بقلم / مولانا حسين الفكي الإمام
(قاضي المحكمة العليا السابق – مقيم بدولة الإمارات العربية)
المدخل لهذا الموضوع أين يقف حكام أفريقيا أليوم من الحكمة والعلوم في إدارة شئون بلادهم ؟
ومدخل اخر هو ادب الشاعر محمد محمد علي وثقافته عن أفريقيا.
فقد حث الدول الأفريقية علي النهضة ومحاربة الجهل والتزام الحداثة لرفاهية شعوبهم .
فقال في قصيدته المشهورة ( القافية) عن أفريقيا.
الليل شرده الصباح المشرق ،
والقفر زينه الخميل المورق .
الي ان قال :_
أفريقيا طوت الظلام ،
وودعت حقبا عجافا لا تعي لا تنطق .
كانت كاهل الكهف الا انها ،
في كهفها تحسو الاسي فتؤرق .
جادت ذاكرتي اليوم بهذه القصيدة ( القافية ) التي كتبها الشاعر السوداني محمد محمد علي قافية هذه القصيدة قوية اختار لها اقوي الحروف الحلقية ومن حسن الطالع ان الذي قام بتعليمنا لهذه القصيدة هو الاستاذ الأديب( الطيب شبارقة ) الطيب احمد الفكي البشير رجل مفوه حاذق في نطق الكلام فاحببت هذه القصيدة لان من درسنا اياها ونحن في المرحلة الثانوية قرأها علينا الاستاذ الطيب شبارقة ( طيب الله ثراه ) بنفس القوة التي وردت بها وبمخارج حروف واضحة وقلت حينها ليته ما توقف فأصبحت هذه القصيدة في ذاكرتي ( مسمار نص) وهي بمثابة ( فكة الريق)
إشارة الي طعام الأدب
فهو طعام شهيء ولكن يحتاج الي من يحسن تذوقه ، فارتبطت هذه القصيدة في خاطري واظن انها مفتاح النهضة والحداثة لبعض دول أفريقيا.
فتسالت في نفسي هذا السؤال
هل استوعب حكام أفريقيا واخذوا الدرس من منهج نبي الله لوط عليه السلام الذي اتاه الله حكما وعلما؟
وهل تتبع هؤلاء القادة منهج ( ففهمناها) سليمان ومن قبل داؤد عليهما السلام وقد اتاهما الله الحكمة وفصل الخطاب ؟
نظرت لتجارب الحكم وطول مدتها لبعض حكام أفريقيا لاجيب علي السؤال
هل أدار هؤلاء الحكام بلادهم مطلقين من الحكمة والعلم ومنهج وفهمناها سليمان ؟
وهل حقق هؤلاء القادة اماني بلدانهم في رفاهية شعوبهم ورخائها؟
نترك الإجابة للقاريء الكريم .
ولكي نسهل لك الإجابة نستعرض بعضا منهم ١…. الرئيس الكمروني الحالي الذي حكم بلاده ( ٤٣سنة ) قضاها في الحكم والان رأي ان يرشح نفسه لفترة رئاسية قادمة وعمره ( ٩٢ سنة ) ٢…رئيس جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا الذي حكم بلاده وقد قارب عمره التسعين سنة بعد فترة ( ٣٧) سنة قضاها في السجن من أجل الحرية والرفاهية . ٣..الرئيس السنغالي السابق ليبولد سنغور والذي كان عمره ( ٩٥) سنة وهو حاكم لبلاده وكان ذو شخصية قوية وتأثيره كان عاليا .وقد كان شاعرا واديبا قاتل وقاوم من خلال الريشة والمداد والالق الشعري ، فكان جواز سفر السنغال نحو العالمية والحداثة، وخارج حدود أفريقيا الرئيس الماليزي الذي حكم ماليزيا زهاء العشرين عاما او تتزيد وقاد دولة ماليزيا الي مرافئ النهضة والحداثة والان وقد تجاوز المائة عام ومازال بصحة جيدة وعطاؤه الفكر ي متصل ببلده بالرغم من انه كان يعاني من أمراض القلب في خمسينية عمره .٥…مثال لمن حكم وعمره لم يصل الخمسين وهو رئيس دولة السنغال الحالي ( بشير جمعة فاي) وهو مسلم ،ومن مواليد الخامس والعشرين من شهر مارس ١٩٨٠م وهو الرئيس المنتخب ليحكم بلاده منذ الثاني من أبريل ٢٠٢٤م وحتي هذه اللحظة وهو حاكم وكان الأمين العام السابق لحزب الوطنية من أجل العمل والأخلاق والاخوة (المنحل ) والان السؤال من يصلح لحكم السودان كواحد من منظومة الدول الأفريقية وما هي مواصفاته ؟
وهل استفاد الحكام الأفارقة ومن بينهم السودان من منهج ( ففهمناها سليمان )
وهل بامكانهم الاستفادة من مواصفات الحاكم المتبع لنهج الرسل في الحكمة وحسن الخطاب .
وامامنا تجربة الرسل ( لوط عليه السلام وداؤد وسليمان عليهما السلام وعلي نهج أمامنا وهادينا الي الرشاد وأمام الاولين والآخرين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ،
فلننظر من نختار من الحكام كبير السن وكثير العلم والحكمة ام من تقاصرت تجاربهم بسبب صغر السن مع وجود العلم والحكمة.
ولكي تجيب علي السؤال ولا تحتار عليك بقراءة سيرة المصطفي سيدنا محمد.صلي الله عليه وسلم وفهمها والاطلاع علي سير الأنبياء أمثال لوط عليه السلام وداؤد وسليمان عليهما السلام الذين اتيناهم حكما وعلما وففهمناهم.



