
خطوة موفقة في الطريق الصحيح
بقلم/ قسم بشير محمد الحسن
طفحت المديا عقب تعين السيد كامل الطيب إدريس رئيسا لوزراء السودان بين معارض مؤيد لهذا القرار وهنالك من يعتبرها خطوة موفقة في الطريق الصحيح لملء الفراغ السياسي والذي امتد لأكثر من ثلاث أعوام وهنالك من يرى أن في الخطوة كسابقاتها لا تختلف عن سياسة الابدال والاحلال ولا تقدم ولاتؤخر حسب قولهم وأرى أن السيد كامل إدريس شخصية عالمية شغل مناصب مرموقة في الأمم المتحدة وله علاقات جيدة بدول الغرب وهذه الصفة قد تحدث تحولا في علاقات السودان الإقليمية والدولية وهو شخص غير محسوب على أي جهة حزبية وهو من ناصر ثورة ديسمبر ٢٠١٩م واحسب أن تعيينه خلال هذه الفترة الحساسة والبلاد تواجه تمردا مدعوما من دول خارجية وهي فتره تتطلب توارى أحزاب نراها طافية على السطح ولتفسح المجال لقيادة البلاد برجال تكنوقراط وحتى لا تضع في خانة الاتهام بأن هنالك حزبا ما مهيمنا علي مقاليد السلطة وموقع القرار وهذا من شأنه أن يعطي ثقة للعالم الخارجي و إعادة النظر في
شرعية الحكومة وإعادة النظر في عضوية السودان المعلقة في الاتحاد الأفريقي وعليه نجاح هذا الرجل يكمن في الآتي اولا ان يمنح صلاحيات واسعه يتخللها برنامج واضح فيما يخص ملف الأمن الداخلي وملف الخدمات وملف العلاقات الخارجيه ولقد اصبح الأمن الداخلي يمثل هاجسا للمواطن في الأماكن المحررة وثانيا فيما يخص الخدمات وتشمل الكهرباء والمياه ومعيشة المواطن والتي أصبحت جحيما لايطاق ثالثا ملف العلاقات الخارجية والتي يتطلب حنكة ودبلوماسية عالية لا تتعارض مع توجهات وخطاب القوات المسلحة وهي تقود حربا ضد قوات تمردت عليها ويجب أن يكون هنالك تناغما في لغة الخطاب ولا ضير أن نجحت الدبلوماسية في إقناع دول بعينها من الكف عن تمويل ودعم قوات التمرد وهذا من شأنه التعجيل بحسم الحرب مع العلم بأن انتصار الجيوش لا يتحقق فقط عبر البندقية و الميدان بل تلعب الدبلوماسية والعمل الاستخباراتي دورا إضافيا في التعجيل بالنصر وخير مثال حرب العراق ونهاية عرش صدام حيث لعب العمل الاستخباراتي دورا حاسما في دخول قوات التحالف مدينة بغداد دون اطلاق طلقة واحدة ورابعا صلاحياته في التغيير الوزاري وفقا لموافقة المجلس السيادي ودون المساس بحصة الحركات المسلحة المنصوص عليه في اتفاقية جوبا المحددة ب ٢٥٪ ويجب أن يتم الاحلال والابدال في الوجوه وفقا لرؤيته من حيث الكفاءة وخاصة أن اتفاقية جوبا أعطت الحركات المسلحة نسبة في التمثيل الوزاري ولها حق ترشيح منسوبيها ولم تنص على إعطائهم وزارات بعينها وهذا يجب أن يضع في الحسبان ولذلك يجب أن يشمل التبديل كل الوزارات دون تخصيص وعليه نجاح الرجل يتطلب صلاحيات واسعة دون تدخل في برنامجه وفي عمل وزرائه من قبل مجلس السيادة أو الحركات المسلحة ومع ضرورة توحيد الخطاب السياسي للدولة والله الموفق