
بقلم/ عصام محمد احمد (الساحر)
مثل دون كيشوت حاربت طواحين الفساد في وطني وحيدا..سخرت قلمي وجردت حسام ضميري وجلدت نفسي قبل الاخرين…قاومت كل صنوف وانواع الضغوط النفسية والاجتماعية يوم ان اتخذت قرارا اتحدث عن اسرار وخبايا.ما كان يجب ان تذاع على الملاء…
وحاكموني ليس لارتكابي جريمة ولا بسبب تجاوز ولكن لانني حاربت وواجهت الكهنة الكبار….عندما كشفت عن سكوت الدولة متمثلة في مجلس تشريعي ولاية الخرطوم وقتذاك..عما ذكرته تفصيلا بذنب حاولت التحلل منه ….وهو تعديل في القوانين الايرادية للولاية سموه تزويرا ووجهوا لي تهمة تحت الماده 123 تزوير..
الاحداث التي تلت الحوار الضجه الذي اجراه معي الاستاذ احمد التاي في صحيفة الانتباهة ونشر يومي 26 و27 مارس 2013..وكانت اكثر الصحف السودانية الورقية توزيعا وانتشارا..وقتذاك…
كانت تلك الفترة من اسوأ واقسى كوابيس حياتي …فقط لانني لم احسبها بشكل صحيح، كما قال لي المستشار القانوني للدولة متمثلا في رئيس نيابة المال العام جهة فتح البلاغ المقيد ضدي….اذكر انه سألني سؤالا مباشرا من وراءك ومن الذي دفعك للكشف عن ما كان مخبئا ومسكوت عنه كل تلك السنوات…ووجه الي السؤال بشكل اخر من يحميك ويسند ظهرك ..هل هي المعارضة اليسارية ام اليمينية…..لو اعترفت لنا سنقفل ملف هذه الجريمة وندعك تذهب…
وكاد ان يمليني ما ساقول في التحري لولا اصراري انني اعمل وحدي وما ذكرته في الحوار كان قرارا وخيارا شخصيا لا محرض ولا دافع من ورأه الا التخلص من عبء كان يثقل كاهلي ويربك حسابات حياتي خاصة بعض انحرافه عن مساره فقد تجاوز التعديل الذي اجريته في رسوم النفايات المجاز من مجلس الولاية الغرض الذي من اجله وضعته وهي العدالة في تحديد رسوم الشركات العامه الكبيرة والمؤسسات الحكومية والوزارات…والذي تجاوزها الي المواطن المغلوب على امره فكان لابد من ايقاف هذا الذنب الجاري وكانت ميلاد الفكرة..التي دفعت ثمنها غاليا..من استقراري الاسري والوضع الاجتماعي..الترهيب والترويع الذي ارتكبه النظام السابق وكهنته في حقي لانني كشفت عن عجز وهشاشة الاجهزه التشريعية والادارية ..وتماهي اداراة المحليات مع تلك التعديلات لانها وافقت هوى في اضابيرها من حيث الايرادات وضخامة انسيابها ولمدة 6 سنوات……
وكانت في نفس الوقت الذي تستمتع بضخ هذه الايرادات داخل قنواتها المالية والصرف ببذخ خصما عليها تستنكر ما رشح من اخباري في الصحف السيارة ويرفضون وجودي بينهم وحسباني كواحد منهم….
اكثر ما اثار غضب الكهنة الكبار خروج الامر من بين ايديهم وتداعيات احداثه واهمها قرار الوالي د.عبد الرحمن الخضر الغاء العمل بقانون ايرادات الولاية المجاز للعام 2011 والعوده الي قانون2005 حتى اشعار اخر واثار حنقهم اكثر علي وحتى اليوم فيهم من يذكرني بمرارة تلك الايام وانخفاض ايرادات الولاية بنسبة فاقت ال50% ما اثر سلبا على برنامج وخطط وميزانيات الوحدات الحكومية الايرادية التابعة للولاية……..وربط الاحزمه على البطون والمبالغه في الحرص على صرف الحوافز التي كانت (مبهولة) بدون حساب…وللكبار فقط…
قدمتني حكومة الولاية كقربان في سوح اخطائها.. للقضاء ليحاكمني…الا ان الله سخر لي قاضي عادل فوضع امامي دليل برأتي عندما سألني هل استفدت ماليا من هذا الامر فرديت عليه بالنفي ثم سألني كم مضى من وقت على هذا التزوير اصريت على ان سؤاله خاطئ لانني اسميه تعديلا وليس تزويرا وقلت..مع تقديري للاعضاء المحترمين بالمجلس الا انني احسب انه من الخطأ الاعتماد عليهم في تقدير رسوم ترفعه لجنة غائبه عن الواقع والاثنين ابعد ما يكونوا عن الميدان واحواله وتقلباته الاقتصادية..ولهذا تغولت على مهام وتكاليف الاثنين… لجان التقدير بالمحليات ولجان المجلس التشريعي….المعنية بتقديم المشروع لاجازته ….والدليل على صدق حديثي .. حتى كتابتي هذا المقال.. ان الجدول الذي وضعته وعدلته وبموجبه قدمت للمحاكمة بتهمة التزوير هو نفسه الجدول المعدل بواسطتي بنفس اسماء الانشطة التجارية التي اضفتها و تجاوزوها في منشورات قوانينهم القديمة …..لم يمن الله عليهم باضافة او خصم اي مما قمت بتعديله …او تزويره حسب وصفهم للحالة…..
كل الذي يفعلونه ويجتهدون فيه بداية كل عام مالي جديد… زيادة خرافية في الرسوم يضعونها امام كل نشاط ..ويبصمون بالخمسة عليها..دون بغم..ولا تأتأة…
في النهاية حكم القاضي العادل ببرأتي من تهمة التزوير وفند قضيتهم باللا قضيه لانها سقطت بالتقادم..وان يتم اخلاء سبيلي..وان تضرروا من قرار المحكمه فعليهم ان يستأنفوا قرار المحكمة…ولم ينس مندوب النيابة ان يحيني ويشد من يدي ولن انسى كلامه الهامس والله نحن مبسوطين من شغلك في الحقيقة..لكن بنقوم بواجبنا تجاه وظائفنا والبينا ما قضية شخصية لكنها في ايطار العمل…
واسدل فصل من فصول قضيتي ضد الكهنة الكبار…خرجت منها اشد قوة وتماسكا بقضيتي ومن يومذاك قررت ان اجند نفسي لمحاربة الفساد والمفسدين مهما علا شأنهم ووصلت بهم الحصانة ما دمت املك القلم بيميني والعزيمة والتسلح والارادة القوية امامي فلن اخشى لومة لائم….ساكون طبيبا لعلاج وبتر الامراض الاجتماعيه….طبيب يقتلع الفساد من قلب المجتمع دون الحوجة الي مشرط او جراحة قاسية..وبالمناسبة سابدأ بالفساد في الحقل الطبي وما اعانيه شخصيا واعتبره قضية شخصية..كتبت مرتين بخصوصه في هذا الامر..
ولن امل او اتوقف حتى استبين النهايات او اهلك دونها……
هذا والحمد لله رب العالمين
خاطره حزينه ..
رحم الله اخي وصديقي الغالي محمد سيد جمال الذي فقدناه اول امس في مستشفى السفارات بالقاهره الذي ذهب اليها نازحا وليس مستشفيا…
صدمة جديده ولكنها الاقسى.. غفر لك الله اخي وفي جنان الخلد نلتقي باذن الله …