مقالات الرأيأحمد يوسف التاى

رسالة جادة إلى كل موطن سوداني

نبض للوطن

بقلم:أحمد يوسف التاي

(1)

لن أختلف مع أحد في أن قوات الدعم السريع المتمردة فعلت بالمواطنين العزل من المنكرات والقبح ما يعجز اللسان عن وصفه ،قتلاً وتشريداً وتنكيلاً ونهباً واغتصاباً للنساء والفتيات مبتدأً، وانتهاءً بدفن الناس أحياء،وبذلك استحقوا لعنة الله والناس أجمعين..واستحقوا كذلك لقب العدو الظاهر الذي يجب ألا ينال شفقةً أو رحمةً من أحد.. هذا عدونا الظاهر وعرفناه ..لكن من هو عدونا المستتر ، ذلك (اللاعب الخفي)، فهو عدو خطير يثير الرعب ويبعثر الطمانينة ويذهب بأمن الناس ويخدع ويخادع الشعب والحكومة.. ذلك هو الذي يحمل سلاح الدولة ويرتدي زي قواتها المسلحة ويتغى بشعاراتها..ذلك العدو المستتر قاتله الله..

(2)

لقد أثبتت الأيام والوقائع أن بعض المجرمين تسللوا الى صفوف المستنفرين المتطوعين وحملوا سلاح الدولة وارتدوا بزة القوات المسلحة، لكن للأسف لم يكن أمن البلاد هاجسا يدغدغ مشاعرهم، وقد اثبتت الحالات التي ضبطها الجيش والسلطات الأمنية أن هؤلاء لم تكن (هجرتهم لله ورسوله) وإنما كانت هجرتهم إلى ما هاجروا إليه ، فقد كانت لهم دوافعهم الذاتية ومٱربهم الخاصة التي من أجلها تسللوا إلى صفوف المقاومة الشعبية وحملوا السلاح وارتدوا زي القوات المسلحة فجعلوا من سلاح الدولة وشرف جيشها حصانة وتغطية لممارسات قبيحة منها السرقة والنهب..فهل ترى أن هناك إساءة للجيش اكثر من هذا..

إن وجود ممارسات كهذه يعني أن الشخص الذي يفعلها إما أن يكون (دعامياً أصلياً) مخلص في ولائه للدعم السريع، أو أنه لص وقاطع طريق جاء لممارسة النهب والسرقة وكل الموبقات تحت غطاء “الاستنفار” والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية..وليكن هذا واضحاً في أذهان الجميع أن الجيش ليس بحاجة إلى هذا الصنف المجرم ..

ورسالتي لشباب المقاومة والجيش أن أذكرهم بقوله تعالى : (ولو خرجوا فيكم ماذادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين).

(3)

ثمة عدو مستتر آخر غير ظاهر ولكنه يلعب الدور الأكبر في زعزعة الأمن واستقرار المواطن .. هذا العدو هو المسؤول الفاسد الذي يسطو على مواد الإغاثة والمساعدات الانسانية فيحيل أمن الضعفاء الغذائي إلى خوف وشعور بالهلع والمساهمة في إدخال البلاد والعباد في ضائقة ..

هذا العدو المستتر هو أيضاً الموظف الذي “يتلمظ” جيوب المواطنين ويضع العراقيل والحيل لنهب ما في جيوبهم بصورة ناعمة في اوقات الشدة لترسيخ الإحساس بغياب السلطة وهيبة الدولة وإشاعة الفوضى وهو بذلك يساهم في زعزعة الأمن وتعميق فجوة عدم الثقة في اجهزة الدولة ومؤسساتها ..

هذا العدو المستتر هو أيضاً التاجر الجشع الذي يرسخ في الأذهان غياب الدولة والرقابة فيضاعف الأسعار ويشق على الناس..وهو أيضاً كل مسؤول قائم على أمر العدالة فيغمض لها عيناً وبرسل الأخرى لتحسس دروب الإفلات والمخارجة من العقوبة لآخرين..

(4)

رسالتنا للمواطنين كل المواطنين بلا استثناء لاتخشوا هؤلاء اللصوص ، فهؤلاء أضعف خلق الله في الأرض فلا تحذروهم ولا تتراجعوا في مواجهتهم ..بلغوا عنهم الإعلام والجهات المسؤولة..بلغوا النيابات واقسام الشرطة والاستخبارات العسكرية وأجهزة الأمن فلن تعدموا أصحاب الضمائر الحية في هذه الأجهزة، وإن ران عليها غبار السنين وإن تلبستها العتمة لابد ان تجدوا فيها بصيصاً من النور والأمل لمقاومة الظلم والفساد..

لاتكونوا جبناء حتى لاتسهموا في صناعة الطغاة والفاسدين، فالطغاة يصنعهم الجبناء..

(5)

كثير من الناس يحدثوننا عن صورة مقززة للفساد وحالات يندي لها الجبين ، لكن للأسف بطريقة (الونسة) على المقاهي ولأجل قتل الوقت.. فما أن تطلب منه ما يجعل حديثه موثوق يفر منك مزعوراً، هؤلاء للأسف هم الذين يصنعون الطغاة وجهابذة الفساد بجبنهم وخوارهم، فلو أنهم ثبتوا واعطوا الحقائق المجردة والمعلومات التي يمتلكونها عن الفاسدين والخائنين و”المخنسين” لكان خيرا لهم وللناس اجمعين، ولكنهم آثروا الجبن والتستر …فهم إما جبناء خوارون أو نمامون يمشون بين الناس بالقيل والقال والبهتان العظيم..

(6)

أعود وأقول فأما العدو الظاهر فإن الجيش المستنفرين الصادقين هم أولى به ، فكونوا انتم على هذا العدو الخفي المستتر الذي يُداهن ويماري وينافق ويخادع ،فهل نعدم الوسيلة التي ننتصر بها على اللصوص والفاسدين والمرائين ومردة النفاق…فهم الآن ظاهرين وقد وقع بعضهم في شر أعماله وظهر رأس جيل الجليد وبدا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر…فجر الخلاص…اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب ان يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

احمد يوسف التاي

منصة إخبارية سودانية تقدم الأخبار والتحليلات المتعمقة حول أبرز الأحداث المحلية والعالمية. تأسست بهدف توفير محتوى إخباري موثوق وموضوعي يلبي احتياجات القراء السودانيين في الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى