يوم الجمعة الموافق العاشر من أكتوبر تم إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام تلك الجائزة التي انطلقت منذ العام ١٨٩٥م.
جاء إعلانها اليوم وسط المنابر العدلية التي طمست، وتلطخت بكل فساد.
تلطخت هذه المنابر يفساد ليس من نوع فساد الأفراد.
تلطخت بفساد ليس من نوع فساد العصابات.
تلطخت بفساد ليس من نوع فساد التحالفات الدولية.
بل ظهر الفساد في هذه المنابر كأسوأ فساد متمثلا في فساد أنظمة الحكم.
أنظمة الحكم التي حولت الجريمة إلى ذكاء سياسي.
حولت الفساد إلى نظام يحمي الحكم..
فصار المجرم هو السياسي المحنك.
وصار الوطني هو العميل.
صار الوطني هو من لا يفهم ولا يفقه علم السياسة.
وسط هذا الفساد أعلنت اليوم جائزة نوبل للسلام الفائز بجائزتها لعام ٢٠٢٥ وهي المناضلة الفنزولية( ماريا كورينا ما تشادو) وذلك تقديرا لشجاعتها المدنية، وجهودها المستمرة في مقاومة الاستبداد والدفاع عن الديمقراطية في دولة فنزويلا.
إن معنى جائزة نوبل لا يرتبط بالفائز بقدر ما يرتبط بهدف وقيمة الجائزة.
فليكن هذا التقدير خاطئا، ولتكن المعارضة الفنزولية الفائزة ليست كما وصفت.
فهذا ليس المغزى المستفاد من الجائزة.
وإنما المغزى المستفاد هو أن هذه الجائزة وضعت معايير للفوز بجائزتها، والتي تبلغ اثني عشر مليون دولار تقديرا لقيم كدنا نعتقد بأنها انقرضت في عالم يعج بالمصالح وحب الذات لدرجة المرض.
شكرا جائزة نوبل للسلام ليس لأنك أثبت بأن قيم العدل والسلام ما زالت موجودة فقط بل الأهم من ذلك هو أنك ظهرت لنا وسط قوى وصراعات لا يحركها سوى رغبتها للاحتواذ على كل شيء.
لا يحركها سوى أن تقضي على الآخر.
هذا الآخر الذي ترى فيه ضياع الحكم عنها.
هذا الآخر الذي ترى فيه مشاركته لها في أي نفوذ أو سلطة أو ثروة.
فهو عدوها اللدود.
وسخرت هذه الأنظمة الباطشة لأجل ذلك الحكم والثروة والإعلام، وداست على كل صوت ينادي بالعدل أو تطبيق القانون.
بل سخرت حتى الدين من أجل أن تشبع رغباتها الفاسدة.
جاءت جائزة نوبل اليوم؛ لتكشف أن هناك ثمة نور هناك، وإن كان بعيدا عنا نوعا ما لكن على كل حال فهو موجود.
لتكشف أن قيم الحق والخير والجمال لم تزل حية، ولم تنقرض بعد.
إن قيمة جائزة نوبل للسلام التي استحقتها عن جدارة المعارضة الفونزولية، وبالمناسبة جاء في تقرير الجائزة أن من ضمن المرشحين للجائزة نماذج سودانية، وأخرى فلسطينية.
فلله در هذه الجائزة التي منحت اليوم أملا لكل يائس بأن الحق لن يمت بعد.
بأن من نجح في إقامة فض الاعتصام بالقيادة العامة، ونكر أي ارتباط به مستغلا سيطرته على السلطة والجيش.
واضعا لجنة قانونية شكلية للتقصي في جريمته.
ماكانت هذه اللجنة سوى ذر الرماد في العيون.
وسط كل هذه الظلمة ظهرت اليوم جائزة نوبل للسلام؛ لتعلن إن كان للباطل رواد، فللحق كذلك رواد.
إن كان للباطل جنود، فللحق كذلك جنود.
فمبارك الفوز لكل مناضل سخر حياته للدفاع عن قهر وظلم الشعوب في شخص الفنزولية ( ماريا كورينا ما تشادو).
وخسئ بإعلان هذه الجائزة كل ظالم وقاهر ومستبد.
منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.