مقالات الرأي

دور منظمات الأمم المتحدة في العودة الطوعية (2)

د. عبدالرحيم حاج الأمين يكتب ل"5Ws-service"

 

بقلم/ د. عبدالرحيم حاج الأمين
“قانوني وباحث في الشئون الإنسانية”

منظمات الأمم المتحدة لا تقدّم المساعدة بشكل فوري ومباشر دون وجود قرار رسمي صادر من الشخص الراغب في العودة الطوعية. فهناك إجراءات محددة يجب اتباعها قبل الحصول على الدعم، وهذه الإجراءات تنظمها المنظمات الدولية وفقًا للأطر القانونية والإنسانية المعتمدة، بهدف ضمان عودة طوعية وآمنة وكريمة.
أولاً:- قرار العودة الطوعية
تلعب المنظمات الدولية، وعلى رأسها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، دورًا محوريًا في تيسير العودة الطوعية، والتي تُعد خيارًا شخصيًا يتخذه الفرد بإرادته الحرة، بعيدًا عن أي ضغوط أو إكراه.
لا للعودة القسرية: لا تدعم هذه المنظمات العودة إلا إذا كانت طوعية بالكامل. أي يجب أن تتم بعد تزويد اللاجئ أو النازح بكافة المعلومات المتعلقة بالأوضاع في بلده الأصلي، من حيث الأمن، والاستقرار، وتوفّر الخدمات الأساسية.
الموافقة الشخصية:- يجب أن يصدر قرار العودة من الشخص المعني نفسه، بعد أن تتوفر له المعلومات الكافية ويشعر بالاطمئنان إلى ظروف العودة. ولا يجوز أن يكون القرار مفروضًا عليه من أي جهة حكومية أو غير حكومية.
ثانيًا:- الإجراءات التنظيمية للحصول على المساعدة
بعد اتخاذ قرار العودة، تبدأ المرحلة التنظيمية لتقديم المساعدة، والتي تشمل عدة خطوات وإجراءات أساسية:-
1.التسجيل في برامج العودة:-
يتوجّه الراغبون في العودة إلى مكاتب المفوضية أو المنظمة الدولية للهجرة في بلد اللجوء لتسجيل أسمائهم ضمن برامج العودة الطوعية، ويتم إدراج بياناتهم ضمن قواعد المعلومات المعتمدة لدى هذه الجهات.
2.التقييم والموافقة:- تقوم الجهات المعنية بتقييم حالة الشخص الراغب في العودة، استنادًا إلى معايير متعددة تشمل الأوضاع الأمنية في بلد المنشأ، ومدى استعداد الجهات الرسمية لاستقبال العائدين، ونوع المساعدة المطلوبة، وخيارات النقل المتاحة.
3.توفير المعلومات:- يُزوّد العائدون بكل ما يلزم من معلومات تتعلق بعملية العودة، بما في ذلك ترتيبات النقل، أماكن الإقامة المؤقتة، والبرامج التأهيلية أو التدريبية التي قد يستفيدون منها بعد عودتهم.
ثالثًا:- ترتيبات النقل والعودة
بعد استكمال إجراءات التسجيل والتقييم والحصول على الموافقة:-
التنسيق مع السلطات:- يتم التنسيق مع السلطات السودانية لضمان استقبال العائدين وضمان توفر بيئة آمنة ومستقرة.
النقل الآمن: تقدّم المنظمات الدعم اللوجستي، بما في ذلك توفير وسائل النقل الجوي أو البري، بحسب الإمكانات المتاحة وطبيعة العودة.
رابعًا:- الاستقبال والمساعدات بعد العودة
1.الاستقبال داخل السودان:-
يتم التنسيق مع الجهات الوطنية لتوفير مراكز استقبال مؤقتة للعائدين، حيث يُقدّم لهم الدعم الأولي مثل الغذاء، الرعاية الصحية، والخدمات الإغاثية الأساسية.
2.المساعدات المقدّمة بعد العودة:-
دعم مالي:- تُقدّم بعض المنظمات مساعدات نقدية لتيسير عملية إعادة الاندماج في المجتمع المحلي.
برامج التأهيل المهني:- تشمل هذه البرامج التدريب على المهارات الحياتية والمهنية، وتوفير فرص العمل، بهدف تمكين العائدين من بدء حياة جديدة مستقرة ومنتجة.
الخلاصة!
العودة الطوعية ليست إجراءً فوريًا ولا تتم بطريقة عشوائية. بل هي عملية منظمة تتطلب اتخاذ قرار فردي حر، يعقبه التسجيل لدى الجهات المعنية، ثم التقييم والموافقة، وصولًا إلى الدعم اللوجستي والمساعدات بعد العودة. كل ذلك يتم في إطار احترام الكرامة الإنسانية وضمان الاستقرار النفسي والاجتماعي للعائدين.
*ملحوظة* ! برنامج العودة الطوعية قد تبتدره المنظمات من تلقاء نفسها، أو أن تقوم به من واقع الطلبات المقدمة إليها.
عليه *نصحيتي* لكل الراغبين في العودة تقديم طلباتهم حتى يستفيدوا من الدعم أو قل الحق الدولي.
هذه *المقالات* معنية للمسجلين لدي الأمم المتحدة.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى