خور ود الحسن وسور الصين العظيم
بقلم الطيب الصاوي أبو عمر الجبلابي
(محامي، وبحث في التراث الشعبي)
اذا كانت النفوس كبار تعبت في مرادها الأجسام ..بالله عليكم أنظروا إلى أؤلئك الناس الصغار حجما الكبار عقلا الذين حيروا العالم باكمله بالابتكارات والانجازات والذين لا صنو لهم الا اليابانيين والكوريين.. أناسْ صغارُ أجسامٍ، كبارُ عقولٍ يبهرون العالم بإبداعاتهم وابتكاراتهم في شتى المجالات ،الصناعة الزراعة، التعليم، التمريض، التكنولوجيا كلامهم عمل، وافعالهم اتقان، وكل اجيالهم متفوقين.. نحن في عالمنا الافريقي والعربي الواحد منا يزن ستة من أوزان أفراد شرق آسيا ولكن عقله لا يساوي ذرة من عقولهم، لذلك ظللنا نرزح تحت الجهل والتخلف والحروب والعنصرية والقبلية وسوف نظل محلك سر .. اذا كانت الأحلام صغارا نتكلم فقط عن الوطنية، لكن الوطنية إنتاج الوطنية اتقان الوطنية أمانة الوطنية صدق الوطنية عطاء الوطنية حب السلام ولم شمل الوطن ومعالجة جراحه الوطنية تنمية والوطنية ليست شعارات جوفاء واحلام خرقاء وقشور تنمية وتكرار الازمات كما يحدث عندنا في (خور ود الحسن) الاسم ينم عن اضمحلال الأحلام وهواننا على انفسنا كل عام ومنذ ان كنا في المرحلة الثانوية نعرف خور ود الحسن اي خور ود الحسن ما سور الصين العظيم ولا قناة السويس ولا سد النهضة ( خوير ) في كل عام نهدر موارد المحلية من أجل خوير ولم نصل لحل جذري لمشكلة سد ود الحسن يا لها من مصيبة.. نسيت هو “خوير” وليس سد، ومع ذلك يقطع قرى شرق الدندر تماما عن الدندر المدينة اذا صح الاسم انها مدينة.. قبل أيام غرقت من مياه الأمطار وضاعت اسرة باكملها تحت الهدم لهم الرحمة والمغفرة نتيجة لعدم الاستعداد لفصل الخريف بفتح المجاري وهذا المشهد الشاخص يتكرر كل عام والدندر تذخر بموارد كبيرة تجعل منها جنة..
نرجع لسور الصين العظيم .. يا لها من مصيبة اقصد خور ود الحسن والله يا ود الحسن اورثتنا ما شل تفكيرنا في كل عام بدلا من أن نفكر في الأسفلت وتطوير السياحة غرقتنا في شبر من “خوير” وصغرت احلامنا مع الشعوب اما عن الأسفلت ورصف الطرق داخل المدينة هذه احلام ظلوط هذه حالنا وهذا مستوى انجازنا خوير ود الحسن فات الكبار والقدرو في كل خريف يطل علينا خور ود الحسن وسد العطشان وغرق المدينة والمجاري وهنالك رتل من المسؤولين الذين سوف يسألون يوم القيامة عن كل تقصير.. والله لوعثرت شاة بذات عرق لرايتني مسؤلا عنها يوم القيامة لمَ لا اسوى لها الطريق وحال البلد بكاني وبكاني وتاني وما سكتني اترككم في رعاية الله وحفظه الى ان القاكم اذا كان في العمر بقية تحياتي..

