل هذه الكبينة الوزارية  في ولايات لم تتحرر بعد من الدعم السريع؟ ؟

اعتقد كل من يريد خيرا لهذا الوطن ان بفكر خارج الصندوق و ان لا يقدم مصالحه الحزبية الضيقة على مصلحة الوطن و المواطن

اي تفكير حول تشكيل حكومة او انتقال قبل نهاية الحرب هذا هو ضياع للوقت و للوطن بامتياز.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى