بقلم /نصرالدين السقاري
1
رائعة الفنان الشعبي المتكامل الفخيم النور الجيلاني (جانا العيد وانت بعيد أبيت متعود تبارك العيد) اغنية راقية راقصة شجية ترددها وترددها معنا إذاعة امدرمان خلال أيام العيد ونتمايل مع ايقاعها ، وموسيقاها الشعبية الصاخبة وكورالها المتناغم وكأنهم صوت رجل واحد،،
2
تحكي هذه الأغنية عن لوعة الاغتراب والبعد عن الأحبة وفراق عزيز الأسرة التي حالت ظروفه بمباركة العيد مع أهله ووسط احبابه، وكأنها تحكي وتسرد بكلماتها، حالنا نحن الذين فرقتنا تلكم الحرب اللعينة، التي فرضت علينا البعد عن الاهل ولمة الاحباب، فمنا من ترك داره مرغما، ومنا من أقفلت في وجهه أسباب البقاء بين أهله وعشيرته فهاجر البلاد برمتها، بعد أن ضاق به الحال، فأصبح مكتوف الأيدي لا حول له ولا قوة بعد أن فقد كل ما يملك،،
3
والحق يقال آثار وتداعيات هذه الحرب تحتاج لأعوام واعوام حتى يعود الحال لما كان عليه قبل الحرب لذلك هجر الكثيرون ديارهم بحثا عن لقمة العيش التي صار الحصول عليها في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من حرب قد قضت على الأخضر واليابس، من الصعوبة بمكان أن لم تكن مستحيلة،،
4
انا أحد الذين خاطبتهم الأغنية الجميلة وكأنها تتحدث عني ففي عيد الأضحى الفائت كان النزوح القسري وهجر الديار عبر ولاية سنار إلى القصارف ثم إلى كسلا حتى استقر بي المقام بولاية نهر النيل (شندي) دار جعل والذين أحسنوا وفادتنا واحتضنونا وكأننا أهلهم لم يبخلوا علينا بالايواء والطعام والأمان فوجدنا فيهم كرم ومروءة أهل السودان وأصالة شعبه، هذا العيد (الأضحى) الثاني لنا في مدينة شندي، وأهلي وعزوتي هنالك في جزيرة الخير يرددون (جانا العيد وانت بعيد أبيت ماتعود تبارك العيد)،،
كل عام وجميعنا إلى الله اقرب
كل عام وبلادنا تنعم بالأمن والأمان والرفعة والمنعة،، ونعود لديارنا سالمين،،
وصلى الله على الحبيب المصطفى
