
بقلم /محمد السماني
شاهدت قبل يومين مقطع فيديو يتحدث فيها احد النخب والمثقفاتية السودانين على منبر قناة الجزيرة يبث عبره بعض السموم التى درج عليها كثير ممن حملوا السلاح ضد الدولة السودانية وضد جيشها او من سعوا لتفكيك الجيش السودانى وتفتيته وتصويره على أنه جيش رعديد مفكك الاوصال لم يخض حربا شريفة ضد اعداء الوطن ضاربين مثالا بمنطقتين فى شرق السودان وفى اقصى الشمال الشرقى بانهما ارضين محتلتين لم يحررهما و(فلاحته ) فى قتل الشعب السوداني او كما يقولون جيش يقتل مواطنيه ليسوقوا للناس إفتراءات وزيف بقصد وإصرار وترصد ويسعون إلى رسم صورة ذهنية مغلوطة ومشوهة عن الجيش السودانى العظيم مستغلين فى ذلك خطاب الهامش المزعوم وخطاب الكراهية والعنصرية والجهوية وكل خطاب قذر يستخدم مادام يحقق غاياتهم وأهدافهم فى النيل من جنود الوطن متجاهلين كل الاحداث والوقائع التاريخية البائنة للجميع ولا تحتاج إلى توضيح أكثر مما تحتاج للتذكير بها وإعادتها للأذهان حتى لا يستغل هؤلاء الرعناء والبلهاء نسيان او جهل الاجيال الحالية بها فيقتصون منها فقط الواجب الوطنى والدستورى والشرعى للجيش السودانى فى التصدى لكل من حمل البندقية فى وجه الدولة متهمين بها الجيش أنه مهاجما بها الشعب السودانى فهل من يتمرد على الدولة وجيشها يعد من الشعب ، ونقول لهم لمثلكم تعد الجيوش لان العدو الخارجى لا يدخل ولا يحارب الوطن إلا عبركم ايها المتمردون الخونة فأنتم عملاؤهم واعوانهم لانكم جيش المقدمة وسايسى الخيول للغزو الخارجى وتمكين العدو من تدمير البلاد وتقسيمها ، وحتى يجد المتمردون تبريرا لعمالتهم وخيانتهم للوطن ولشعبه وبنى جلدتهم فإنهم يصيغون قضية يتزعمونها وذرائع ومبررات وإدعاءات يبررون بها حربهم ضد الدولة والجيش فأختلقوا صراع الهامش والمركز ودولة 56 وتصوير الشمال والوسط النيليين بأنهما مارسا القهر والظلم والتمييز والإستعلاء العرقى على بقية مناطق السودان وتنعما بالثروة والسلطة دونهم وما اقذر إستخدام هذا النوع من الخطاب لاستقطاب اهل تلك المناطق ممن لديهم حنق او ضغينة ضد تلك المناطق بسبب رسائل خاطئة وصلتهم من قبل عن مناطق السودان النيلى وللأسف خاطبوا بها ايضا المجتمع الخارجى مصورين لهم انه صراع دينى وعروبى ضد الأفريقى ويشهد الله إنهم لكاذبون ، يساعدهم فى ذلك كفلاؤهم وأولياء نعمتهم إعلاميا وبالعلاقات العامة لترسبخ هذا الإفتراءات والإدعاءات التى يكذبها الواقع و ينكشف زيفها لاى زائر اجنبى للسودان فلا يجد شئ مما سمع إلا أوهام وخيالات وخبالات خرجت من نفوس مريضة لا يهمها شيء سوى مصالحها الشخصية ومصالح كياناتها السياسية وانقيادها الأعمى للغرب وانبهارها به وبكل مافيه من هيمنة وسيطرة وغطرسة تمارسها على شعوب العالم التي صنفتها لدول عالم اول وثالث ، فتحرك أمثال هؤلاء تحت برامج العلمانية والديمقراطية وتسوق لهم نماذج الحكم الغربى وهدفها المراد هو استعمار حديث عبر هؤلاء الوكلاء معدومى الوطنية والضمير.
نعود للرد على من يدعون ان الجيش السودانى يقتل مواطنيه والشعوب السودانية ، فهل حقا ذلك صحيح ، الجواب بسيط يكمن فى الاجابات على بعض التساؤلات وهى هل هجم الجيش السودانى يوما ما على اى منطقة ام أنه هوجم غدرا من حاميات تمردت عليه او مجموعات مسلحة حاصرته ثم طلبت منه الإستسلام فى إذلال ؟ فهل دفاعه عن نفسه وعن المواطنين يعنى أنه قاتل للشعوب السودانية ؟ وهل رأى اى أحد منكم الجيش السودانى يقتحم القرى والمدن والفرقان الآمنة فيقتل ويغتصب وينهب المواطنين ام أنه يحارب بشرف لحماية الشعب من أولئك المسلحين المدعومين من اعداء الوطن وطردهم منها ودحرهم ورد العدوان دفاعا عن الارض والعرض ؟؟!! ، وهل يحتل الجيش السودانى تلك القرى والفرقان والمدن ويطلق عليها المناطق المحررة ؟ وهل يفرض عليها الإتاوات والرسوم ويحكمها (زندية) ؟ وهل يشرد اهلها وينهب سكانها ويفعل بهم ما لم يفعله فرعون ببنى إسرائيل ؟ ، وهل حين ينتزع الجيش تلك المناطق من قبضة المتمردين يردها لحضن الوطن وينشر فيها السلام ويتركها للدولة تديرها كما تدير بقية المناطق ام أنه يحكمها ويفرض سيطرته عليها كما يفعلون ؟ ، وهل الجيش من يبادر بالقتال ام ان القتال فرض عليه وأنه الواجب يحتم عليه الردع وحفظ كيان الدولة ووحدة ترابها ؟، وهل إذا قتل هذا الجيش تلك المجموعات المسلحة المتمردة يعنى أنه يقتل مواطنيه ويرميهم بالبراميل المتفجرة كما يفترون ؟ ، وهل مطلوب من الجيش أن يدير خده الايسر لمن يتمرد ويرفع السلاح ضد الدولة مهما كانت قضيته وعدالتها ومهما كان ظلم الدولة لهم ام أنه يواجههم ؟ ، وهل كل من ظلم او من تم تهميشه يرفع السلاح ؟ وهل هناك دولة فى العالم تقبل ان تتفاوض أو تجلس مع من يتمرد عليها قبل أن تؤدبه وتعلمه أن لا كبير على الوطن وان المطالب لا تؤخذ بقوة السلاح والفوضى بل تؤخذ بالقانون والسلمية ؟
وقفة
الجيوش قامت لحماية الدول وحماية الشعوب والتصدى لاى قوة تحمل السلاح داخل الوطن وتستخدم القوة لفرض قضيتها هذا إن كان لها قضية ، وبسط الأمن هو أوجب واجباتها وقضايا الوطن لا تحل بالسلاح ومن أراد حلها بالتمرد فالجيش له بالمرصاد.