بقلم/ مولانا حسين الفكي الإمام
(قاضي المحكمة العليا السابق- مقيم بدولة الإمارات)
مجتمع واو في ثمانينات القرن الماضي. كان مجتمعا متعاونا ومتعائشا بحب ، وشهدت علي ذلك وانا في صباي وقد بلغت الخامس والعشرين من عمري وليس من رأي كمن سمع . يضمنا مسجد واو الكبير في صلوات اليوم الخمس وفي حلقة تجويد صباحية بعد أداء صلاة الفجر في المسجد نحن مجموعة من كل اصقاع السودان مدنه واريافه ، ويؤمنا في الصلوات الخمس الشيخ الطيب عبد الملك من ود الفضل بشرق الجزيرة ويؤذن للصلوات راتبا رجل يدعي الطيب علي ويبدو انه من شندي وحلقات الفقه كان يوديها الشيخ عبدالله من سنار التقاطع الذي تزوج في مدينة واو من قبيلة الفلاتة القبيلة التي كان رجالها لايتخلفون عن الصلاة في جماعة ولا يتأخرون عن حلقات الفقه والتجويد من أمثال رمضان سعيد ودابي الليل . من الذين يودون الاذان بصوت جميل بدرالدين دينق وهو دينكاوي مسلم كان قد احسن إسلامه وكان لايفارقنا ومعه رمصان اكول وهم معنا دائما بمنزل علي البطحاني بحي الجلابة وكنا نستأجر هذا المنزل باجرة رمزية .الممارسة الاجتماعية اليومية كان خط دفاعها التجار الجلابة الذين عرفوا بالأمانة والصدق بعضهم من مدينة شندي آخرين منةالغاوير غرب شندي وبعضهم من المكنية وكنا نشتري من مخبز مشهور يديره احد الرجال من طيبة الخواض وكان يقف علي العمل التربوي والدعوي كل من الشيخ الطيب سليم من شبشة والطيب اكيج من أبناء المنطقة ومن الجور احد الطلاب الذين كانوا يدرسون في احدي الجامعات المصرية كان ملازما لمجتمعنا في حي الجلابة ( عوض سعيد ) ومن حي الجلابة نذكر الشيخ خميس مرسال والحاجة أمور امراة تملك من الحكمة ما يساعد في فهم طبيعة المنطقة وفي محور العدل كان يدير ملف العدل القاضي بول مايوم دينكاوي ودفعة في الجامعة الي جانب القاضي عباس ابكر في القضاء الشرعي ومعه قاضي اخر في القضاء اسمه مولانا عوض وهما من ولاية الخرطوم ومن قبل كان مولانا عباس ابكر من طوكر ومن الحصاحيصا كان المحامي الوحيد عثمان محمد السيد وفي منتصف السوق محلات ومخازن اويت اويت الي جانب ذلك يضم مجتمع واو تجار من وسط السودان من قرية الشريف يعقوب كان عبد الرحمن ود الجزولي وناصر الجاك ناصر ومصطفي ود الحميد وبعض الشخصيات من ام ضوابان وشرق النيل . ليس هذا فحسب فشخصي واخر اخ صديق يدعي احمد علي ابكر من كوستي كنا الاثنان سويا ندرس اللغة العربية والتربية الإسلامية في معهد امبيلي لإعداد المعلمات الذي تم نقله من التونج الي مدينة واو بسبب سوء الأحوال الأمنية ومن الشخصيات التي لها دور بارز في الدعوة والتربية الشيخ مبارك قسم الله زائد والأستاذ احمد الدولب والشيخ فضل السيد ابوقصيصة الي جانب الدكتور علي الحاج من دارفور والشيخ موسي ألمك كور من الشلك هذا الي جانب ادم من جبال النوبة
وفي مجال تعليم القرآن الكريم وعلومه نذكر ادم الباصور من جبال النوبة ونذكر ايضا الشيخ فؤاد ريتشارد يوناني مسلم له خلاوي في حي الجيل ونمرة ثلاثة وحي الجو ونزريت .
ولا يفوتني ان أذكر التاجر محمود عبد الحفيظ وجبر ود الشيخ والأخير من الشريف يعقوب مجتمع واو مجتمع يحمل في داخله كل محاور الثقافة والاجتماع من قبائل شتي ومن مدن السودان وقراه يتغذى هذا المجتمع علي قيم التعايش السلمي والتعاون في السراء والضراء وحقيقة كل إناء بما فيه ينضح القا وحبا وضياء هذا هو السودان الذي كان رائدا في التنوع الثقافي وقبول الآخر تلك القيم التي ترشحه ليتبوا موقعا رائدا ومتقدما في مقبل الايام ان شاء الله تعالي
